الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصه قصيرة - ذبول

محمود عبدالبديع الهيتي

2009 / 4 / 15
الادب والفن


قصه قصيرة - ذبول

يالها من حياة تافه .. تزرع الشوك بدلاً من الورد في دروبنا ونتمنى أن نعمر فيها أكثر وأكثر ... تسرق البسمة التي نحاول أن نرسمها على شفاه الجميع .. تسخر منا ... تعذبنا بأجمل وأغلى مانحتفظ به .
هذا ماكان يطفو في فضاء فكرة المزدحم بهموم هذه الحياة وهو جالس على مصطبة كونكريتيه في حديقة منزله التي تملأها الورود الجميلة ... مد بصره على وردة رأى فيها الذبول وتحاول زوجتة ان تعيد لها حيويتها بالأكثار من سقيها ... فلم يشعر بشيء عندما أطلق من فمه هذه العبارة الحزينه .
-اتركيها ... الشيء المكسور لايمكن إصلاحه
اردفت زوجته بحزن
-لا .. انها وردة جميلة ولونها اجمل
-لكنها ذبلت فلا يجدي سقيها فحان لها ان تموت بسلام .. فلا تحاولي ان تكثري من الماء لان كثرته سيؤدي الى ذبول الورد الاخرى ..

فهمت الزوجة من كلام زوجها ماكان يعنيه .. هو لم يعير اهمية للوردة التي اصابها الأنكسار بل ان كلامه كان يعني شيء اخر .. اجل شيء اخر ... شعرت بما كان يختلج في كلام زوجها من ألم ... فحاولت ان تخرجه من هذا الألم والحزن .

تركت الوردة الذابلة وخطت بقدميها خطوات بطيئة نحو زوجها الجالس على المصطبة الكونكريتيه ... جلست بجانبه وأخذت تتحدث معه وهي تحاول ان تخرجه من الحزن الذي يراوده منذ اكثر من عاميين ..

-هل تشعر بالوحدة ؟
-أحياناً ... عندما استيقظ صباحاً ولا اراكِ بجانبي
-نفس الاحساس ... اشعر به عندما اتركك لوحدك . ...

ثم قالت :
-هل تشعر بالحزن الان ؟
اردفـــــــــــــــــــــــــــــ
-حد البكاء ...
-ولماذا؟
-لانكِ لاتعلمين بما يختلج في داخلي من حزن .
-أخبرني بها لعلي اخرجك منها
-تخرجيني ؟!! ... أنا سعيد جدا لانني اعيش في هذا الالم

التزم بالصمت لفترة قصيرة قبل ان تبادره بكلام اخر ...
-احبك كثيرا
-ليس أكثر من حبي لكِ ... فهو يزداد كلما اشعر بكِ وانتِ تعانيين بما اعانيه .. صدقيني ياحبيبتي .. لقد ذبلت كهذه الوردة الذابلة التي اصابها الانكسار ... وما يعذبني اكثر هو أنكِ تحاولين ان تعيدي لها الحياة ...

-لكنك لاتشبه الوردة
-اجل ... لكن الذبول اصابني
اختلج الحزن داخل الزوجه وشعت من عينها قطرات من الدموع لم ينتبه الزوج اليها لانه انشغل بعد الحوار بالبحث عن العصا التي تساعده على السير ....ناولته – أعطته - زوجته العصا وطلبت منه الدخول الى جوف المنزل ليتناول فطوره الذي اعتاد على ان يتناوله متأخراً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتبره تشهيرا خبيثا.. ترمب غاضب من فيلم سينمائي عنه


.. أعمال لكبار الأدباء العالميين.. هذه الروايات اتهم يوسف زيدان




.. الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت في مهرجان -كان- بفستان بـ-ألو


.. مهرجان كان 2024 : لقاء مع تالين أبو حنّا، الشخصية الرئيسية ف




.. مهرجان كان السينمائي: تصفيق حار لفيلم -المتدرب- الذي يتناول