الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التراجعات الخطيرة لحقوق الإنسان في المغرب

محمد مقصيدي

2009 / 4 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


مرة أخرى , يد النظام السوداء تضرب في محاولات يائسة وإجرامية حقوق الإنسان والحريات عرض الحائط , وتسعى جاهدة أن تقطع كل لسان يقول لا للتعسف والديكتاتورية في المغرب . وها هي محكمة الإستئناف بتطوان تؤكد المعنى الحقيقي للعهد الجديد بعد أن أضافت ثلاتة أشهر حبسا نافذة على الستة أشهر التي كانت قد قضت بها المحكمة الإبتدائية في وقت سابق . التسعة أشهر حبسا نافذة في حق المدون والناشط الحقوقي حسن برهون التي نطق بها قاضي إستئناف محكمة تطوان بتهمة إهانة رجال القضاء يوم الإثنين 13 أبريل 2009 , لن ترهب الأحرار المغاربة في فضح الفساد والرشوة والمحسوبية والزبونية والإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المغرب . إنها تعري من جديد خرافة الإنتقال الديموقراطي التي يغنيها المخزن صباح مساء للمغاربة والعالم . الأمر ليس حالة شاذة في الواقع المرير المغربي , وإن كان البعض يريد أن يغطي الشمس بالغربال . فحسن برهون ليس إلا حالة من الكثيرين التي تنكل بهم آلة القمع المخزنية كل يوم . وإن كانت الدولة المغربية عبر محكمتها بتطوان ترسل رسائل لكل من يفضح الفساد بهذا الحكم القاسي جدا قائلة إياك أعني وأسمعي يا جارة . فإننا نجيب كذلك بصوت عال : ما أشبه الليلة بالبارحة , ولا تفاجئنا تلك الأحكام لأننا لا ننخدع بالشعارات الزائفة التي حاولت الأبواق المخزنية تسويقها لتلميع صورة المغرب بشكل يتناقض بشكل فاضح مع الحقيقة , أما سياسة العصا والجزرة التي يريد النظام أن يفرضها على المواطنين المغاربة فستتكسر دائما على صخرة الإرادة الشعبية .

الغريب أنه في الوقت الذي يتشدق فيه النظام المغربي بمحاربة الرشوة وفسحه المجال أمام حرية التعبير , نجد أنه يصر على حماية الرشوة والتنكيل بكل من يحاول فضحها , وثمة الكثير من الأمثلة المؤسفة والمخجلة والتي ستبقى كوصمة عار على قميص النظام المغربي . وكلنا يعرف مصير شكيب الخياري الذي اتهمته الألة القمعية المغربية بشكل يتقارب مع سيناريو حسن برهون والذي لا زال لم يصدر القضاء المغربي حكمه ولا زال يعاني خلف قضبان السجن إلى اليوم , لا لشيء إلا لأنه فضح الفساد والمفسدين . فأي بلاد تدعي الديموقراطية هذه ؟ تقبض على الشرفاء الذين يقولون أن ثمة رشوة , وتحمي المرتشين ؟؟؟ وكلنا يعرف أيضا قصة قناص ترجيست وقناص سيدي إيفني والآخرين الذين يضبطون الدرك في حالة تلبس واضحة بالإرتشاء من خلال كاميرات رقمية ويضعون الفيديوهات على اليوتوب ومواقع أخرى . الغريب أن كل هؤلاء القناصين بدل أن تجازيهم الدولة على مجهوداتهم الجبارة بفضح الفساد والرشوة بالصوت والصورة ما دام النظام يدعي محاربة الرشوة , فالدولة تعمل جاهدة على الوصول لهم للتنكيل بهم وجعلهم عبرة لكل من يفضح الفساد كما حال الناشط الحقوقي حسن برهون . فكل القناصة يرفضون رفضا قاطعا وضع أسماءهم الحقيقية على الفيديوهات لأنهم يعرفون حجم التنكيل الذي سيتعرضون له من طرف النظام المغربي القمعي . فبدل أن تستنفر الأجهزة السرية للمخزن قوتها من أجل ضبط المرتشين فإنها تستنفر كل قوتها في محاولة الإيقاع والتعرف على هويات هؤلاء القناصة الرقميين . فعن أي مغرب ديموقراطي يطبلون ويزمرون له ؟؟

الغريب أن النظام القمعي المغربي يأكل الثوم بفم رفاق الأمس . إن الإقطاعي صاحب الضيعات الشاسعة وزير العدل عبد الواحد الراضي الكاتب العام للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية يصر أيضا أن يلوث اليسار في الحضيض ويمسح بالمناضلين الإشتراكيين في حزبه جرائم النظام . ويؤسفني حقا أن هذه الأحكام المتتالية ضد حرية التعبير والإعتقالات السياسية في ما يسمونه كذبا العهد الجديد كلها جاءت في وزارات عدل على رأسها الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية والذي لا يربطه لا بالإشتراكية ولا بالشعب إلا الخير والإحسان . واغتنم الفرصة هنا للتوجه إلى الشرفاء المغاربة الأحرار داخل الإتحاد الإشتراكي بالإنسحاب من هذا الحزب الذي أصبح يمينيا أكثر من اليمين وملكيا أكير من الملك وانتهازيا أكثر من الإنتهازيين . إننا نحترم تاريخ مناضلي الإتحاد الإشتراكي , لكنه تحول اليوم إلى دمية رخيصة في يد النظام ...

إن تهمة إهانة رجال القضاء التي لفقوها للمناضل الحقوقي حسن برهون وحوكم من أجلها , وتهمة تسفيه مجهودات الدولة التي ينتظر المناضل شكيب الخياري الحكم من أجلها أيضا , تتبث في حقيقة الأمر أن النظام المغربي فقد صوابه . فإذا كان أحد يريد أن يخبرنا أن الجسم القضائي سليم وأنه نزيه عبرهذه المحاكمات المنتهكة لحقوق الإنسان وحرياته فالمغاربة يعرفون جيدا جسد القضاء المنخور بالرشوة في كل بدنه , أما إن كانت نية النظام المغربي فقط سمعته في الخارج وأن يسوق صورة مخالفة لما هو عليه توحي بأن المغرب بلد الإنفتاح والديموقراطية عن طريق خنق كل صوت يفضح الفساد , فإننا كمغاربة لا نريد هذه الصورة الكاذبة والمفضوحة والتي لا تخدم إلا عائلات مغربية معينة محسوبة على رؤوس الأصابع .

الغريب في الأمر هو أن الملك محمد السادس أشار في الكثير من خطاباته بشكل صريح ومباشر بالإختلالات المفجعة في القضاء واستشراء الرشوة في مجالات كثيرة . فعندما يقولها الملك , تنقل في القنوات التلفزيونية وتتحدث عنها الجرائد لأسابيع طويلة وتساق من أجلها الندوات , وعندما يقولها المواطن حسن برهون او شكيب الخياري فيساقان إلى السجن ؟؟؟ أي تناقض سوريالي هذا ؟ الأمر واضح , ثمة مسرحية للضحك على ذقون الشعب والعالم وكفى .

إننا نقول للأجهزة القمعية المغربية وموظفي الملك القضاة , كلنا حسن برهون . وإن سجنتم حسن برهون تسعة أشهر للتضييق على الحريات وإرهاب المناضلين الحقيقيين . فستجدون في كل دقيقة حسن برهون آخر , وفي كل مدينة , ولا تفعلون بحماقاتكم هذه سوى منحنا المزيد من الإرادة في مواصلة النضال وفضح فساد النظام المغربي ..

نقول للمناضل حسن برهون : قلوبنا معك . وإن كان جسدك سجينا , فأنت تطير حرا في أفكارنا . وخطواتنا تسير دائما في نفس الطريق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار