الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلية حزب الله في مصر - أبعاد سياسية للقضية -

وليد الشيخ

2009 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


بدون الدخول في تفاصيل القضية ، أتناول بنوع من التحليل أبعادها ، وإنعكاساتها على المشهد السياسي في مصر ولبنان ، والمنطقة العربية .
في رأيي المتواضع أن المسألة كلها مسرحية سياسية ، أجّلها النظام في مصر لإستثمارها سياسياً في الوقت المناسب ، فالقضية ليست قضية عادية ، وإلا ظهرت للعامة منذ أشهر .
فجّر النظام المصري القضية في توقيت بالغ الحساسية ، بالنسبة لأطراف متشابكة ، على علاقة غير مباشرة بالقضية ، أتناولها بالتفصيل :
* وجهت مصر الاتهامات لحزب الله ، أولاً لإظهار الولاء والطاعة العمياء من قبل النظام المصري لأمريكا وإسرائيل (بحكومتيهما الجديدتان)،فيما يخص التزام النظام بالتضييق وتشديد الحصار على غزة وأهاليها الشرفاء ، بالتوازي مع الإتفاقية الامنية الأمريكية الإسرائيلية المختصة بمنع تهريب السلاح للقطاع .
* كما تمثل ورقة ضغط رابحة على الكثير من حلفاء حزب الله ، وعلى رأسهم سوريا التي لا تزال على خلاف مع مصر ، وبالطبع إيران العدو اللدود للنظام المصري ، وستكون عامل مؤثر فيما يجري من مفاوضات بين فتح وحماس برعاية مصر .
* لعب النظام في مصر على وتر الرأي العام في مصر الذي يحمل مشاعر التعاطف والتوافق مع منهجية السيد حسن نصر الله في المقاومة ودعمها ، في حين يعتبره النظام امتداد لإيران ، وأداتها في تصدير الثورة ونشر التشيع وتقليب الشعوب العربية وجر المنطقة لمزيد من الصراعات لصالح إيران .
* وكذلك الوضع بالنسبة لشعبية حزب الله في لبنان ، في الوسط الشعبي والسياسي والثقافي ، خاصة أن لبنان مقبل على إنتخابات ، وستكون للقضية كلمة لا يستهان بها في تحديد مصير الحزب في هذه الانتخابات .
* وللقضية إنعكاسات قد تعود على المنطقة العربية بشكل عام ، وخاصة إتجاهات ورؤى الدول العربية لأيدلوجية حزب الله ، في حال ثبوت التهم المنسوبة للسيد حسن نصر الله والحزب بشكل عام ، فتهدف مصر إلى تقليص دعم بعض الدول العربية للحزب ، وفك الأحلاف المتعددة ، والتي تمثل معسكر الدول المارقة ، التي تعتبرها مصر ، عامل تهديد متزايد يوماً بعد الآخر تجاه أكبر دولة عربية .
وعن رد فعل السيد نصر الله ، الذي فضل الرد بنفسه ، وهذا دليل على ثقته بحجم المشكلة ، إلا أنه تعامل باستخفاف غير مسبوق مع ذكاء النظام في مصر .
إعتراف السيد نصر الله يمكن النظر إليه من ناحيتين :
أولاً : كسب تعاطف الرأي العام المصري واللبناني والفلسطيني والعربي بشكل عام لاعتباره أن الواقعة تمثل فخراً له ، في مساعدة الأشقاء في غزة ، ولكنه نسي أو تناسي أن المصريين من العامة والمثقفين لا يقبلون أي مساس بدولتهم ، مهما كان الدافع ، "والغاية لا تبرر الوسيلة في هذه الحالة " ، ولو كان السيد نصر الله ، حريص على مساعدة غزة وأهاليها ، لفعل في وقت الحرب ، وهناك مليون وسيلة لتقديم دعمه غير التسلل إلى مصر .
ثانياً : تأكد السيد نصر الله ، بتوافر الأدلة الدامغة على تورط الحزب في التخطيط فعلاً لعمليات تخريب ، وإغتيالات ، فإختار التضحية بالموقوفين في مصر ، من خلال نسبهم إلى الحزب ، ولكن بدافع سامي ، يشرّف أي أحد ، وهنا أيضاً عمل على اللعب على وتر الرأي العام ، متخيلاً أن الشعب المصري سيتغاضي عن اختراقه لسيادة بلدة ، متناسياً أن مصر والمصريين قلباً وقالباً مع غزة ، وما يفعله النظام في العلن من تضييق وحصار على غزة ، يكسره الشرفاء من المصريين في السر من تقديم كافة أشكال الدعم لغزة وأهل غزة .
والسؤال لو كان 80 مليون مصري عجزوا على إثناء الحكومة في مصر عن أفاعيلها ، فهل يستطيع القلة من اعترف السيد نصر الله بإنتمائهم لحزبه أن يفعلوا ذلك ؟
وفى النهاية أؤكد أن المصريين الشرفاء متعاطفين مع الموقوفين لو كان هدفهم شريف ، ولكن من الناحية القانونية لا نقبل أن يخترق أي شخص دولتنا ، مهما كان هدفه ،ويكفينا ما يفعله النظام الحاكم من إتفاقيات وفبركات تخترق أمن مصرنا الغالية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خلية حزب الله
محمد الخليفه ( 2009 / 4 / 16 - 11:30 )
كنت أتمنى أن السادات موجودأ في هذه الحادثة ليقوم بتأديب وردع بل سحق هذا الحزب وأعوانه كما فعل عندما قام بتأديب القذافي ومسيرته الخضراء ولكن في زمن مبارك أصبح حتى الوضيع ينال من كرامة مصر وسيادة مصر ، لست ساداتياً ولكن هذا الأمر لا يجب السكوت عليه فعلى مصر بقيادة شعبها أن يهب للمطالبه بكرامته وإثبات وجود مصر كقوة يحسب لها ألف حساب وأن يزول زمن الدروشة برمز الزبيبة والحجاب الذي يشكل الشخصية في هذا الزمن الأغبر الذي تمر به مصر وهو ما شجع حتى الوضعاء من النيل من مصر وأصبحت جذاراً قصيرا الكل يستطيع تسلقه


2 - خلية حزب الله
محمد الخليفه ( 2009 / 4 / 16 - 11:30 )
كنت أتمنى أن السادات موجودأ في هذه الحادثة ليقوم بتأديب وردع بل سحق هذا الحزب وأعوانه كما فعل عندما قام بتأديب القذافي ومسيرته الخضراء ولكن في زمن مبارك أصبح حتى الوضيع ينال من كرامة مصر وسيادة مصر ، لست ساداتياً ولكن هذا الأمر لا يجب السكوت عليه فعلى مصر بقيادة شعبها أن يهب للمطالبه بكرامته وإثبات وجود مصر كقوة يحسب لها ألف حساب وأن يزول زمن الدروشة برمز الزبيبة والحجاب الذي يشكل الشخصية في هذا الزمن الأغبر الذي تمر به مصر وهو ما شجع حتى الوضعاء من النيل من مصر وأصبحت جذاراً قصيرا الكل يستطيع تسلقه

اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر