الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا يتدخل مبارك لانقاذ -البديل-..؟

مصطفى النجار

2009 / 4 / 16
الصحافة والاعلام


ربما لم يمض على تجربتى في جريدة البديل الكثير من الوقت، فمازلت أتذكر حين تدق ‏الساعة الواحدة والنصف ظهراً، يبدأ الزملاء متطوعين في جمع مبالغ مالية من الجميع كلا ‏حسب مقدرته في قسم الأخبار، وبالطبع كان يدفع مديري التحرير ورئيس التحرير أحياناً ‏معنا لنحضر فطارا أو غدءاً أيا كان اسمه. الوجبة التى كنا نفترشها على الطاولة الفسيحة ‏بجوار الشباك، تتكون من فول وطعمية وباذنجان وبعض المخللات التى تحازى البطاطس ‏بنوعيها الصوابع والشيبسي وبعض أنواع الجبن وخبزا بلدياً معدماً "اللى فيه قش ‏ومسامير".‏

لا أتذكر البديل بالطعام فحسب، بل أتذكرها أيضا حين كان يجلس معي أستاذي ياسر ‏الزيات مدير التحرير ليعلمنى كيف أصيغ قصة انسانية بطريقة أدبية ماهرة ولا تتعارض مع ‏ميثاق الشرف الصحفي، الذي بنت الجريدة اليسارية المحترمة أساسها عليه، فلم تكن تقدم ‏صحافة صفراء تلمع النظام ولم تكن تسب أحداً، بل كانت تكشف حقائق، وإن اتهمت ‏بالانحياز فهى لم تنحاز سوي للعامل والفلاح والموظف البسيط. الحوائط تعلوها صور ‏لجيفار وماركس ولينين وروزاليوسف إلى جانب توقيعات وإهداءات من المحررين لببعضهم ‏البعض، وصوراً وكاريكاتير ساخر للمحررين كنوع من الداعبات ويعلق عليها من يأتى ‏لقسم الأخبار والمجاور لقسم الخارجي ومكتب رئيس التحرير.‏

وأكثر ما أثار تعجبي وطرح لدي العديد من علامات الاستفهام ذلكم الرجل المدعي خالد ‏البلشي رئيس تحرير البديل الحالي ومدير التحرير السابق، كنت أشعر أنه "سوبر مان" أو ‏‏"البطل الخارق" فهو أول من يأتى لمقر الجريدة وأخر من يذهب، وأظن أنه يأتى قبل عم ‏هاشم الفراش، في تمام الثامنة صباحاً، كان يدور ويجول وسط المحررين ويتحايل عليهم ‏ويداعبهم ويلاطفهم للاسراع في إنهاء كتابة الاخبار والموضوعات لسرعة رسم ‏الصفحات، ومازال يفعل نفس العمل ولا يجلس على كرسي مكتبه إطلاقاً ومكتبه مثل ‏البوفيه مفتوح للجميع، وكنت أري أحياناً من كثرة خوفه على العمل يساعد بعض ‏المحررين في اختيار الألفاظ المناسبة للتعبير عن أفكارهم وأخبارهم، واشراكه لهم في ‏سياسات التحرير العليا.. لا عن عدم خبرة لديه بل لأنه آمن بالديمقراطية فكراً وسعي ‏لتطبيقها بين المحررين ومع الإدارة إلا أن ظروفاً اقتصادية لم ترحمه ولم ترحم الصحافة ‏المحترمة كالبديل.‏

علمت من اصدقائى في البديل والذين تربطنى بهم صلة قوية جدا، أن خالد البلشي حين ‏علم باصرار مجلس الإدارة على تسريح عدد كبير من الصحفيين وتقليل بعض الرواتب، لم ‏يتمالك نفسه وسقط مغشياً عليه أمام المحررين إلا أن أستاذ سلامة عبد الحميد أدخله ‏مكتب رئيس التحرير وأغلق الباب إلى أن جاء طبيب وقام باسعافه على الفور.‏

كنت من أول من علم أن البديل ستتوقف ولقد نشرت خبراً من أكثر من شهرين يفيد أن ‏هناك منشوراً سرياً يوزع على محرري البديل لجميع تبرعات وحث الأصدقاء والمعارف ‏بشراء أسهم في المؤسسة بعد تأثر مصر بشكل عام من تداعيات الأزمة المالية العالمية، ‏وتعرض العديد من الصحف الكبري في أمريكا وأوروبا للغلق.‏

ومع قرار الحكومة المصرية بدعم الصناعات ورجال الأعمال والحفاظ على معدل الأجور ‏والاسعار في مستوياتها الطبيعية، وضخ 16 مليار جنيه لانقاذ مصر من أثار الأزمة ‏الاقتصادية والمالية العالمية، إلا أن الحكومة صرفت الفلوس من غير ما تقول لحد هي ‏راحت فين؟، وطالعنا دكتور أحمد نظيف منذ شهر تقريبا في برنامج البيت بيتك ليقول أن ‏مصر صرفت هذا الدعم في البنية التحتية وليس التجارة والاستثمارات المباشرة، فلماذا ‏ضحكت علينا الحكومة؟، وهل البنية التحتية لا يخصص لها أموال كل سنة بعشرات ‏المليارات أين تذهب؟، ولماذا لا تدعم الدولة استقرار الصحف المعارضة والخاصة مثلما ‏تدعم الصحف القومية الخاسرة والتى تضمنها أحد تقارير الجهاز المركز للمحاسبات بأن ‏مؤسسات الأهرام وأخبار اليوم والتحرير والهلال وروزاليوسف مديونة للدولة بعدة ‏مليارات نتيجة عدم سدادها الضرائب وبعض الرسوم الأخري.‏

إن كان الرئيس حسني مبارك رجلاً حكيماً بحق فعليه التدخل لانقاذ سمعة مصر، التى ‏يتحدثون عنها ولكنها هذه المرة حقيقة وليس خيال مثلما يقولها أعضاء الحزب الوطني ‏وأعضاء مجلس الشعب التابعين للنظام، إن الرئيس يجب أن يتدخل ويأمر المجلس الأعلى ‏للصحافة برئاسة صفوت الشريف بدعم البديل مادياً على ألا تغير من توجهها السياسي ‏والايدولوجي، هذا إن كان النظام الحالى برئاسة مبارك يريد حقاً تغييراً ديمقراطياً وتعددية ‏في الآراء وحرية في الفكر، فليست الصحافة الحرة مثل البديل بمعزل عن العالم عندما ‏نقارنها بمؤسسات صحفية كبري كالأهرام وأخبار اليوم.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ مصطفي ،إما طيب أو ساذج
أبو هاجر: الجزائر ( 2009 / 4 / 16 - 06:54 )
لقد شاءت الصدف أن اكون في زيارة لمصر لما صدر العدد الأول للبديل وبعد اطلاعي على بعض الأعداد اللاحقة أثناء تواجدي في مصر قلت لصديق أن البديل لن يطول عمرها كثيرا لأنها فعلا بدأت تطرح البديل كيف تطلب من نظام قائم على الفساد ونهب المال العام والتوريث أن يدعم البديل الديمقراطي. كيف يدعم نظام استبدادي جريدة فيها عمق محمد السعيد وشجاعة السايح .

اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة