الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاسدون اخطر النفايات

محمد محسن الكريطي

2009 / 4 / 16
الادارة و الاقتصاد


الكائنات . والأنسان الصالح أرقاها وأفخرها جوهراً ، تشترك في هذا الوجود بعاملي الحاجة والحاجة المقابلة ، وامكانية السداد . وهذا أكبره واصغره ، اعظمه وأحقره ، اعقده وابسطه ، واعلاه واوطأه ... الخ . لايخرج عن عالم الأشكال والمظاهر والأجسام والأجساد وما لها وما عليها ، ولا يدخل ذلك ضمن فعاليات وامكانيات الجواهر الموجودة اصلا خارج هذا كله ، فهي اشبه بالقيم التي تلحق بالأنسان والموجودات الاخرى من الخارج . وهي أي الجواهر والقيم خاضعة لميزان الخطأ والصواب . العدل والظلم ، والحق والباطل حسب الجهة المكلفة بالحكم اوالمتطوعة له .
الأنسان الفاسد مثله مثل أي شيء آخر فاسد ، لاقيمة له ولاجوهر ، بل لعل وجوده كفاعل ومنفعل هو بمثابة عيب وخلل يسري وينتقل الى الخارج فيحط من قيمة الجوهر الذي لاتغيب عنه الاشكال وان بعدت فهو محض حس حر راق ، يصل بين مجموع اصدقاءه ومقربيه المؤمنين به ، ويتواصل مع ما يرفعه وهو الصلاح والاصلاح ومع ما يضعه ويدنيه وهو الفساد والمفسدون ماداموا اعداءه ونبذته الكافرين به فهم النقص الكامل ، والحاجة التي لاتقضى ولايسدها حتى الآتلاف والرمي مع النفايات الخطرة الضارة مقابل السعي الأنساني الطبيعي للكمال . فأذا حكم على فاسد ما من البشر بالموت فذلك لامعنى له الا من حيث الصورة وما تتركه من اثر . وللمثال فان القانون في العراق وجهات تنفيذ ذلك القانون اذا ما انزلت حكم الموت بهكذا فاسد وباية طريقة ولو حرقا اوطحنا ، وأن جزرا مثل الحيوانات المستساغ اكل لحومها ، لن يعوض (المفسود) بعالمهم ، ولن يعيد للمسروق مالهم او المعبوث بافكارهم ونظامهم السياسي والاداري أي قدر من اية حاجة . الاّ انه يزيد من رقي الجوهر الانساني عند الحاكم وعند المرتكب بحقهم الفساد كونه يزيل سلبيا عن طريق ايجابي . وقد يقصر من عمر الفساد كحالة تنفع لمعالجة المستقبل لكنها لن تطهر الماضي فيما يخص المظهر الانساني .
نعم ان خطورة الضرر الناتج عن الفساد واهله ، لاتزول عند زوالهم ، ولا تمحى عند توبتهم وعودتهم . لأنهم وما يفسدون طاقة خبيثة تخدم الشر الذي يهدف الى تقذير التاريخ وتسعى الى هدم البناء الانساني . وهذه الطاقة مردها الى اصل العبث والتخريب في البرنامج الطبيعي منذ وجدت الحياة ووجد الجمال ونقيضه القبح . فالفساد هو القبح ولافضل للقبح بتعيين ومعرفة الجمال وقيمه السابقة الأصيلة لأن اللاحق هذا طاريء ودخيل . وليت اتلاف ونفي الفاسدين لايكون على الأرض . بل خارجها فهم اخطر النفايات . ولن تزعل الجواهر، وسترضى المظاهر . فالفاسد لاصلاحية له في الظاهر ولاجوهر له في الباطن . فهل سنسمع قريبا اعدام عشرة فاسدين في كل محافظة من محافظات العراق . ثرما بثرامة البشر التي لازالت صالحة للعمل ،تسهيلا لنفيهم من الارض . ولو ان ذلك اقل مايستأهلون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وكالة ستاندرد آند بورز تصدر توقعاتها بشأن الاقتصاد المصرى


.. برشلونة يتراجع عن استمرار تشافى ومنافسة بين فليك وكونسيساو ل




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 17-5-2024 بعد آخر انخف


.. لأول مرة طارق الشناوي يتخلى عن النقد.. مش جاي عشان يجلد حد ب




.. بوتين يغير القيادات: استراتيجية جديدة لاقتصاد الحرب؟ | بتوق