الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(ألستروميريا)

نورس محمد قدور

2009 / 4 / 16
الادب والفن


ذات صباح مُشرق وجميل استيقظت على تقبيل أمي لجبيني ، وعلى صوت العصافير المغردة تحت نافذتي المكسورة من ضوء الشمس التي تتحداها عيناي القويتين، وكعادتي طبعت على خدها المخملي قبلة تغار منها كل الكائنات، ثم تناولنا القهوة معاًً في الحديقة،و أخذت قربة ماء لأسقي شجرة الياسمين، والليمون ،والنارنج، وبعد أن انتهيت التقطت الأوراق المتساقطة من شجرة التوت وعريشة العنب ، وجمعت الزهور ونسقتها تبعا لشكلها ولونها وحجمها في فازتي المتواضعة، آه لقد نسيت أن أسقي زهرتي المفضلة لقد وضعتها البارحة على شباك غرفتي، لقد أهدتني إياها حبيبتي قبل أن تسافر الى أوربا مع فتى أحلامها،في الحقيقة نعم انها كانت تحلم به كل ليلة قبل أن ترأها أو حتى تسمع باسمه، امر غريب فعلا لكن هذا ما حدث معها ،الى أن أتاها يمتطي جواده الأبيض كقلبها النقي، وسافرا بعيدا، قالا انهما ذهبا من أجل أن يبنوا أنفسهم، ويورثون أبناءهم أفضل مما ورثوه، ، بتأسيس مستقبل أفضل لأولادهم الذين سينجبونهم بعد أن يتزوجا،وكأن المستقبل الزاهر لا يبنى إلا بعيداً عن أعين الوطن!!!
فهذه الزهرة جعلتني أعشق الحياة ،وأحب( شقائق النعمان، وهيدر ليزانش، بوفارديا، انيجيا، الاوركيد، فيريسيا) وأحلق بخيالي لأسابق الصقور والنسور والنوارس، وأجنح بخيالي الى حيث تعيش كريمة، أصبح للحياة طعم ولون منذ أن دخلت هذه الزهرة فازتي وقلبي، فمعها تعلمت الحساب والقراءة والأدب والشعروالفن ومعها صار بيتي أزهى وحياتي أبهى، كبرت بها ولها، أصبحت فنانة عالمية ومع ذلك لم يسمحو لها بمرافقتي الى معرض الفن التشكيلي التي الذي عنونته في هذه السنة باسمها(التوليب) فتركتها في البيت مضطرة وكنت قلقة بشأنها ماذا سيحصل لها ، انا تعلقت بها كثيراً وأعتقد هي كذلك، أصبحت تشعر بلمساتي وقطراتي ودفء حبي الذي يعوضها عن ضوء الشمس، ان طال غيابي عنها هل ستذبل؟؟
هل ستختفي رائحتها الجميلة، وهل سيبهت لونها الساحر؟ لو جرى لها شيء فلن أسامح نفسي ،وسأقاطع المعارض طوال حياتي، لكن عندي احساس قوي -وقلما يخطأ احساسي- بأن عشاق (التوليب) كعدد النجوم التي تزين السماء لا تحصى، ولن يتركوها تذبل ، لكن ان التي سأضعف بغير عطرها التي تعودت أن أصحو عليه،لكن أكثر شيء يؤلمني الآن أن مشاعري لها بقيت مكتومة في بئر حبي خوفاً على مشاعر الورود التي أحبتني قبل أن أراها . فهي تغار منها ،فلا غرابة حتى الورود تغار.....فقررت بعدها ان اناديها باسم زهرة جميلة تحمل معنى الصداقة(ألستروميريا)

عذراً يازهرتي الغالية ، ودمتِ ودام عطرك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟