الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعراء الاحزاب

جعفر درويش

2009 / 4 / 17
الادب والفن


كلمة ٌسواء
ـ1ـ
فاجَئنَا دخولهُ بغداد فاتحاً، بعد أن سَمِعْنا عنهُ شاعراً جميلا، سألتهُ عن لوعة ِ الاشعار في المنافي، أجابني ممتعظاً: الشعرُ لعبةٌ يتقنها جميعنا، ولعبتي مؤخراً..تبدّلت إذْ ما عدتُ حراً مستقلاً مثل طائرٍ، صار إنحيازي واضحاً للخبز والسياسة، فلا سبيل للوجود بينهم سوى المضي فاتحاً، نحو مغانمٍ....... جديدة.

ـ2ـ
الشعراءُ عندنا لا يتّبعهم ( الغاوون ) ! إنما يتبّعهم السياسيون الفاشلون، وليس الفشل هنا في الشعر، اطلاقاً، بل في بعض الساسةِ من الذين يخادعون الناس بمشاريع هي أقربُ الى الشعر منها الى العمل السياسي الوطني، فهم لم ينهضوا بأيةِ مسؤوليةٍ حقيقية تجاه هذا الوطن النازف، سوى الاستعراضات الدعائية الخائبة، ورفع الشعارات البراقة، المعبئةِ بالحِكَم الزائفة لأغراض الاستهلاك المحلي، وتسويق الكاسد من تراث الاحزاب. ومن المؤسف حقاً، أن نجد الكثير اليوم، ممن لم يشف بعد من مرض الأنا من ذوي الخطاب التبشيري، بدل أن يعالجوا مأزق اللحظة الراهنة، من خلال مؤازرتهم الجادة لمؤسسات الحكومة ووضع الخطط والبرامج الاصلاحية لها، نجدهم اليوم قد أمعنوا في عرقلة المسيرة ووضع العصي في عجلاتها، ما أفرغ عليهم سلوكاً غاية في الشذوذ والغرابة، وطبعهم بازدواجية مقيتة، أخفت ملامحهم الحقيقية في سعي ٍ محموم من أجل الوصول الى الثروة والجاه، وهذا ما كشف عن تشرذم ٍ خطير، أدى الى احترابٍ سياسي غير وطني ما بين قوى البرلمان، أفضى الى نزاعاتٍ طائفية ٍ دفع الشعب العراقي إثمانها من دماء ابناءه الطاهرة، فبات هو الخاسر الوحيد من برلمان إنقلبت أغلب جلساته الى حفلاتِ ثرثرة، لا تسمن ولا تغني من جوع، سوى تكبيل السلطة التنفيذية وتعطيل مؤسساتها، وشل الدولة الجديدة وتحويل المشروع التغييري، الى معظلة كرست الشقاق والعزلة بين أطياف الشعب، وأوقفتنا طويلاً على بوابة الحرب الاهلية التي نجّا اللهُ البلادَ منها، بهمّةِ شباب العراق الغيارى من الجيش والشرطة، الذين صاروا سداً منيعاً بوجه القتلة ومن يصطف معهم، ممن باعوا الوطن متشدقين بالشعارات الزائفة ومحاولين بكل ما أوتوا من مكر، إرجاع عقارب الساعة الى الوراء، ولكن هيهات.... قالها شبابنا للشمس المُغرمة ِ بسواعدهم السمر، وهم يقفون في شوارعها يصنعون مجد بغداد الآمن، ويسطّرون بدمائهم الزاكية أعظم مآثر الوطنية، أمام عَجِزِ السياسيين الفاضح في لملمةِ جراح الوطن.... رغم سلالهم المليئةِ بالشعارات البراقة.
ـ3ـ
نحن أمةٌ شاعرةٌ، لا نحسنُ من دنيانا سوى الكلمات، استهلكنا كل قواميس الشعر، أدْمنّا الخُطبَ الرنانة، وتعلْقنا بالالفاظ كثيراً، حتى سحقتنا الالفاظ، ومِثلُ قطيعِ منسجم قدْمنا للخطباء كل فروض الطاعة، رددّنا جملاً لا نفهمها، كررنا معهم آلافَ الحِكمِ المهترئة، وقرأنا محفوظاتٍ خالية المعنى، حتى فارَقَنَا الزمنُ الخلاق، وتركنا دنيا الناسِ الملئى بالعمل وبالابداع.
قالوا: لابد لنا من وقفة
قلنا: لابد لنا أن نستيقظ، فالغدُ آتٍ لا ينتظر التأجيل، واللهُ خلق الدنيا ذاهبةً.......للمستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل