الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امرأة من ذاكرة النسيان

باسم الخندقجي

2009 / 4 / 17
أوراق كتبت في وعن السجن


ان الحرية تقرر اهدافها بصفة مطلقة،وليس هناك قوة خارجية حتى الموت نفسة ..قادر على تحطيم ما قررته الحرية...فمادمنا لم نكسب اللعبة او نخسرها مقدماً فمن الضروري ان نناضل وان نركب الخطر في كل لحظة (سيمون دي بفوار)
تروق لي دوماً تلك المقولة التي كتبتها ذات تمرد هذة المرأة الفرنسية الرائعة ..وها أنا أضعها في مقدمة الكلام علها تنوب عن التحية والمقدمات التي حقاً لا تروق لي..
ها أنا اكتب في هذا الشهر الذي اتضح لي وانا فيه انه شهرك وقت التفكير بك دون ادنى مقدمات هكذا فجأة ظهرت من بين أكوام النسيان لتثبتي لي انك مازلتي على قيد الحياة لا أقل ولا أكثر...
مع ثقتي التامة بأنك مازلت في اتم الضياع والتناثر...
اذاً ان الشفقة شعورٌ لا أخلاقي يتبناه الذين لا يدركون القلوب بل يدركوا ببراعة كيفية مداراة الجرح وتجميد الضياع والتبعثر.. وأنا حسب ما أعتقد لا أدرك الشفقة سوى على اعدائي..
مرة أخرى ..اذاً هاهي الذاكرة تجرفني نحو وطنٍ كان ولم يزل وطني الأجمل الذي لا يتعب من الجمع ما بين كافة تناقضاته وطني السري الذي لا يعني أحداً سواي..حتى أنتي ليس من الضرورة ان تدركي ذلك ..بل يكفي ان اعتنق انا كل احلامك وتمردك وغضبك وعشقك وضياعك وجنونك..يكفي ان تنتابني المأساة في ليالي الخسارات يا خسارتي الاجمل يكفي ان احتضن حلمي وحزني بحلة من دمع قلبٍ ارهقهُ البرد..وفي زمن البرد يا أنستي..أقصد يا سيدتي نحن قرابين الدفء في زمن البرد ..يكفي ان نعشق..ان نحزن ..ان نداعب اسمى ما فينا ولكن بصمت..وحده الصمت عبادة المخذولين ..في رحاب الوطن..اه يا سيدة الضياع والخيبة عن جدارة أسألك هل مازلت على قيد طفلٍ لم يمهله الوقت ليقول لك انك أنتي الشجرة..انت الوطن..العشق..الطفولة..البراءة..نعم البراءة هل لديك ثمة تعريف يليق بالبراءة؟؟؟
يقول يا سيدتي باولو كويلهو في كتابة اعترافات مسافر حاج ..
"انني انظر الى الحياة مستخدماً مجاز الرحلة كقافلة"
لا اعرف من لا من اين تأتي ولا حيث تمضي..
لا يسعني يا سيدتي سوى ان اقدم احر التعازي لك ..وهاهي الكلمات تنهمر على السطور لوحدها لكي تواسيك بموتك ولا تتوهي بين المعاني ..لأن أبنائك قتلوك وقتلوك دون اكتراثٍ في زمن الردة والبرد معهم لا ينفع دور الحكيم..فما الفرق بين الحكمة والجنون "؟
ولكن لم اكون سوى مرسل الالهام..........وما أكتبه الان ليس الا مقدمة لجرحٍ لن يستكين....
يا امرأة القمر الحزين
يحدث أن يسخر العاشق من الثواني و الدقائق و الساعات..يحدث أن ينازل يومه بكبرياء (دو نكيشوتي) ..و أن يهزم شهر كان يعني له الكثير في البعيد..و أن تجاهل سنة بأكملها و يفسح لها الدرب لكي تعبر من جانبه حتى و أن تحرشت به كي تترك آثارها على جبينه السماوي ؟ظ
و ما القلب..
فكما كان الضائقات شديدات و الآفاق دياجير مظلمة ..كلما اتسع لدرجة احتوائه للوطن بكل معانيه بكل أشجاره و قمره و عاشقاته ..يتسع لدرجة العدم!! فبعد أن كان يعيش هو في قلب وطنه..أصبح وطنه يعيش فيه..كي يتحقق الخلود..و يتجلى الموت إيقاع الوجد ليعلن انه بدايات الأبد..
و الموت بنتفي عندما تزول أركانه ..و مكانه..و العمر ..عمر العاشق يصبح مجرو تذكرة التحاد مع شجرة ..مع وطن..مع كلمة.
تلك هي مشهدية العاشق..خارج الزمان و المكان ..حيث الزمن طفل يتمتع في وحله..و حيث.. البدايات ..تحيا متذ اواخر المقدس..
الاسير باسم الخندقجي
سجن جلبوع المركزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة.. نصف مليون شخص يعانون الجوع الكارثي | #غرفة_الأ


.. الجنائية الدولية.. مذكرتا اعتقال بحق مسؤولَين روسيين | #غرفة




.. خطر المجاعة لا يزال قائما في أنحاء قطاع غزة


.. ما الأسباب وراء تصاعد الجدل في مصر بشأن اللاجئين السودانيين؟




.. طواقم الدفاع المدني بمدينة رفح تنتشل 7 شهداء من محيط مخازن و