الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغربياتٌ سبعٌ

سعدي يوسف

2009 / 4 / 17
الادب والفن



المدبغة

سُلَّمٌ ضيِّقٌ ، وحديدٌ ، سيأخذكَ ...
السلَّمُ الضيّقُ ، الحلَزونُ ، سيبدأُ من آخرِ المخزنِ .
السترةُ الجِلْدُ ، ثَمَّتَ ، والشايُ أخضرَ ،
تلك الحقائبُ مفتوحةٌ ، كفِخاخٍ ، ستسقطُ فيها عجائزُ برلينَ ...
والشمسُ غائبةٌ أبداً
( ربما تحرقُ الجِلْدَ )
يأخذكَ السُلَّمُ الضيّقُ ، الحلَزونُ ، إلى السطحِ :
من ههنا تُبصرُ المدبغةْ :
شمسُ إفريقيا تتمهّلُ ، حتى تغورَ عميقاً بتلك القدورِ الـمُـدوَّرةِ .
الماءُ يفقدُ ما هو للماءِ .
للماءِ رائحةٌ كالمجاري التي في الحميمِ
وللماءِ لونٌ ،
وللماءِ طعْمُ الرصاصِ .
الرجالُ يدورونَ بين القدورِ ، عُراةً إلى النصفِ .
كانت جُلودُ جِمالٍ على السطحِ تَنشَفُ
كان قطيعٌ من الماعزِ الـغِــرِّ ينزعُ أثوابَه قربَ ثورٍ بلا جثّةٍ
أتُرى دخلتْ في القدورِ خيولٌ من الأطلسِ ؟
الشمسُ باردةٌ
شمسُ إفريقيا تتمهّلُ كي تُنضِجَ الجِلْدَ
كي تتفادى سكاكينَــنــا بالغياب ...

لندن 30.03.2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا نرتوي ..ياسيدي الا عندما تدنوا منا وتسكب الماء علينا
عزيز الملا ( 2009 / 4 / 16 - 20:54 )
سبدي سعدي العظيم/
ثمة امور تدخلها في اعماق الدواخل ..قد تلامس القلب كمفعول عصير الليمون..وقد تعرضنا لغشاوه بفعل مفردات رائعه ..سرعان ماتتفتح العيون وكانك قدمت لنا عصير جزر من فاكهاني في كورنيش شط العرب ..
رغم انك تغوص في ابحر بعيده عنا ..مع ذلك نحس بك قريب منا واكثر..فاسلم لنا
عزيز الملا
16/4/2009


2 - اتحدى
عبد الزهره مطر ( 2009 / 4 / 17 - 09:24 )
اتحدى السيد عزيز الملا ان كان قد فهم شيئا من القصيده واتمنى مخلصا ان يساعدنا في شرح قيمتها وماذا تعني
وحتى لااكون صعبا في السؤال والطلب ارجو منه ان يوضح علاقة الحلزون بعجائز برلين وماعلاقة الشاي الاخضر بالمدبغه والقدور بالمجاري وخيول الاطلسي بالماعز العاري من ثيابه
ويحيا الشاعر الكبير فليس مهما مايقوله المهم ان نهز رؤسنا اعجابا لنتفادى الاتهام بالجهل والسطحيه واحيانا الشتيمه


3 - تحدي اخر للسيدعزيز الملا
قاسم الجلبي ( 2009 / 4 / 17 - 12:36 )
يظهر لي انا لم استوعب القصيده مصطلحات غامضه ارجوا الايضاح ان امكن مع الشكر


4 - لم تكن هزيمه..بل حياءا من قامة الشاعر
عزيز الملا ( 2009 / 4 / 17 - 19:50 )
الاعزاء عبد الزهره والجلبي/تحيه خالصه
الشاعرالكبيرسعدي يوسف ..يكتب قصائد سهله احيانا واخرى صعبه للمتلقي المبتدأ..ولقد دأبت على حفظ البعض منها كي اصل الى فهمها وكانت اولى تلك القصائد قصيدة أعشاب التي نشرت في حزيران من عام 1976 في جريدة طريق الشعب وهذا مقطعا منها
هذا الرجل اللاهث خلف زهور الاعشاب
هل فكر اي زهور قطعت
في يوم واحد
في شهر واحد
في زنزانته الممتده بين الصخر ورمل البحر

المعنى والمقصود واضح جدا في حينها وهو راس النظام البعثفاشي الذي اقدم على اعدام اكثر من عشرين شيوعيا عسكريا في حينها
لكني وجدت كثير من الاصدقاء لم يعطوا فهما واضحا للقصيده لسبب بسيط انهم لم يقرؤا لسعدي ولم يمتلكوا رؤيه شعريه جيده..
لذا لم اتقبل هذا التحدي ..لسببين احدهما اني لم اكن مجبرا في ذلك التحدي وهذا قد يحسب هزيمه ويكون جزءا من الحقيقه التي توجز السبب الثاني باني اقف حاليا امام قامة الشاعر وفي حضرته ..فهل يجوز لي ان اشرح احدى قصائده الرائعه بفهم مبتدأ كفهمي انا الذي دابت على قراءة سعدي منذ بداية سبعينيات القرن الماضي..وسيكون فهمي لتلك القصيده على قدر بسيط وذاتي وسيكون كنزا كبيرا اتفاخر به مع زملاء لي التقيهم في شارع المتنبي يوميا ونقرا للشاعر قصائده القديمه والجديده فنخر

اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل