الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيهــا الناس أين المنطق؟

عادل علي

2004 / 4 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ما ان اشتدَ سعار الحرب في العراق( انها انتهت في 9/4 /2003 بالنسبة الى أمريكا، ولكنهــا في بداياتها بالنسبة للمقاومة العراقية) حتى أرتفعت الاصوات الأمريكوطنية (هؤلاء الذين يفكرون في مصلحة أمريكا اولاً ومن ثم يعرجوا على المصلحة الوطنية) محتجة على ان الطريقة التي تستخدمها المقاومة " بعيدةً عن الطرق الحضارية في النقاش والاحتجاجات السلمية في انهاء الأزمات والصعوبات" (1)، ناسينَ او متناسينَ ان المحتلين لم يعيروا اهتماماً لأي قانون دولي وأنهم ضربوا بعرض الحائط كل الطرق الحضارية والاحتجاجات العالمية المليونية السلمية. وتساءل اخر " هل تتم من انتــقم من صدام ونظامه وأشفى غليل المستضعفين..." بهذة الطريقة؟(2) لاحظوا المصطلحات الاسلامية كيف تأتي على لسان اليساريين!!. "... ولما جاءت قوات التحالف وحررت الشعب العراقي" (3)، هكذا ببساطة "جاءت" و" حررت" يقولها انسان يحمل لقب دكتور بدون ان يراعي أبسط القيم العلمية وهي عدم التلفيق والأفتراء، ذلك باننا نعرف جميعــاً بأن أمريكا "هجمت attacked" و" احتلت occupied" وذلك حسب ما تقوله الماكنة الحربية الأمريكية. وأخر يحاول ان يُـنظر ( ربما تلبية لتساءل الدكتور سيّار الجميل الذي نفى، وهو على حق، ان يكون العرب اصحاب اي نظرية في الوقت الحاضر) فيملي علينا أصطلاح جديد في القاموس السياسي العالمي، فهــو يقول" ان اي قوة امبريالية تواجه قوى الظلام في منطقتنــا، انما هي { امبريالية تقدمية}/يا سلام/ يمكن للتقدميين والعلمانيين واليسار في العراق والمنطقة ان تتعاطى معها وتتفاهم"(4). يبدو ان اليسار العربي بعد ان "غسل يده" من الاتحاد السوفيتي العظيم في الوصول الى السلطة فلا بأس من "التعاطي والتفاهم" مع قوى التقدم الجديدة في العالم _ الامبريالية. ولكني انصحهم ان يكفوا عن اعتبار أنفسهم ماركسيون وان يعلنوا بان الماركسية خاطئة وربما بليدة. اما السياسي المخضرم والملقب قبل أنشقاقه بـ" مكتبة الحزب" لعلمه الغزير السيد عزيز الحاج فهــو يرى بأن القانون فوق الجميع" ماعدا قوى التحالف". وهذه الـ " ماعدا قوى التحالف" لم تأتي صريحة في مقالته وأنما جاءت بين السطور , كما يقال, فهو لم يدين قوى التحالف ابداً كما أدان قوى المقاومة, فهو يقول" ان قتل فدائيي مقتدى لجنود التحالف بلا مبرر جريمة يجب ان يدفعوا حسابها". فنحن نتساءل: الم يطلع السيد عزيز الحاج على تقارير لجنة حقوق الانسان الاخيرة عن الخروقات اللانسانية التي يرتكبها جنود التحالف، وخاصة الامريكان،" وبلا مبرر" ضد المدنيين ناهيك ضد من يقاوم؟ لماذا لا يستفيد هذا السياسي البارع من خبرته وعمله في منظمة اليونسكو ليدافع عن شعبه؟ هل تحتاج أمريكا لمن يدافع عنهــا او ان هذا أنبطاح اولي لشغل وظيفة مستقبلية؟ واي قانون هذا في العراق الان؟ قانون المحتليين، قانون "الرفيق" بريمر أم قانون الهرج والمرج الذي عم البلاد بعد ان الغى الرفيق بريمر كل القوانيين السارية في البلاد لكي تسود شريعة الغاب وبذلك تطلق قوى الاحتلال قوتها كيفما تشاء، فتقتل وتـُجرم وتسجن وتعذب وتلاحق وتطرد وتعين وتـُشرع وتتاجر وتسرق بأسم " العراق الجديد". والسيد عزيز الحاج يطالب وبدون خجل " مجلس الحكم والقيادات الساسية والدينية المنصفة دعم تدابير التحالف"(5) ضد الجماهير الغوغائية المتخلفة والتي سوف تمكث في تخلفها لولا ان " حررهم عمنا بوش وأخونا بلير"(6). يجب ان تـُـفهم الاممية بهذا الشكل!!!

كلمة لابد منها عن قيادة مقتدى الصدر

هل ان قيادة الصدر للجماهير موفقة؟ بالتأكيد لا.
هل يملك الصدر امكانيات سياسية وتكتيكية قادرة على تعبئة الشعب بكل فئاته؟ بالتأكيد لا.
هل يستلم دعم من الخارج؟ ولماذا لا. هل يستطيع احدنا ان يشير الى تجربة عالمية او محلية لمناهضة احتلال خارجي بدون معونات خارجية؟
هل فرض نفسه بالقوة على الجماهير؟ لا. أنما وجد نفسه قائداً للجماهير لانه يرفع شعارات تريدها الجماهير.
هل انضم قسم من ازلام النظام السابق لحركتة؟ ممكن ووارد جداً. وهل نطلب من ثائر وفي مثل هذة الظروف ان يرفض مْن يريد ان يقدم له يد المساعدة، وهل يجوز له ان يسأل عن أغراض وأهداف هولاء؟
هل سينجح بطرد قوى الاحتلال؟ قطعاً لا. ولكنه أعطى ويعطي درساً للجميع. فالمحتلون سيعتبرون بما لدى الشعب من قوى كامنة وان ارادة الشعب العراقي أقوى من ترساناتهم العسكرية والبشرية. والأمريكوطنييون ستنالهم لعنة الشعب والتاريخ ارادوا ذلك ام هم لها كارهون.


ولنتساءل من اجل النقاش فقط : لو أستلم مقتدى الصدر زمام السلطة هل ستكون عندنا دكتاتورية دينية؟ نــعــم. وأنهــا ستكون أعتى من الدكتاتورية القومانية وانها ستأكل الاخضر واليابس على السواء، ولابد سيكون دمي مراقاً فيهــا، ذلك لكوني شيوعياً سابقاً ومتزوج من "كافرة" حالياً وانادي بفصل الدين عن الدولة مستقبلاً. ولكن الموت " برصاصة وطنية" عندي أفضل من الحياة قرب بسطال امريكي. فهل في ذلك ما يـُسيئ لكم أيها السادة؟
ثم... ما ذنب مقتدى الصدر ومن على شاكلته عندما وجدوا أنفسهم في صدر الجماهير؟ أليس ذلك دليلاً على ان الساحة خالية من القادة؟ أين قادتنا المخضرميين؟ أين أحزابنا الوطنية والنصف وطنية والحسينية؟ الكل منبطح ولحاله مسترح ولدولاره فرح... كس ام الدنيه اني شعليه!!!
ثم... أليس الدولة " مومس" كما قال ماركس, الكل يرغب في قيادتها؟ فلماذا تـُحرمونها على "الفتى, اليافع, الشاب, المتهور"؟ هل تريدونها " لشيوخكم" فقط؟ أسالوا شيوخكم فربما أصابهم "الضمور" فتركوا المومس للرفيق بريمر؟

تقول الحكمة الشعبية في تراثنا الوطني(مازال وطنياً) : أكـَـعد عوج وأحجي عدل ، هذا لمن اراد ان يكون وجيهاً ومحترماً عند قومه. أما مْن نضحَ ماء وجهــه وعلا الذل جبهته فالحكمة الشعبية تقول: أسليمه اللي تأخذه.

تنويه: أني وجدت مقالة الحزب الشيوعي العمالي العراقي في 7/4 ومقالة السيد عبدالله صالح في 8/4 تعبران عن حسن المنطق والأنسجام مع الاحداث، بينما تصريح المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي " حول الأحداث الاخيرة" وبيان صحفي (148) لمجلس الحكم( كلاهما على صفحة الطريق الالكترونية) بائسان جداً ويعكسان عمق الانحدار نحو الرجعية والابتعاد عن هموم الشعب الاساسية.
راجع:
1. مقالة السيد مصطفى محمد غريب. الحوار المتمدن (ح.م.)7/4/2004
2. مقالة السيد داود البصري. ح.م. 7/4/2004
3. مقالة السيد عبدالخالق حسين. ح.م. 7/4/2004
4. مقالة السيد حميد كشكولي. ح.م. 7/4/2004
5. مقالة السيد عزيز الحاج. ح.م. 7/4/2003
6. مقالة السيد عزيز الحاج. ح.م. العدد 464 في 21/4/2003

عادل علي / كنــــدا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح