الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المسؤول عن عودتهم

سعدون محسن ضمد

2009 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لو كان دجالاً فعلاً لاصطف مع مجموعة المهرجين في سيرك الطائفية العراقي.. هذا ما رددت به اتهام صديقي لوزير التخطيط. وكان قد اتهمه بعدة تهم لم تثر حفيظتي إلى أن وصل لتهمة الدجل، وهذا ما أثارني، فصحيح أن الكثير من المسؤولين متهمون بتهم كثيرة، منها ما يتعلق بالفسادين الإداري والمالي، ومنها ما يتعلق بالتمييز الطائفي أو الحزبي أو العرقي، ومنها ما يتعلق بتمرير مصالح دول الجوار.. وإذا كان علي بابان ليس قديساً بين هؤلاء جميعاً فهو على الأقل، وطني بامتياز عال جداً، بينهم.
لقد كان موقف علي بابان من حفلة الانسحابات التي شُنت على حكومة المالكي، بهدف إسقاطها، موقفاً شجاعاً ووطنياً وواضحاً ونزيهاً. وكان بابان يعلم بأنه سيكون أكثر الخاسرين بسبب هذا الموقف، وقد خسر فعلاً دعم كتلته وطائفته معاً، ولا اعتقد بأنه كسب وداً، أو احتفاء، أو التفافا، بقية طوائف أو كتل الشعب العراقي التي وقف وقفته تلك من أجلها.نعاني في العراق من مرض اسمه الاصطفافات. ويجدر بنا أن نقف بامتنان وإعجاب كبيرين أمام أي مسؤول يتحدى هذا المرض بكل تهديداته.. وأنا نفسي لن أنسى مثلاً مواقف مبكرة جداً سجلها سعدون الدليمي وزير الدفاع السابق، وهناك مواقف وأسماء شجاعة أخرى لا سبيل لذكرها كلها، منها مثلاً، مواقف بعض أعضاء القائمة العراقية التي سَجَّلت تمرداً واضحاً أزاء اصطفافات كتلوية غير نزيهة.
المهم أنني لم أفكر بتسجيل موقفي، من صديقي ومن وزير التخطيط، بعمود صحافي لولا أن أخبار عودة المجاميع المسلحة تواترت إلى حد كبير، وآخرها كان يتحدث عن استعراضات عسكرية تقوم بها جماعات مسلحة وبمناطق متعددة، بغرض تحدي السلطات الأمنية.
عودة المجاميع المسلحة هذه ذكرتني بأحد أعضاء مجلس النواب ممن ينتمون لكتلة استطاعت أن تقف ـ وباستراتيجية بهلوانية فريدة من نوعها ـ مع الجميع وضد الجميع، وبنفس الآن؛ فهي مع العملية السياسية، من جهة، وتدعم وتحمي المجاميع المسلحة، من جهة أخرى. وهي ضد تدخلات دول الجوار، ولكنها لا تأنف من الإتكاء على دعمها الفني والمالي وحتى العسكري. وهي ضد وجود الأميركان، وبنفس الوقت ضد اتفاقية انسحابهم من العراق.. وهكذا. عضو البرلمان الذي ينتمي لهذه الكتلة استنكر أمامي صولة الفرسان، أيام كان سعيرها مشتعلاً، وأكد لي بأنها عملية مشبوهة لا تستهدف إلا وطنيي العراق، تلبية لمصالح أجنبية. ثم التقيته بعد أن انتهت الانتخابات الأخيرة، وانتقلت كتلته من معارضة الحكومة إلى التحالف معها، فسألته عن نتائج تلك الصولة، وكم كانت دهشتي كبيرة عندما امتدحها أمامي وبإعجاب كبير، لأنها، وبحسبه، خلصت العراق من عصابات أرادت أن تنهبه. ولما اندهشت كثيراً وحاولت تذكيره بموقفه السابق، أنكر تمام الإنكار، وأكد بأنه لا يمكن أن يقف ضد الحكومة في حربها مع العصابات.
اليوم وبعد أن عاد نشاط بعض الجماعات المسلحة، وعاد مسلسل اغتيالاتها من جديد، لا اعتقد أن بي حاجة لاسأل البرلماني (البهلوان) عن رأيه بهذه العودة (الميمونة)؛ لأنني متأكد بأن رأيه عاد لارتداء سلاحه بعد نزعه، إيماناً منه بجدوى اللثام والحزام من جديد.
أريد أن أقول؛ أن ليس من الإنصاف أننا نقف ساكتين أمام مجموعة النفعيين المتقلبين كالحرباء بحسب مصالحهم المريضة، وبنفس الوقت نتنكر للثابتين على وطنيتهم. علينا أن لا ننسى المواقف المشرفة، بل ونصفع بتذكرها وجوه النفعيين، فقط لنذكر هؤلاء بأنهم مفضوحون ومكروهون وغير مرحب بهم أبداً.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرارات بتطبيق القانون الإسرائيلي على مناطق تديرها السلطة الف


.. الرباط وبرلين.. مرحلة جديدة من التعاون؟ | المسائية




.. الانتخابات التشريعية.. هل فرنسا على موعد مع التاريخ ؟ • فران


.. بعد 9 أشهر من الحرب.. الجيش الإسرائيلي يعلن عن خطة إدارة غزة




.. إهانات وشتائم.. 90 دقيقة شرسة بين بايدن وترامب! | #منصات