الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توماس ترانسترومر وثلاث قصائد

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2009 / 4 / 17
الادب والفن


Tomas Tranströmer

ولد توماس ترانسترومر عام 1931 في ستوكهولم عاصمة السويد حيث تخرج في جامعتها في قسم علم النفس وفنون الشعر. من أهم شعراء السويد المعاصرين، إذ اصدر عديدا من الدواوين الشعرية منذ عشرينيات عمره.وقد ترجمت قصائده إلى أكثر من خمسين لغة. تحول تدريجيا في أسلوبه من التقليدية و الطبيعية الذي شرع به كتابة الشعر، نحو إيقاع أكثر فردية، ودكنة، وانفتاحا وفانتازيا. تحددت رؤاه في مسار خاص سعيا للتماهي مع المجاهل و بحثا عن ما وراء الوجود.
" أنا في المكان حيث الخلق ُ يبدع ذاته بنجاح" وإنه يوضح في هذا المقطع الشعري " القاعدة الأساسية"، حول ما كتب" نوع من الفكرة الدينية، يتكرر هنا وهناك في شعري، يعطى معنى الحضور، في استخدام الواقع، ومعيشته، و عمل شيء منه"...
توماس ترانسترومر يهوي العزف على البيانو مرشح لجائزة نوبل للأدب، وقد حصل على جوائز تقديرية قيمة للإبداع، منها جائزة افتونبلادت الأدبية، وجائزة بونييرز للشعر، وجائزة نيوستادت العالمية للأدب، وجائزة اوايفرايدز، و جائزة بتراش الألمانية، و الجائزة السويدية من منتدى الشعر العالمي. قد حاضر في الجامعات الأمريكية بالاشتراك مع صديقه الشاعر روبرت بلي. توماس ترانسترومر علم نفس ناجح ومحترم، وعمل في سجن اليافعين، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمدنين على المخدرات. يعيش اليوم وهو يعاني شلل نصفي ، مع زوجته مونيكا في مدينة فيستروس غرب ستوكهولم .
ومن الرائع أن أذكر أنه كل عام وقبل اعلان جائزة نوبل للآداب بساعة يتجمع صحفيون أمام باب داره أملا بسماع فوزه بالجائزة.

أدناه أترجم ثلاث قصائد له:

1
دفء يأتي من حرارة الشمس


نسيم الصبح ترك رسائله بطوابع تلتهب،
لمع الثلج ُ ، وخفت الحمولات ـــ
إذ أمسى الكيلو الواحد يزن 700 غراما فقط.
كانت الشمس عالية فوق الثلج، طائرة ً فوق المكان، دافئة وباردة.
تقدمت الريح على مهل، كأنها تدفع بعربة طفل أمامها....
خرجت العائلات ، رأوا السماء المفتوحة لأول مرة منذ فترة طويلة.
تواجدنا في الفصل الأول من حكاية قوية جدا.
التصق ضوء الشمس بقبعات الفرو، مثل طحين البذور المنتشر على النحل الطنان،
والتصق ضوء الشمس باسم " الشتاء"، وظل حتى انتهاء الشتاء.
لوحة زيتية تمثل جذوعا خشبية هاجعة على الثلج أغرقتني في التفكير.
سألت ُ الجذوع : هل تأتين معي إلى طفولتي؟
أجبن: نعم.
من أعماق الأجمات سُمعت ْ تمتمة ٌ تخرج من كلمة، بلغة جديدة:
الصائتات كن ّ غصينات سمراء،
تمتمة تكلمت بهدوء تام فوق الثلج.
لكن الطائرة النفاثة منحنية في تنوراتها المدوّية ، جعلت الصمت على الأرض يزداد قوة واشتدادا.



2
Allegro
معزوفة شديدة العجلة

اعزف " هايدن" بعد انقضاء يوم اسود،
واشعرُ بدفء قليل في يدي.
الأزرار تبغي المزيد والمطارق اللطيفة تأخذ بالطَرق.
الرنة خضراء، مفعمة بالحيوية، و هادئة.

تقول الرنة إن الحرية متوافرة،
وإن ثمة لا يدفع الضرائب للقيصر.
أقود يدي إلى الأسفل في جيوبي "الهايدنية"،
وأحاكي شخصا يرنو إلى العالم بهدوء.
أرافع عن " هايدن"ــــ ما معناه:
إننا لن نستسلم، بل نريد السلام.
إن الموسيقى بيت زجاجي على السفح،
حيث الأحجار تطير ُ، و تتدحرج،
وتلتف ُّ على بعضها باستقامة،
لكن كل َّ جزء يغدو كلّا في الأخير.

.... ...
3
ليل شتائي

تضم العاصفة فمها إلى الدار ، وتنفخ لكي تنال اللحن.
أنام قلقا، أتقلب، أقرأ نص العاصفة مغمض العينين،
لكن عيون الطفل كبيرات في الظلام،
وتزعق العاصفة للطفل،
كلاهما في منتصف الدرب إلى اللغة.
فإن للعاصفة أيد ٍ وأجنحة طفولية.

القافلة تلمع في طريقها إلى " لابلاند"
Lapland
وتعرف الدار صورتها المنجَّمة المتكونة من المسامير
التي تثبت الجدران مع بعضها.
الليل هادئ في الباحة، حيث الخطى المضمحلة ترتاح
مثل الأغصان الغاطسة في بركة،
لكن الليل هائج خارج الدار!!!
ثمة عاصفة أخطر تعصف على العالم،
تضم فمها على روحنا،
وتنفخ لكي تنال النبرة،
نخشى أن تنفخ فينا العاصفة، فنفرغ.

2009-04-16











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - Tack
Adam Baitty ( 2009 / 4 / 17 - 03:15 )
Underbar Hamid. Tack för alla fina dikter. Hälsningar från Thailand. Adam

اخر الافلام

.. أكاديمية زادك.. أول صرح تعليمي لفنون الطهي في السعودية


.. الفنان ويل سميث يتحدث لصباح العربية عن ردود الأفعال على زيار




.. صباح العربية في لقاء خاص مع أبطال فيلم Bad Boys


.. نبيل الديراني: بالثقافة والفن نعزّز الاندماج والتواصل والانف




.. فنانة فرنسية تبرز جمال أزقة سوريا القديمة في لوحاتها