الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابادة الجماعية بوجه جديد

سعيد نعمه

2009 / 4 / 18
حقوق الانسان


ليس من الضروري أن تكون الابادة بالأسلحة المحرمة دوليا التقليدية أو المتطورة كيميائية أو البايلوجية بل هناك عدة طرق و أنواع أخرى تنتهجها بعض الدول و الحكومات الدكتاتورية . من هذه الطرق الحكم بالموت البطيء على شعوبها أو شعوب بعض الدول من اجل ابتزازها و تركيعها لسياساتها متجاوزة الأعراف و القوانين و المعاهدات الدولية بل متجاوزة لكل الحالات الإنسانية .
قامت الدول المجاورة للعراق و الذي ينبع منها نهري دجلة و الفرات و روافدها أو يمر بأراضيها باستخدام مياه هذه الأنهار كسلاح لتحقيق أجندتها أو سياساتها منذ عدة عقود. لكنها صعدتها في هذه الفترة و خصوصا بعد الغزو و الاحتلال . و ذلك من خلال إنشاء السدود العملاقة و الكبيرة من اجل حبس مياه هذين النهرين اللذان هما هبت الرحمن لشعب العراق . حتى أدى ذلك لنقص حاد في منسوب المياه و ارتفاع درجة الملوحة بشكل ملحوظ اثر سلبا على الزراعة و الري , و امتد التصحر إلى معظم مناطق العراق حتى وصل إلى معظم المدن . وسبب نقص حاد في مياه الشرب و إنتاج الطاقة الكهربائية . استزادت هذه المعاناة بعد الاحتلال و تعرض العراق لأقسى الظروف, بل استغلتها هذه الدول لتفرض شروطها و سياساتها على العراق و شعبه منتهكة بذلك كل الأعراف و المواثيق و حقوق الإنسان و معاهدات الحصص المائية بين الدول التي تشترك بالأنهر . إن هذه الدول بسياستها هذه تعرض حياة شعب العراق للخطر و الموت البطيء أمام سكوت الأمم المتحدة و المنظمات الدولية الأخرى . تتباكى إيران من وجود منظمة مجاهدي خلق في العراق مدعية إنها تهدد أمنها لكنها تسمح لنفسها بتهديد امن العراق بحبس المياه عن دجلة . أليس ما تقوم به هو تهديدا لأمن العراق و حياة شعبه ؟
و تتباكى تركيا من تواجد حزب العمال الكردستاني و تعتبره يشكل خطرا على أمنها و سيادتها و تطلب من العراق محاربته وطرد عناصره من شمال العراق . لكنها عندما أنشئت السدود العملاقة الكثيرة لحبس مياه دجلة و الفرات و الذي أدى إلى نقص حاد في مناسيب المياه وهدد الزراعة و الحياة لم تحاسب نفسها .الم يعتبر هذا تهديد لأمن العراق ؟ الم تعتبر هذه السياسة و الأسلوب تهديدا لحياة العراقيين و ثرواتهم الزراعية و السمكية و الحيوانية ؟ . بل هي مستمرة بهذه السياسة و كما ذكرت منذ عقود رغم نداءات جميع الحكومات التي توالت على العراق .
أليس هذا نوع من أنواع الحرب و الابادة الجماعية و يستحق النقاش ؟ أليس هذا الأمر أكثر خطرا من تواجد منظمة صغير ة معارضة لحكومتها على ارض العراق ؟
ألا يستحق هذا الأمر تدخل المحكمة الجنائية الدولية أو الأمم المتحدة و المنظمات الدولية لإنقاذ شعب العرق من هذا المصير المجهول ؟ الأمر لن يتوقف على إيران و تركيا بل ساهمت أيضا سوريا و قامت بإنشاء السدود و المساهمة بحبس ما تبقى من مياه الفرات .إن عدد السدود التي أنشئت من الجانب التركي 14 سدا على نهر الفرات و 8 سدود على نهر دجلة و من الجانب السوري 5 سدود على الفرات و 30 رافد موسمي و دائمي ينبع من الارأضي الإيرانية لتصب بنهر دجلة غيرت اتجاها إلى داخل أراضيها إضافة إلى إنشائها 5 سدود على نهر الكارون . إذن حكومات هذه الدول تستحق المحاسبة من فبل شعوبها أولا ومن المجتمع الدولي ثانيا .من يطالب بمحاربة الإرهاب فهذا هو الإرهاب بعينه لكنه بهذا الوجه الجديد و المقنع . لابد من مواجهة هذا الخطر الذي يهدد حياة الملايين من البشر . على الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها اتجاهه كما على الجماهير ذلك باستخدام كافة الطرق الدوبلماسية و القانونية ,كما على جماهير وشعوب هذه الدول إن تتحمل مسؤوليتها الإنسانية و التاريخية و الضغط على حكوماتها من اجل فتح السدود و زيادة مناسيب مياه النهرين و الالتزام بالاتفاقيات و المعاهدات الدولية و المبرمة بين الطرفين و الابتعاد عن استخدام أسلوب حبس المياه من اجل تحقيق بعض المكاسب السياسية و الاقتصادية أو غيرها . كما على الأمم المتحدة و منظماتها التحرك و العمل الجاد و السريع من اجل إنهاء هذه المعاناة و إنقاذ العراق من هذا الخطر الذي يهدده , على وزارة الموارد المائية أن تتخذ الإجراءات اللازمة لتنظيم عملية الري و اللجوء إلى تبطين الاروائيات و حث المزارعين على استخدام وسائل الري الحديثة و الترشيد باستهلاك المياه في السقي , كما عليها الاستفادة من مياه الأمطار و خزنها في مجمعات كما هو الحال في كثير من الدول و معالجة مياه المجاري , و هذه أيضا مسؤولية الوزارات الأخرى ذات العلاقة كوزارة البيئة أو البلديات أو الصحة و الزراعة 000000000000الخ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قلم جاد
سحر الياسري ( 2009 / 4 / 17 - 22:28 )
الاخ العزيز سعيد نعمة
كشف كل اوراق الابادة الجماعية لشعب العراق أمر هام جدا ,شكرا لك على هذا الطرح الجاد


2 - رؤية طبقية
وسام يوسف ( 2009 / 4 / 17 - 22:39 )
حقيقة انا اشكر الكاتب على هذا الاستعراض الخبري ولكن الصراع حول السيطرة على المياه ليس قومي كما يتوهم الكاتب بل هو صراع راسمالي بحت الهدف منه خلق فائض اكبر من الثروة ولو حتى على حساب الكائن البشري والدليل ان في نفس البلدان التي ذكرها الكاتب هناك عدة انواع من المياه فهناك مياه للشرب تعباء في قناني صالحة لذوي الدخول المرتفعة وهناك مياه غير صالحة للشرب يشربها الملاين من الكادحين وانا منهم لذلك ولا اريد ان اطيل فالمختصر المفيد يجب ان لا نصور صراعات العالم على اساس قومي بل يجب ان نفهم ان اوتار القومية ليست من مصلحة الشعوب التي تحاول الدفاع عنها كما تقول والدليل انك تكتب الان بجهاز لم يصنع على اساس قومي بل على اساس عمل الملاين من ابناء الطبقة العاملة لذلك اقول لك ان القومية والوطنية لغة لم تعد تصلح لعالم المعلومة اصبحت به اسرع من رصاصة البوليس الدولي فساصوت لمقالك صفر قومي

اخر الافلام

.. تحذيرات أممية من حظر إسرائيل وكالة الأونروا.. ما التفاصيل؟


.. الأمم المتحدة: نصف مليون لبناني وسوري عبروا الحدود نحو سوريا




.. مستوطنون حريديم يتظاهرون أمام مقر التجنيد قرب -تل أبيب- رفضا


.. مسؤولة الاتصال في اليونيسف بغزة: المستشفيات تعاني في رعاية ا




.. الأمم المتحدة: أكثر من مليون نازح في لبنان