الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المندائيون وشوائب المجتمع العراقي

فائز الحيدر

2009 / 4 / 18
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


عاش الصابئة المندائيون طيلة قرون عديدة في جنوب العراق بين اقرانهم المسلمين حيث البيئة الأجتماعية والدينية المتخلفة ، ورغم ذلك فقد تميزوا بالمحبة وبكرم النفس والروح الإجتماعية الشفافة وروح المساعدة والعلاقات الإجتماعية الخيِّرة والنظيفة مع جيرانهم من مختلف الأديان في المناطق التي سكنوها ، وبدلا" من ان يعاملوا بالمثل من قبل جيرانهم فقد تعرضوا الى القتل والأضطهاد والتهميش وتغيير الدين ، وبمرور الوقت طغى عليهم الرعب والخوف في ممارسة حياتهم المسالمة وأبسط طقوسهم الدينية .

وعلى مدى العقود الأخيرة ورثت الطائفة المندائية شأنها شأن بقية شرائح المجتمع العراقي الضعيفة ، تركة ثقيلة ورهيبة خلفها نظام البعث المقبور ، وكانت حصيلة حتمية لنهج الحروب والإضطهاد والإرهاب والقمع الدموي ، التي لم يجلب للوطن سوى الدمار والخراب ، والفقر ، والبؤس ، والحرمان ، لذلك فان الضغوط النفسية الحادة التي تعرض لها ابناء الطائفة المندائية كغيرهم من ابناء الأقليات الدينية في تلك الفترة ومنها الضغوط الإقتصادية والسياسية الخارجية دفعت بألفرد المندائي الى البؤس الاقتصادي والعوز المادي وتولد لديه الأحساس بالغضب والشحة بدل الكرم ، ومحاولة التركيز على ذاته وعائلته وحاجاتها المتنامية وأصبحت شدة الحاجة تُبرر أية وسيلة للحصول على المال لتلبية حاجاته مستخدما" كل ما يمكن استخدامه من وسائل غير مشروعة حتى لو كانت بالضد من تعاليم دينه وثقافته وكرامته وأخلاقه .
كما ان عزوف الشباب المندائيين عن الزواج بسبب الحروب والضغوط السياسية والإقتصادية والأجتماعية ولد فئة من النساء المندائيات يحملن مشاكل نفسية واجتماعية خطيرة ، مضاف لها الكآبة والحزن والأدمان على المهدئات وقد أدى هذا الوضع الى تفتيت تدريجي في البُنية والقيّم الإجتماعية للعائلة المندائية وظهرت فئات شديدة التمسك بالدين واُخرى شديدة الإنحدار الأخلاقي والقِيَمي ولهذا نرى أن السلسلة التي كانت تربط بين أبناء الطائفة المندائية قد ظعفت وتقطعت أجزاء كبيرة منها لأن كل عائلة أخذت ترى ما لا يراه غيرها في الحياة المعقدة التي تعيشها . وأنعكست تلك الظروف الصعبة على نفسيتهم واخذ البعض منهم مع الأسف الكثير من السلوكيات السيئة السائدة في المجتمع المتخلف المحيط بهم والتي لا تتماشى مع ديانتهم وتعاليمها لغرض البقاء ومواصلة العيش ، وانتشر بينهم ... الخداع ، الكذب ، المراوغة ، التملق ، النفاق ، النرجسية ومرض الأنـا ، حب المال والزعامة والعشائرية ، العصبية والعدوانية ، افتعال المشاكل وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه ابناء الطائفة ، خلق المبررات لايذاء الآخريين وعدم أحترام الرأي الآخر وغيرها من السلوكيات المرفوضة .

ان هذه السلوكيات الشاذة تبين مدى الأضطراب النفسي الذي يظهر اليوم في شخصية الكثيرين من أبناء الطائفة المندائية في داخل الوطن او في العديد من دول المهجر وهي ليست وليدة الساعة وانما هي سلوك نشأ وتربى عليه هؤلاء بسبب الظروف السابقة الذكر طيلة عشرات السنين وهي من الأسباب الرئيسية لحالة الأحتراب الداخلي والتشتت في الواقع المندائي الحالي الذي نشهده اليوم في بلدان المهجر بشكل خاص .. ويلاحظ ان اصحاب تلك السلوكيات والذين أتخذوا مع الأسف من الدين المندائي ستارا" لسلوكهم هذا لا تظهر عليهم اية اعراض غير طبيعية بل العكس فهم ظاهريا" من الأوائل الذين يدافعون عن المندائية ولكنهم في الباطن يسعون لشل كل ما يجمع الطائفة وخطط لرفعتها من قبل مؤوسساتها الرسمية . ان اصحاب هذا السلوك يملكون صفاء في التفكير ويتحدثون ببراعة وذكاء ولكن يوظفون براعتهم وقدرتهم هذه في المراوغة والخداع والأحتراب والفرقة ومحاولة اقناع الآخرين بآرائهم وجرهم للدخول في مشاكل ومغامرات غير مدروسة وقد تصل الى حد المساهمة في أنشطة أجرامية ضد ابناء طائفتهم يعاقب عليها القانون ، وهذا ما نقرأه بين الحين والآخر على صفحة الياهو كروب من رسائل تحمل بين طياتها الحقد على المخلصين من ابناء الطائفة والعاملين من اجل رفعتها .

فماذا نسمي المندائي الذي يدعي الحرص على الطائفة ويقوم بالسطوا على مراسلات اعضاء سكرتارية اتحاد الجمعيات وفي هذا الوقت بالذات ويختار بخبرته بعض الأيملات الشخصية التي تبث الفتنة والتفرقة بين ابناء الطائفة في محاولة لأفشال مشاريع الطائفة ومنها المؤتمر الخامس لأتحاد الجمعيات المندائية في المهجر والذي تبنى عليه الآمال الكبيرة لحل الكثير من المسائل العالقة التي تتعلق بمستقبل الطائفة وبقائها ؟ وماذا نسمي من باع أخوته المندائيين في بلدان الأنتظار وهم في امس الحاجة الى المساعدة الى تجار الموت من المهربين لقاء مبالغ زهيدة وسرق اموالهم ويعمل اليوم في بعض المؤوسسات المندائية ؟ وماذا نسمي من سعى ولا زال يسعى لشق وحدة الطائفة بتأسيس عدة جمعيات مندائية في بلد واحد وبمساندة هذا وذاك من رجال الدين ؟ وماذا نسمي من يسعى لتشكيل منظمات رديفة للمنظمات المندائية الرسمية بحجة خدمة أبناء الطائفة المندائية رغم تأكيد رئاسة الطائفة في العراق على ان اتحاد الجمعيات المندائية في بلدان المهجر هو المتحدث الرسمي بأسمها في المحافل الدولية والمنظمات الأنسانية ؟ وماذا نسمي الشخصيات التي تشجع على استعمال الألقاب العشائرية التي اخذت تظهر هذه الأيام بشكل يلفت للنظر دون معرفة شخصيتهم وهم يدعون ان المندائيين عائلة واحدة ؟ وماذا نسمي من أرتمى بأحضان النظام السابق منذ بداية الستينات وعن قناعة ولا زال وتدرج في المراكز الحزبية والرسمية وحتى العليا منها وتسبب في أستشهاد العديد من ابناء طائفته بكتابة التقارير الى اسياده ويتخذ اليوم من الدين المندائي ستارا" لأعماله ويدعي الحرص على الطائفة ويحظر مع الآخرين البراخا الجماعية اسبوعيا" ، فمعظم شهدائنا المندائيين كانوا ضحايا تقارير وشاة لا زالوا يعيشون فيما بيننا ممن نطلق عليهم ( أبناء الطائفة الأتقياء ) متخذين من الدين المندائي ستارا" لأعمالهم تلك ولا زالوا لحد اليوم يواصلون عملهم التخريبي ضد الطائفة ومشاريعها . وماذا نسمي من يرمي بأحكام جاهزة على ما يكتبه المثقفين المندائيين كتعبير عن حرية الرأي ويتهمهم بالزندقة والكفر والخروج عن تعاليم الدين المندائي والتي تذكرنا بفتوى السيد محسن الحكيم ضد القوى الوطنية واليسارية في الستينات من القرن الماضي والتي مهدت لمأساة وكارثة 8 شباط عام 1963 ؟ انها أسئلة وأستفسارات كثيرة امامنا اليوم تحتاج الى اجابة من الأخوة الذين يودون طي صفحة الماضي .

ورغم كل ما سبق من السلوكيات المرفوضة فقد توجة الكثير من المندائيين المخلصين والمعنيين بأمور الطائفة بنداءات مخلصة وملحة تدعوا للمحبة والتسامح ونسيان الماضي وفتح صفحة جديدة من العلاقات الأخوية لغرض توحيد الطائفة المندائية مستندين بذلك الى حالة التفكك والتشتت والأحتراب التي تعاني منها الطائفة المندائية اليوم. ويرى البعض من هؤلاء المندائيين أن هذه الوحدة وطي صفحة الماضي ممكنة بقدر ما هي ضرورية في الوقت الحاظر فيما لو توفرت النوايا الايجابية المخلصة والضمانات من كل الأطراف المعنية بالشأن المندائي ، أفرادا" وتنظيمات وجمعيات مندائية لتحقيقها . وان ذلك يمكن أن يتحقق بخطوات عملية تبدأ بطرح الآراء وبالحوارات البناءة واحترام الرأي الآخر ، على ان يتبعها الانتقال إلى الإجراءات الفنية والعملية والتنظيمية لتحقيق هذا الهدف ويتم هذا التلاقي أو التوحيد على ارض الواقع ، ولكن يبقى السؤال ما هي الضمانات لتحقيق هذا الهدف ؟؟؟

اننا نعتقد ان النداء الذي اصدره مكتب سكرتارية اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر خلال الأيام القليلة الماضية هو الخطوة الأولى في الطريق الصحيح نحو نسيان الماضي وتوحيد الطاقات وبدء صفحة جديدة في العلاقات المندائية وهو خير دعوة لكل المندائيين المخلصين والحريصين على وحدة الطائفة وديمومتها والذين يدعون الحرص عليها ايضا" لتوحيد صفوفهم والمساهمة الفعالة في انشطتها المختلفة من خلال مؤوسساتها الرسمية ، ان جميع الخيرين من ابناء الطائفة يتطلعون اليوم الى الجميع لتلبية النداء هذا .

آملين ان يوفق الجميع لتحقيق هذا الهدف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رفيق.. ارجوا المساعده
سلام العماري ( 2009 / 4 / 18 - 13:45 )
وانت تتحدث عن الديانه المندائيه وتعاليمها. اجدني متحير استاد فائز, كيف تجتمع الديانه والماركسيه. وخاصه ديانه من قبل الاف السنين,قد تكون من زمن ادم
استاد فائز حتما قرات حول النساله اليهوديه للمرحوم ماركس
ارجوا المساعده في حل الاشكال
تحياتي

اخر الافلام

.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي


.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط




.. شاهد صور مباشرة من الطائرة التركية المسيرة -أكنجي- والتي تشا


.. محاكاة محتملة لسقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في م




.. أبرز حوادث الطائرات التي قضى فيها رؤساء دول وشخصيات سياسية و