الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رساله الى...رجل غنى

ابراهيم الجيار

2009 / 4 / 18
كتابات ساخرة


هل أنت سعيد ؟... مكتفي ...؟ ممتلئ بأطيب المأكولات و أثمن ما يمكن شرائه بالمال و الذهب ؟...

تركب سيارتك الفاخرة المضادة للرصاص .... و تتوجه نحو النفق الأرضي المؤدي إلى ملعب الغولف .. الواقع تحت الأرض ... ؟

ربما تلمح في الطريق ، خلال مرورك في إحدى الشوارع ، أحد المغفلين الفقراء ... المعدومين .. يعرج و يترنّح في الشارع باحثاً عن الطعام في مكبّات النفايات ... و حاويات الزبالة ... ليأكل ..

و أوّل ما يخطر في بالك هو : " وجب علينا الإقرار بمشروع استخباراتي سري .. مهمته هي تسميم جميع حاويات الزبالة حتى نتخلّص من هؤلاء المتسكعين المقززين ... إن منظرهم ليس محبباً " .... أليس كذلك .. ؟

لكن الذي لا تلاحظه هو تلك اللمعة المتلألئة في عيون ذلك الرجل الفقير البائس ... ذات الثياب الممزقة البالية ...

و بينما تمرّ مسرعاً ... و يلحق بك موكب من المرافقة الأمنية ... وجب عليك معرفة شيئاً مهماً عن هذا المخلوق البائس .. هذا الأفكح .. الذي لا يفقه القراءة و الكتابة .. الذي لا مأوى له .. و يبحث عن طعامه في الزبالة ........ هذا الرجل يا سيدي يستطيع مغادرة هذه الدنيا .. البوابة الذهبية في السماء سوف تكون مفتوحة له بمصراعيها ..... لكنها لن تفتح بوجهك .... أبداً ..

سوف لن تغادر هذه الدنيا أبداً .. سوف تتوالى العصور ثم العصور و عصور ... امتداد زمني لا حدود له ... حتى أن الكمبيوتر الخارق الذي يخصك .. قد ينفجر نتيجة هذه العملية الحسابية الطويلة .. و لم يتوصل إلى رقم زمني يحدد بقائك ....... و سوف تبقى على أية حال ...

هل أنت سعيد في الحفرة التي صنعتها لنفسك في الأرض ؟ ... تتواصل مع العالم من فوقك عن طريق مستقبلات الأقمار الصناعية ؟ ... ربما أنت تعلم بأن هذه الأجهزة قد تصبح قديمة بعد مرور عدة تريليونات من السنين ... لكن لا تقلق .. سوف تعتاد على الأمر ... رغم الوحدة التي ستعاني منها خلال بقائك في هذه الدنيا كل تلك المدة .. كن صبوراً .. يجب على هذه الفترة الزمنية أن لا تحبط من عزيمتك ..

لقد فقدت المفتاح ... و راحت عليك ... فاتك القطار ... إن كل الذهب في هذا الكون العظيم لا يمكنه شراء هذا المفتاح ... لقد ضاع منك للأبد ...

أما ذلك الفقير البائس .. المتسكّع في الشوارع .. فهو يملك المفتاح ..... و قد يبيعه لك مقابل رغيف خبز ... لكنه لا يعلم أساساً بأنه يملكه ... هذا المفتاح هو ليس شيئاً ملموساً .. لا يمكن إيجاده في جيبه ... علمائك العباقرة الذين يسهرون على خدمتك لا يستطيعون نزع هذا المفتاح من دماغه ... و لا خلعه من جسده .. إنه لا يستطيع حتى كتابة كلمة "مفتاح " ... لأنه جاهل و بائس ...

رباه ... كم هي الحياة ظالمة ... لقد عملت جاهداً لتشق طريقك إلى القمة .. ثم اكتشفت أنك قد شققت طريقك إلى الأسفل ... إلى القاع ..... هذا ليس ذنبك .. فأنت لم تتعلّم هذه الأمور خلال وجودك في المدارس الخاصة بالنخبة .. و الجامعات التابعة للرابطة العاجية .. و عندما انتسبت للنظام .. قالوا لك أن المعرفة و العلم هما القوّة .. و الإنسان الذي لا ينمّي ذكائه و يستخدمه لجمع المال هو شخص غبي و مغفّل ..... فكيف لك أن تتعلّم الحقيقة ؟...

الملل هو الجحيم .. أليس كذلك ؟..

أرجو أن تمضي وقتاً أزلياً ممتعاً في هذه الدنيا .... حلال عليك .. مسامح بها ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - [email protected]
مأمون ( 2009 / 4 / 18 - 01:00 )
الاخ ابراهيم لماذا انت مقتنع ان كل غني ابن حرام وكل فقير هو نبي يمشي على الأرض
ثقافة كل شعب هي التي تحدد موقف الغني من الفقير ولا يحدث ما تحدث عنه سوى في البلاد العربية والاسلامية

اخر الافلام

.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ