الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انبطاح الصحافة في زمن العهدة المضمونة

جمال الدين بوزيان

2009 / 4 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لم أتعجب لنتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، و لم تفاجئني نسبة فوز الرئيس الحالي و لا نسبة المشاركة، الطبخة كانت متوقعة من الجميع، مناصرين و معارضين، كما أني هذه المرة عايشت عملية التزوير و فهمتها جيدا، و لا يمكن طبعا أن أقول أني شاهد على عملية التزوير، لأنه ليس لي دليل مادي على ذلك.
ما جعلني أتفاجأ، هو نسبة الانبطاح، انبطاح الصحافة الجزائرية المكتوبة، و الناطقة بالعربية خاصة، و لم تسلم من هذا التحول نحو الانبطاح ربما إلا جريدة الخبر بكل فروعها، و هي في رأيي أكثرهم احترافية و صدقا و مصداقية.
بينما الصحف الناطقة بالفرنسية سارت أغلبها في طريق المعارضة، اختارت الصحف المعربة انتهاج مسار المساندة و التصفيق و التهليل للرئيس الأبدي و النادر حسب رأييهم، فهو حسب ما يقولون رئيس لم تلد الجزائر مثله من قبل و يشككون في أن تلد مثله فيما بعد !!!
لم أكن أتوقع أن يكون خضوع و خنوع الصحف المعربة إلى هذا الحد، خاصة بعض الصحف البارزة و الناجحة و التي عودتنا على النقد و الصراحة في الطرح، لكن يبدو أن الرئيس الحالي و من معه استطاعوا ترويض ما لا يروض أبدا، بدءا بالجنرالات و الوزراء و رؤساء الأحزاب، و وصولا إلى الصحف التي تسمي نفسها مستقلة و حرة.
لا أدري هل يوجد فعلا من لا يمكن ترويضه؟ كيف يتم الترويض؟
بكل بساطة، الترويض يتم عن طريق ملئ البطون و الجيوب، و مسح الديون، و المضحك المبكي أنهم بعد أن تملئ بطونهم ينقلبون 360 درجة إلى الجهة المعاكسة، لنسمع منهم بعد ذلك عبارات التبجيل و التعظيم للرئيس الحالي، لدرجة أن جريدة النهار مثلا نشرت قبل و بعد الانتخابات تقريرا مطولا عن حياة بوتفليقة سمته "لأول مرة...أسرار عن بوتفليقة الرجل"، و ستفاجئون لهول ما تقرؤون، حيث خيل إليّ أني أقرأ عن نبي جديد سيبعث إلى أرض الجزائر، و كأن كاتب الموضوع كان يحاكي سيرة سيد الخلق محمد صلى الله عليه و سلّم، أظن كاتب الموضوع كان يخجل فقط من إضافة عبارة "بوتفليقة رضي الله عنه"، فالجريدة التي نشرت الموضوع أثبتت أنها سيدة الانبطاح بلا منازع، و فعلا فقد فاتت باقي الجرائد بأشواط كبيرة في الانبطاح، رغم أنها كلها أقدم منها و كانت أسبق منها لميدان التودد لأولياء النعم.
كنت أعلم كما الجميع يعلم طبعا، أن حرية الصحافة بالجزائر هي حرية نسبية، و أن استقلاليتها ليست تامة، و كلها تعاني نوعا من التبعية لمصدر رأس المال، و لجهة صاحب الدعم و من له الفضل في استمرارية الجريدة، و مع ذلك لم أكن أتصور أننا سنرى صحافة منبطحة لهذه الدرجة مع الأيام الأولى للعهدة المضمونة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكبتاغون والكوكايين: سوريا -تهدد- الخليج وأمريكا اللاتينية


.. جانتي شعبان.. لقاء حصري لا يخلو من الطرافة والمعلومات المهمة




.. روسيا تعرض غنائم الحرب الغربية من أوكرانيا تزامنا مع احتفالا


.. غزة.. هل تستطيع إسرائيل الاستمرار في الحرب دون الأسلحة الأمر




.. احتجاجات في مالمو السويدية على مشاركة إسرائيل في مسابقة (يور