الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارحموا شعبكم من سخف اوهامكم

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

2009 / 4 / 19
السياسة والعلاقات الدولية


واهم من يعتقد أن الموقف الأمريكي من حيث انحيازه إلى جانب إسرائيل قد تغير، وان الولايات المتحدة ستتحول في عهد اوباما إلى راع نزيه لعملية التسوية في منطقة الشرق الأوسط، فرغم الدعاية الكبيرة التي صاحبت وصول اوباما إلى سدة الحكم ورفعه لشعار التغيير، إلا أن كل المؤشرات تدل على أن ذلك التغيير قد يطال كل الساحات الدولية لكنه عندما يصل إلى منطقتنا وعندما يصبح على تماس مع مصالح الصهاينة سيتوقف، وهذا ما يمكن أن يستدل عليه من تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عندما قالت في أول زيارة لها لإسرائيل بعد تعيينها وزيرة للخارجية ( وأثناء المهلة التي أعطيت لنتنياهو لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة ) أنها مستعدة للتعاون مع أي حكومة تتشكل في إسرائيل.. بينما قالت وهي تحط في مطار شرم الشيخ ( أثناء انغماس الفصائل الفلسطينية في الحوار من اجل إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة توافق وطني ) أن إدارة اوباما لن تتعاون مع أي حكومة فلسطينية طالما لم تعترف بإسرائيل، وطالما لم تعلن نبذ الإرهاب.
فالولايات المتحدة المنهمكة داخليا وخارجيا في معالجة اخطر أزمة مالية تهز أركانها بعد الحرب العالمية الثانية، ستلجا إلى الانكفاء إلى مصالحها، ومعالجة أوضاع اقتصادها الذي يعيش ركودا وانكماشا، تسبب في انهيار آلاف المؤسسات الاقتصادية، وتسريح ملايين العمال.. هذه الإدارة حددت أولويات تدخلها الخارجي بدقة متناهية، وحصرتها في معالجة ملفات العراق وأفغانستان وباكستان، إضافة إلى معالجة الملف النووي الإيراني، الأمر الذي يفيد بأنها لن ترفع من مستوى اهتمامها بالملف الفلسطيني، وستواصل نفس نهجها السابق في التعامل مع الموضوع الفلسطيني-- أي إدارة الأزمة وليس العمل على حلها.
وما جولات المندوب الأمريكي الجديد للشرق الأوسط جورج ميتشل، إلا محاولات من الإدارة الجديدة لمنع نشوء فراغ في العملية السياسية يمكن أن تستغله أطراف إقليمية أو دولية، وتستغله في صراعها على المصالح الإقليمية والكونية مع الولايات المتحدة-- بعد أن ظهر عقم العملية السلمية التي ترعاها واشنطن وتهيمن على كل مفاصلها، وانكشاف عدم جدوى السير بها خلال عام أو كثر من انطلاقها في مؤتمر انابوليس.. وهي تأتي أيضا لطمأنة الأطراف العربية القلقة بعد احتدام الصراع الإقليمي في المنطقة من أن الولايات المتحدة مازالت تمسك تماما بزمام الأمور.. ومن الواضح أن ميتشل يعمل للتمهيد للقاء ثلاثي، سيجمع في واشنطن خلال الأسابيع القليلة المقبلة كلا من اوباما ونتنياهو وأبو مازن، وهو اللقاء الذي من المتوقع أن تعمل الولايات المتحدة خلاله على جسر الهوة بين ما ورد في مبادرة السلام العربية وبين مواقف نتنياهو.. وهذا ما أكده اوباما في واحد من تصريحاته عندما قال أن الاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين يتطلب تنازلات متبادلة.
لكن الأخطر أن قيادتنا التي صرحت أكثر من مرة أن لديها شروط لاستئناف المفاوضات، بدأت تتراجع عن تلك التصريحات، وبدا اهتمامها باستئناف المفاوضات كعملية يطغى على اهتمامها بمضمون المفاوضات.. وهي ورغم كل التجارب السابقة ما زالت تعلق الآمال على دور أمريكي منصف، يمكن أن يرغم إسرائيل في النهاية على تقديم التنازلات.. إن هذا الوهم السخيف الذي يتضخم في تفكير قيادتنا هو الذي تدركه القيادة الإسرائيلية وتتعامل معه جيدا، حيث لن يكون هناك مانع أن يبدأ نتنياهو معنا جولة جديدة من المفاوضات، ليتلاعب بنا ويلعب على وتر أوهامنا، ويمارس في نفس الوقت نفس اللعبة التي مارسها معنا سلفه اولمرت.. لكن الفرق بين اولمرت ونتنياهو أن الأخير جاء ليحسم الأمور ويقضي نهائيا على الحلم بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس وعلى حلم اللاجئين بالعودة.
مخيم الفارعة – 17/4/2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قولبة التاريخ؟؟؟؟؟
خالد عبد القادر احمد ( 2009 / 4 / 18 - 21:00 )
اذا كنت تعتقد ان لا يمكن تغيير الموقف والنهج الامريكي مهما كانت الظروف / اي ان التاريخ مقولب / اذن فلا فائدة ترجى من القيادة الفلسطينية المقولبة تاريخيا وفكريا ؟؟؟؟؟

اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية