الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توجهات قائمة نينوى محاولة لتأجيج الصراع القومي

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2009 / 4 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أفرزت نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة إفرازات جديدة في الساحة العراقية حيث طوحت ببعض القوى المهيمنة على أدارة المحافظات العراقية إلى قوى جديدة كانت مهمشة أو جانبية في أدارة تلك المحافظات ،وما يجري من صراع ظاهري ومنظور يدعوا الى النظرة الموضوعية بعيدا عن الرأي المسبق أو القناعة الثابتة،لقد لاحظنا أن قائمة ائتلاف دولة القانون استحوذت مع القوى المتحالفة معها على مجالس المحافظات الوسطى والجنوبية بموجب الاستحقاقات الانتخابية ، والتغيرات الطارئة لم تكن لها تأثيراتها المشابهة لما يجري في الموصل لأن النسيج السكاني لهذه المحافظات يكاد يكون نسيجا متكاملا رغم وجود الاختلافات الحزبية والسياسية التي سيكون تأثيرها أخف وطأة مما يجري في الموصل لذلك سنحاول في هذا المقال مناقشة ما جرى في الموصل وتأثيراته المقبلة على العملية السياسية في العراق والانعكاسات الخطيرة التي ستشكل مؤثرا له تداعياته على الأمن والوحدة الوطنية.
أن الصراع الجاري في الموصل الآن ليس وليد اللحظة أو نتيجة سقوط النظام البعثي ،فالموصل عبر تاريخها لها توجهاتها القومية الضيقة وكانت ولا تزال بؤرة للانعزال القومي وإثارة الخلافات والتي ظهرت جلية واضحة بعد ثورة 14 تموز المجيدة ،وقيام العناصر القومية- الإقطاعية – الرجعية بانقلابها المعروف الذي أدي إلى سفك الدماء البريئة من قبل القوى الرجعية والإقطاعية المرتبطة بالنظام السوري ونظام عبد الناصر وكانت تلك المذبحة التي راح ضحيتها خيرة أبناء الشعب العراقي نتيجة للصراع مع ثورة تموز ومحاولات عبد الناصر وحليفته سوريا إسقاط الثورة الفتية وبسط الهيمنة على العراق من خلال عملائه المبثوثين في مفاصل الدولة العراقية وفي مدينة الموصل بالذات،لذلك كانت الموصل مدار اهتمام السلطات القومية والبعثية المتعاقبة بعد الانقلابات القومية االبعثية وكانت لهم حصة الأسد في القيادات العسكرية والحصة الكبيرة بين ضباط الجيش ،حتى انفراد صدام بالسلطة حيث همش بعض قادتهم وأسندت المسئوليات الكبرى لأبناء العوجة وتكريت،ورغم ذلك كان لهم حضورهم في القيادة العسكرية و دعمهم المطلق لصدام بما جبلوا عليه من عقلية راضخة للسلطة التي توفر لهم الوجود المكثف في الجيش والدوائر المختلفة،لذلك ما أن سقط النظام وتغيرت بنية الجيش العراقي ليكون موزعا بين مكونات الشعب المختلفة حتى رأينا أنهم قد فتحوا أبوابهم لعصابات القاعدة والمخابرات السورية والعربية المختلفة بأمل العودة إلى سالف العهد قادة وأمراء للجيش العراقي ،وكان موقفهم رافضا للعملية السياسية ومساندا للتكفيريين والصداميين وأستمر الوضع الأمني في تدهوره لكثرة الحواضن في الموصل ولكنهم في الانتخابات الأخيرة نزلوا بثقلهم في محاولة للاستحواذ على السلطة عن طريق الآليات الديمقراطية بسبب وحدتهم القومية والأخطاء الكردية التي مورست في أدارة المحافظة ،فكان أن حصلت قائمتهم التي ضمت الكثير من العناصر البعثية أو الممالئة للنظام السابق على أكثرية في المحافظة بمختلف الطرق ،وبذلك حاولوا الإنفراد بقيادة المحافظة ذات النسيج الاجتماعي المختلف قوميا ودينيا ومذهبيا ،ونهجوا نهجا دكتاتوريا في توزيع المناصب رغم أنهم كان لهم ممثلهم في تشكيلة المحافظة السابقة خارج الاستحقاق الانتخابي لأن الديمقراطية بأبسط أشكالها لا تعني إهمال الأقلية أو تهميشها وبالتالي فأنهم من خلال آليات الديمقراطية نهجوا نهجا أقل ما يقال فيه دكتاتوريا متناسين أن المكونات المختلفة في المحافظة يجب أن يكون لها موقعها في أدارة المحافظة ولا يجوز لقومية واحدة أن تهيمن على السلطة في محافظة فيها قوميات مختلفة وطوائف دينية ومذهبية ،مما دفع تلك القوميات والطوائف إلى الإعلان عن رفضها لهذه التوجهات والطلب بإلحاقها بمكونها القومي والديني بما يتوافق والدستور الذي جعل للمدن المتنازع عليها الحق بطلب العودة إلى تبعيتها الإدارية السابقة قبل التغيرات التي أحدثها النظام ألصدامي والتي تهدف إلى محق المكونات العراقية وهيمنة المكون الواحد،وكان لتصريحات رموز القائمة المعبرة عن شوفينية مقرفة أثرها في حدوث النفرة وأتخاذ مواقف متشنجة من الطرف الآخر.
أن ما تحاول الوصول إليه قائمة نينوى المتآخية هو أحداث حرب قومية دينية ،وتعطيل العملية السياسية بما يخدم التوجهات الخارجية الرامية إلى عودة الحكم الدكتاتوري المقيت لأن نشوب الخلاف القومي في هذه المرحلة ستكون له أثاره المدمرة على وحدة العراق وبناء الدولة العراقية القوية القادرة على الوقوف بوجه القوى الهادفة إلى تمزيق وحدته،وتطبيق لأجندة بعثية تحاول النفاذ إلى السلطة من جديد عن طريق أثارة النزعات بين أبناء الشعب،وهو نهجهم المعروف عبر تاريخ العراق الحديث.
وكانت تصريحات المسئولين الجدد تحاول وبكل صلف الإعلان عن أهدافها وكونها القوة الوحيدة الحاكمة واضطرارها لاستعمال القوة وإرغام الآخرين على الانسياق خلفهم بعقلية لا تؤمن بوجود الآخر متناسين أن الأقضية الرافضة للتهميش تمثل مكونات لها تأثيرها الفاعل في اتخاذ القرار،ولها توجساتها الحذرة من التحرك الجديد المعتمد على التطرف القومي الذي ذاق من وراءه الشعب الكردي الويلات،وما مورس من قتل وتدمير بحق المسيحيين والأيزيدين من قبل العناصر التكفيرية المدعومة من أطراف القائمة،مما يوجب على الحكومة المركزية ألتحرك لوأد الفتنة التي يحاول المتعصبين أذكاء نارها لإحراق العراق بأتون حرب قومية - دينية لها خطورتها على الأمن والاستقرار في العراق ،وأن التعصب البعثي لقائمة نينوى ظهر واضحا في اعتمادها العلم ألصدامي الذي ظهر بارزا خلف مسئوليها وهم يهددون الآخرين،بما لذلك من دلالات واضحة على إن البعث سيكون له تأثيره في سياسة البلد وهو ما ظهر في توجهات البعض ممن يحاولون التفاوض مع قاتل العراقيين عزة البوري،وعلى العراقيين الانتباه والحذر من هذه التوجهات التي ذاقوا ويلاتها خلال سنين البعث العجاف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صح النوم
سعد العبيدي ( 2009 / 4 / 18 - 19:14 )
يعني ما سمعنا صوتك استاذ عندما كان كشمولة المحافظ السابق لعبة بيد مسؤول الحزب الديمقراطي ، وعندما كان الأكراد غير مبالين لا بالعرب ولا بالمكونات الأخرى ،بل يحكمون على هواهم وحاولوا تخريب المحافظة وسجن المئات من ابنائها لدوافع سياسية..من اين اتتكم الغيرة الان..للعلم فاز المحافظ الجديد باستحقاق انتخابي واضح اليس تلك هي الديمقراطية التي يريدها حزبكم الشيوعي حليف الأحزاب القومية الكردية ومردد شعاراتها ...؟رغم ذلك نرى استهتارهم بالأرض العراقية ومحاولة قضمها لظمها الى محمية مسعود الابرزاني ..هذا الكلام سيجعل اي عراقي محب لوطنة ان يعاملكم بما تستحقون في الانتخابات القادمة..كفى لزمن الرشوة من الحزبين


2 - جملةٌ خاطئة اخي محمد علي
امين يونس ( 2009 / 4 / 18 - 20:01 )
اعتقد بأن ما جاء في جملة في مقالتك هو خطأٌ غير مقصود :
ان ما تحاول الوصول اليه قائمة نينوى المتآخية هو إحداث حرب قومية دينية الخ
يُفْترض ان تعني قائمة الحدباء
مع خالص الود


3 - ردود
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 4 / 18 - 20:34 )
الأخ سعيد العميدي
لعلك لم تقرأ ما بين السطور أو أنك تحاول القفز على العبارات فعندما كان للكرد الهيمنة على مجلس المحافظة أشركوا معهم العرب والمسيحيين والأيزيديين والشبك وغيرهم من المكونات وكان النجيفي ورهطه يقفون وراء العمليات الإرهابية،ولعلك تتصور أني أدافع عن الأحزاب الكردية ناسيا أن الدفاع هنا عن الشعب الكردي والعربي الذي سيدخل في حرب عوان لتحقيق إطماع الشوفونيين العرب وحبهم للهيمنة بانتظار تحقيق رسالتهم الخالدة وانك على ما يبدو لا تشم الروائح البعثية العفنة في توجهات وتصريحات القوى التي تقود مجلس المحافظة الآن وأن خلافاتك مع القيادات الكردية والحزب الشيوعي التي نعرف دوافعها يجب أن لا تجعلك تنظر بعين قاصرة إلى حقوق الشعب الكردي وأنت أكثر العارفين بالدور القذر الذي لعبته الرجعية الكردية في حربها لثورة تموز والآن تحاول أن تلعب ذات الدور وبذات الوجوه الكالحة القديمة.
أخي عابر السبيل الطيب :ما طرحته أنت هو الأصح وهو خطأ غير مقصود بسبب سبق القلم مع ودي.


4 - هل تعرف أين الحل؟
بشار شهاب ( 2009 / 4 / 18 - 21:45 )
الحل جان فاز الحزب الشيوعي العراقي وخلصنا من دولة القانون ومن الحدباء ومن اياد علاوي ومن مثال الالوسي ؟ هل تعلم ياسيدي أن أثيل النجفي لوحده حاز على أكثر من 300 ألف صوت . أي أن حزبك بعد الف سنة لم يحصل عليها .......... شكراً


5 - احترام عقلية المتابع والقارئ مطلوبة لكي تحترم المقالات المكت
كاظم محمد ( 2009 / 4 / 19 - 00:24 )
الكتابة مسؤولية تتطلب ليس التمكن فقط بل الموضوعية واحترام عقلية القارئ ، ان ماتكتبه ياعزيزي تناقض فيه اسس عمليتك السياسية التي تؤمن بها ، وتنزلق بنفس الوقت الى تشويه ولوي عنق التاريخ ، لتلصق التهم بمدينة عراقية عرفت بوطنية ابنائها من مختلف القوميات، وتستسهل رمى الاخرين بتهم الارهاب والعنصرية ، والذي لا يعطي صدقية لما تكتب ، مع الاسف انك تدافع عن نهج سياسي اثبت فشله وافلاسه في التبعية لقيادات الاحزاب الكردية وسياساتها الانفصالية المسترشدة كما تقول بالدستور ، وهو دستور الاحتلال واحزابه من العراقيين الذين يتخادمون معه . اعتقد من المفيد ان تخلق لنفسك قناعاتك الخاصة بحرية بعيدا عن رؤى ونهج سياسي فاشل .


6 - مغالطات
سعد العبيدي ( 2009 / 4 / 19 - 07:38 )
على الاخ ( الكاتب ) ان يلبس نظارات فانا سعد العبيدي وليس سعد العميدي الخطا تماما مثل قائمة الحدباء وقائمة نينوى الرجاء لا تستعجل كثيرا ...ومن المعيب على كاتب ان يقول بجزم ان النجيفي وهو عضو في البرلمان العراقي وفاز ضمن قائمة اياد علاوي التي كان حزبكم اشليوعي أوصل اثنين من أعضاءه الى البرلمان بسببها وبفضلها ان الرجل وراء العمليات الارهابية ، تذكر ان فوز الحدباء الكاسح جاء بسبب ظلم الأحزاب القومية الكردية ومحاولة سرقة الارض العراقية واخرها فعلتهم في سنجار ،ومحاولة تهديد الدولة العراقية ، معروف سبب دفاعكم عن محاولات مسعود البارزاني ، فهناك وشائج من المصالح معروفة ومعلنة ، لهذا تغمظون العيون عن أفعالهم ضد العراق ، وانا مثلك لا أريد للشعب الكردي إلا الحرية ولكن ليس على حساب العراق ، ليعلنوا الاستقلال ..ولماذا دائما الحرب بسبب الشوفينيين العرب ، هذه المرة بسبب الشوفينيين الكرد بلا منازع ..ترى ما يفعلون في كركوك وفي الشيخان وخانقين وديالى من ظلم وتهميش ..25 صوتوا للمحافظ الجديد ومنهم كوتا اليزيديين والشبك والاشوريين ماذا تريد أكثر من ذلك؟ اليس هذه هي الديمقراطية ..شو نخن مقصرين وياهم اليس منهم الرئيس ووزير الخارجية وووو اسالك ايها المدافع عن الكرد هل يوجد موظف عربي في كل الأقليم او فراش


7 - ردود
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 4 / 19 - 16:08 )

الأخ بشار شهاب
يقول الشاعر:
تعيرنا أنا قليل عديدنا فقلت لها أن الكرام قليل
لذلك لا عجب أن تقدم اللئام وتأخر الكرام والتاريخ حافل بالكثير من هذه الصور.
الأخ كاظم محمد
لا أدري هل أن التاريخ يجب أن ينسى احتراما لهذا أو ذاك وأنت عارف بأن ما أقدم عليه الإقطاع والرجعية المحلية في الموصل من أعمال إجرامية كانت الممهد للبعث في أستلام السلطة وكان أبناء الموصل الرجعيين والقومانيين من العرب العاربة وراء أبقاء نظام صدام لأن المعروف عن غالبية ضباطهم الخنوع والتمسح بأذيال الحاكمين وطبعهم موالاة الحاكم مهما كان ظلمه وجبروته لذلك كانوا هم عماد الحكومات الرجعية والقومية التي حكمت البلاد وهل تنسى قيامهم في زمن الجليليين بإبادة الأيزيدين بفتاوى ظالمة من أئمة السوء أصحاب السلطان ،إن تاريخ المدينة حافل بالبطولات والأمجاد ولكن لها ماضيها الحافل بالكثير من الذكريات المؤلمة،ودفاعي لم يكن عن الأحزاب الكردية وهو ما أشرت إليه في ثنايا المقال ولكنه توصيف لحالة استجدت من موقف قائمة الحدباء التي يعلم الكثيرون إنها تضم الكثير من البعثيين وأنصار النظام السابق ويتميز الكثير من شخوصها بعنعنتهم القومية وعدم أيمانهم بالديمقراطية لأنهم بقية من نظام دكتاتوري مقيت.
الأخ سعد العبيدي
يبدو أنك عل


8 - شكراً
بشار شهاب ( 2009 / 4 / 19 - 17:58 )
نتمنى أن يزيد عديدكم وأقول لك أن أسامة هو عضو البرلمان وأثيل هو المحافظ . وأن الموصل مثل ما تفضلت بس أشويا أكثر .. لو مقالة أخرى حول الموضوع حقيقة سوف تساهم بتحقيق العدل والمساواة وإنقاذ المدينة .. تحياتي


9 - اذا ممكن النقاش بموضوعية واحترام المجادلين والقراء
سعد السعيدي ( 2009 / 4 / 19 - 18:21 )
استاذ محمد علي محيي الدين

من مقالتك اعلاه وردودك نراك تستقتل للدفاع عن نهج الشيوعي العراقي والتهجم على قائمة الحدباء التي سميتها خطأ بقائمة نينوى

اتعرف بان توجيه التهم بدون إثبات يعتبر تشهير ويعطي الحق للآخرين برفع دعوى قضائية مثلما حدث مع بطل فيلم المجلس الاعلى في ميسان والدنمارك قبل ايام ؟

تدعي في احدى ردودك بان النجيفي ورهطه يقفون وراء العمليات الإرهابية. هل لديك إثبات على هذا الكلام الخطير ؟ من اعطاك الحق بالقاء التهم جزافآ هكذا لمجرد ان قائمته فازت بالانتخابات على قائمة حزبك ؟

ارى بان تصرفك هذا سيشجع آخرين على التصرف بنفس الطريقة عند خسارتهم باي انتخابات. هل ستكون هذه خطتكم في الرد يا ترى لما ستخسرون في الانتخابات القادمة ايضآ ؟


ثم شئ آخر اهم يا اخي

المعروف ان الفاشلين دائمآ ما يرمون اسباب فشلهم على امور خفية لا علاقة لها بالحاضر. وقد وضعتنا انت في سفرة بمقالتك نحو عبد الناصر ومؤامراته على العراق والبعثيين والرجعية المحلية ..... الخ. كل هذا لتبرير فشل حزبك الشيوعي. لكن سؤال بسيط

هل تتصور فعلآ بان اهل الموصل الذين هم ادرى بشعاب مدينتهم هم من الغباء بحيث لا يستطيعون التمييز بين الارهابي والشريف ؟ لا اظن ذلك. لكنك في كل مقالتك لم

اخر الافلام

.. ثلاثة قتلى إثر أعمال شغب في جنوب موريتانيا • فرانس 24


.. الجزائر: مرشحون للرئاسة يشكون من عراقيل لجمع التوقيعات




.. إيطاليا تصادر طائرتين مسيرتين صنعتهما الصين في الطريق إلى لي


.. تعازي الرئيس تبون لملك المغرب: هل تعيد الدفء إلى العلاقات بي




.. إيران .. العين على إسرائيل من جبهة لبنان.|#غرفة_الأخبار