الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسلمة السرقة

حسن الناصر

2009 / 4 / 19
كتابات ساخرة


قد يصاب المرء بالدهشة وهو يرى ويسمع الهدر بالمال العام والرواتب الهائلة التي يتقاضاها أعضاء المؤسستين التنفيذية والتشريعية بدون جهد ملحوظ او عطاء مجزي يستحق هذه الرواتب كون الأجر على قدر المشقة مثل ما يقره العرف.

والذي يحزنني هي حالة التلون لبعض الساسة الذين رفعوا شعار التغيير على النظام السابق ونظّروا وكتبوا المقالات لكن حينما نزو على مقاعد السلطة أصابهم ما أصاب من سبقهم من ثراء فاحش وحمى الاستحواذ على المغانم و تركوا لأبناء شعبهم المغارم ولا يخزهم إن شريحة من الشعب مازالت تعتاش على القمامة , هذا الشعب الذي شرفهم في هذه المناصب بعد أن كانوا صعاليك يتسولون الضمان الاجتماعي في ديار المهجر . وتفاقمت لدى البعض من هؤلاء رغبة ملحة في البقاء في السلطة لما تمنحه لهم من امتيازات مادية ومعنوية وبالأخص في مجتمعاتنا الشرق أوسطية ومنها ما يتجلى بشكل واضح في العراق.إننا لا نرغب للمسؤول ان يعيش بمستوى غير لائق لكن ليس بهذا الإسراف , فالحديث يثير الشجن اذ نسمع ان بعض الساسة يتقاضى راتب شهري يصل الى خمسين ألف دولار والبعض يتقاضى راتبين وأكثر ومن جهات ومؤسسات حكومية شتى مخالفاً بذلك جميع النظم والتعليمات بهذا الخصوص ...واتسائل لم نحن كشعب بهذا المستوى من الضعة والخنوع لنرضى هذا الامتهان , وكأننا نستعذب الحرمان ونتلذذ العوز والفاقة .

وهل يحق لنا ان نقارن لم المتصدين للسلطة الآن وجلهم من التيارات الاسلاموية من كلا المذهبين أسرفوا في سرقة المال العام وهم من المتقولين بعشق الزهد والحياة الاخرة , هل هي شعارات براقة يدجلون بها على البسطاء من ابناء هذا الشعب البائس , ام ان بريق السلطة يعمي الأبصار ويصم الأذان . فالذي اشتهر عن بعض (المتقين) وأصحاب اللحى من امتلاكهم لملايين الدولارات خلال هذه البرهة الزمنية القصيرة وتأمينها خارج العراق تمهيداً للحاق بها بعد ان تنتهي وليمتهم داخل العراق حتى ان الأستاذ حسن العلوي أجرى مقارنة طريفة بخصوص هذا الموضوع حين قال بان ما سرقه المسؤول العراقي خلال هذه الخمس سنوات المنصرمة هي اكبر بكثير مما يسرقه وزير خليجي طيلة خمس وعشرين سنة .

نحن فعلا شعب لا يستحق الحياة ان لم نتمكن من إعادة حقوقنا ومحاسبة كل مسؤول أثرى من المال العام حتى ولو احتمى بتشريع قانوني سمج وضع لتمرير سياسات السراق وهم كثر بحيث أصبح العراق من الدول المتقدمة ليس بالتكنولوجيا او مستوى الخدمات والرفاهية الاجتماعية ولكن بمستوى الفساد الاداري . ان المتصدين للسلطة الآن هم عراقيون وليسوا من المريخ وكان اغلبهم يعيش في بلدان متحضرة وأسس النزاهة راسخة فيها كعرف اجتماعي وإداري واضح الملامح لكنهم لم يستوعبوا دروس الحضارة الأول وهي احترام القوانين وتقديس العمل والنزاهة .

والأغرب من كل ما ورد أعلاه سكوت جميع الحوزات الدينية الناطقة والصامتة والممهدة ..الخ عن هذه الفحشاء الظاهرة والواضحة المعالم وعن سراق طعام الجياع وآمال المحرومين الذين ما تبوؤ مقاعدهم الا بتزكية هذه المراجع ...لكن :



لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط