الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضبط الحواسم!!!

فرات المحسن

2004 / 4 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أذن بعضهم يفضل خيار حرب الأسلحة الفتاكة بعيدا عن المكاشفة الحقيقية رغم الغطاء الزجاجي الشفاف الذي يحوي ما يحوي ……


الراسخون كلمة مرعبة بدلالة كبيرة المعنى واسعة المفهوم ،و ستكون مفردة المستقبل في العراق الجديد مثلما أصبحت كلمة الحواسم دالة على من نخر جسد العراق وثقب ذاكرته وشوه ثقافته وخرب طباعه البشرية وسرق منه أحلى سنوات حياته ولا زال يحاول .


الراسخون اليوم أصبحت دالة لراية ترفرف في البعيد تتصدر وقع حوافر خيول وسحب غبار معركة أختار توقيتها البدو الأجلاف من الحواسم واعتبروها معركة حتمية. وقائعها ستكون فعلا حيويا لاستمرار بقائهم ورفعة مقاماتهم ومسحا لعار اللوثات التي تلتصق بأجسادهم دون فكاك .

خيارهم دون حياء أن يطعنوا ،أن يوجهوا سهامهم السامة الحاقدة نحو صدور أبناء جلدتهم.راية الراسخون لا تعترف بالذنوب والتعديات والمشاركة بفاعلية بمختلف الجرائم التي أقترفها الفاشست معنويا وماديا. وإنما ترمي سوءاتها وعوراتها في اتجاهين ، إما على الآخرين باتهامهم وتوجيه الطعون لهم أو نحو الماضي الميت حيث ممكن أن تختبئ وتحشر فيه كومة القذارات دون حساب أو رقيب .خدعة بائسة لشخصيات هشة صنعتها أحابيل سلطة وحشية أفرغت كامل لقاحها الدنيء في أحشاء هؤلاء الذين يشعرون اليوم بكامل قيمة اليتم والضياع .هؤلاء لا زالوا يرفضون الخروج من رحم التقليد الأعمى لسيدهم الذي رفعهم الى عليين على حساب من هو أكفأ وأقدر منهم، وحين خلت وأخليت الساحة وأفرغت من كل شيء له صلة بالحضارة والثقافة لصالح الحرب والقتل والتغييب والمقابر الجماعية.أنهم أولاد نطفة القائد المباركة ..!!وأبنائه الشرعيون.

راية الراسخون !!! ترفعها الأكف الملوثة لتهش بها في وجوه الجميع مهددة متوعدة ببقاء لغة العهر والخديعة والشؤم .راية ألوانها نوازع الشر وحرق الجثث والتمثيل بها كحل مكافئ لمن هرب !!! ولم يخضع .ثقافة العنف الذي شرعنها البدوي النهاب بالشراسة والغصب ،والوهاب بابتسامة صفراء حاقدة. تريد الآخرين كومة عظام في مقابر متناثرة.

أمام تلك الراية على الجميع أن يخضع للصمت ويرتضي الإقصاء فلا وجود للغير وأن أرادوا البقاء فعليهم أن ينضموا لحشد الراية العشائرية البدوية وهي لن تكون غير راية الراسخون الحواسم وليس سواهم .

راية الراسخون !!!ترى أصوات الغير المطالبة بكشف الحساب عمن شارك في جريمة قتل العراقيين وتعذيبهم ووضعهم في أخر المطاف بكل هذا العذاب مع الاحتلال،همج معدان يرتدون الدشاديش يجوبون بعار هروبهم وعصبيتهم أزقة أوربا ويخوضون نقاشاتهم بروح الشروكي راعي الجواميس (وياللفخر ) الذي لا يعرف أن للموت طعم ولون وأن للهروب ثمن وأن الرسوخ والبقاء والرضا براتب وهبات القائد والتصفيق لبطولاته وتدبيج قصائد المديح هو النموذج الاثمن والأفضل والأكثر وطنية وهو الرسوخ واليقين بعينه.

سادة راية الرسوخ جوالوا مقاهي وأسواق أوربا وأسيا. متبضعوا العهر والحلي والهدايا لزوجاتهم وعشيقاتهم وغلمانهم وأسيادهم .الذين كانوا يمنحون الهبات السخية لحضور المؤتمرات والاحتفالات الدولية ممثلين لنظام القتل والمقابر الجماعية في الوقت الذي كان العراقيون يموتون بالمجان وتوضع قلوبهم وقودا يتدفأ به الدكتاتور وحاشيته ومريديه .يتهم اليوم هؤلاء غيرهم بالمبدئية الكاذبة والفكر النكوصي .إذن مفترق طرق عجيب لا رجعة فيه.

فالمبدئية ألحقه والتقدم والحداثة الفكرية تستدعي أن ينصب الراسخون (الحواسم )أنفسهم حكاما جدد ومن ثم توزع الأحكام من قبلهم حسب الصمود والبقاء أو الهروب وليس غير ذلك.فهم يتقاسمون بينهم كل شيء مثلما السابق ويطلبون من الآخرين أن يلوذوا بالصمت وإلا فأفواههم سوف تملأ بنقيع الثاليوم مثلما فعل بمن سبقهم في إثارة الأسئلة.

تقوم نخبة الراسخون الحواسم بتفسير رسوخها !! بالهجوم المباشر والكاسح وبذات الطعون التي مارسوها سابقا في عهد أبيهم الروحي. على قاعدة الهجوم خير وسيلة للدفاع .ينبغي حصار من هرب من الموت وقتله في مكانه قبل أن يأتي بحمله الثقيل ويطلب كشف حساب .تدارك الآمر يتطلب مهارات فائقة لا تقتصر على دفع الطعون وذم الآخرين بتلغيز قبيح دون حياء، إنما نزع التأريخ الملوث ورميه في ساحة الغير وكأن شيء لم يحدث أو أن الجرم والشرور وصناعة الموت وتخريب النفوس مفاهيم متنازع عليها وإشكاليات نسبية يمكن تبريرها .

أن تلجأ الى طلاء موقفك ببراءة ذئب يوسف وطهارة المسيح راغبا في إكراه الآخر على التسليم بأنه إذ يقف ضدك فهو يقف ضد الشرعية الثقافية والسياسية وبالضد من (سادة أور… ) .وهو مجرم مطلوب للعدالة يجب أن يضمحل أو يختفي وهذه أفضل الحلول .يفسر تلك المعادلة الخرقاء سيد البلاغة نعوم تشومسكي بالقول وهو يفضح اللعبة ((عندما تضبط ويدك في جيب غيرك فاصرخ أمسكوا اللص .إذن حول المسؤولية الى متهميك الذين سيكون عليهم هم أن يدفعوا التهم عن أنفسهم .يمكن لهذه التقنية أن تكون شديدة الفعالية عندما تكون السيطرة على النظام العقائدي مضمونة ،بل أصبحت نوعا من رد فعل غريزي يتم تبنيه دون تفكير)). إنه عملية دعاية مقننة وحاضرة للمستقيمين سياسيا والراسخين أيضا في مواجهة الهاربين من بقايا العشيرة السوداء ممن (يرهقون المدنية بالضجيج والطنين والشغب) وبالضد من هؤلاء الذين يثيرون الشغب حول من روج وكان آلة أو عنصرا فعالا في ماكنة الثرم البعثية وأحد كوادر التنظير في جهاز أعلامها.أو من كان يتمسح بأذيال العفة الرئاسية ذات القدرة الربانية حيث صوت القائد والمعركة يعلوا على كل الأصوات.حيث بهاء القائد وضياءه يضفي على جمع الراسخين من الحواسم ما حباه الرب من أحلى الصفات بلا حساب. فصفات القائد معروفة وواهبها معرف ومتقبلها بشغف ووله معروف أيضا .ولنا أن نسأل ماذا سيكون بعد هذا الذل والخنوع وأية جملة نبيلة تطهر كل تلك اللوثات والدونية البشرية التي تقدمها مثل تلك القصائد وتسجلها الذاكرة العراقية كمثال لعار المثقف الذي خان نفسه وإبداعه (وليس غير ذلك ) لحساب راعي غنم وبدوي مقطوع عن الحضارة حرث بخنجره قلب العراقيين دون صحوة ضمير ولو للحظة واحدة.مثقف يمجد بديع خلقة الرب في ذات القائد الذي سمل العيون وبتر الأيدي ووسم الجباه وقطع الألسن وثرم الأجساد وأطلق كلابه تحت نظر وسمع هذا المثقف وبمباركته لتنهش أجساد خصومه ومعارضيه .




(الى القائد صدام )


صوت الحقيقة..

منذ الخليقة

صوت المؤذن في شاهقات المآذن

تنطفئ الشمس

يأتي ضياؤك

عبر هلالك..

رسمناك فوق شفاه الصغار

نشيدا

جئت بتموز

تضفي على جمعنا ما حبا الرب ذاتك..

أحلى الصفات


أذن القبيلة السوداء من (الرعاع) لا تستحي وقد أضاعت الفرصة وفقدت بوصلة الوطنية حين ودعت العراق دون أن تتشرف بمثل هذا النشيد التبجيلي للصفات الربانية للقائد صدام .لم تردده مع الراسخين الذين بقوا يغرفون من كنز السلطة ويشاطرونها النهب والقتل ويبنون مجدها الزائف . والرعاع من غير المنضبطين فضلوا البقاء مثل (عبيد في قيم الغدر ومجافاة العرفان)، وأن لم ينضبطوا ، فأن من بقي راسخ وصامد وهو يرضع من ثدي الضبع إرضاء وتهيب وخوف .لا يستطيع بعدها معاشرة (الصفيق ومعاشرة اللئيم ومجاورة الدنيء وائتمان الغادر ومسايرة الوضيع من العشيرة السوداء) ،بالرغم من أن سني حياة (الحاسمي) طويت وهو يتلذذ برائحة العطن المنبعثة من خليط براز وعرق الضبع دون زفرة تأفف وضجر.في حضرة الضبع بكل ما يحمله من صفات وسجايا ،بقي الراسخون يؤلبونه ويأكلون لذيذ الطعام ويضجون بالضحك كي لا يتناهى لسمعهم صوت نثار الدم المتطاير من صدور المفجوعين من ضحاياه ، وحين قتل الضبع صرخوا أمسكوا اللص .. أمسكوا الضبع .ولكن من هو اللص وأين مرقد الضبع في هذا الجرم الأخلاقي القذر .

المؤكد أن (الحواسم )وليس (الرعاع) ظاهرة ليست بالعابرة وهي سيدة القبح الأخلاقي وأدب الحوار اللئيم والوضاعة المطلية ببداوة التلغيم والتلغيز ،وهذا ما تريده عشائرها اليوم للثقافة في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف طريف بين عمار وحماته ????


.. بريطانيا تحقق في مراهنة مسؤولين في حزب المحافظين على موعد ال




.. هل بإمكان الديمقراطيين استبدال بايدن في الانتخابات الرئاسية؟


.. في هايتي -المنسية-.. نصف السكان يعانون من جوع حاد




.. فيديو صادم يظهر 180 ألف نحلة تعيش في سقف غرفة نوم رجل