الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مضرج بالخجل..مبرح بالاسئلة

بسام الهلسه

2009 / 4 / 20
الادب والفن



* تقف على حافة الأشياء. ما كان يبدو لك من قبل يقيناً صلباً متماسكاً يتراءى الآن ملتبساً هشاً كالبخار. وتحن إلى عمر قديم تركته مع كتب الجامعة أيام كانت الخطوط والألوان واضحة محددة. تحصي السنوات المديدة التي قطعتها فيتبدى لك ما كان مبهماً غريباً كأمر أليف: كم هي معذبة المعرفة!
فإذ تلخِّص التجربة وتضعها أمامك.. في فنجان قهوتك حيناً، فإنها تضنيك إذ تسلب طمأنينتك وتلقي عليك بأسئلتها المبرحة في معظم الأحيان. فتتمنى لو كنت راعي ماعز في جبال عالية نائية، لا يشغله سوى توالي الليل والنهار. أو بحاراً على سفينة لا تقف في ميناء إلا ريثما تتزود لرحلتها المتواصلة.
وتتحسر على زوال عصر مضى.. عصر الكهوف السحيق التي كانت جدرانها مساحة للبوح.. أو ملاذاً يأوي إليه فتية فروا من العسف.
* * *
- لم تلوم عصرك؟
ربما كنت أنت السبب إذ أسرفت على نفسك ومنَّيتها بحكاية البحث الدائم عن ثقافة رؤيوية قاطعة؟
- أوليس هذا إدعاء ما كان ينبغي لك أن تفكر فيه حتى بينك وبينك؟
لعلك نسيت أنك محض خفقة ريح عابرة في مدى لا ينتهي، أو عود ثقاب في جعبة مسافرين يغذون الخطى على هذه الأرض؟
* * *
تنتبه! فيضرجك الخجل وتستعيد عهداً قطعته على نفسك بأن تخفض صوتك وتمشي الهوينى.
حسبك أن تؤدي الواجب بأمانة مضمراً في قلبك الاعتذار عن التقصير. وحسبك أن ترحل من هذه الدنيا بأقل قدر من الأوزار.
ليس هذا تراجعاً. بل هو تصويب لحال الواقف على حافة الأشياء مجرداً من أيَّما عزاء مُبدداً بالحيرة..
ولن تخدعني عبارتك الموارية عن الراعي والبحَّار..
أكاد أسمع صوت بكائك المكتوم وضراعتك التائقة لطمأنينة غادرتك وتركتك ملغوماً بالأسئلة.
* * *
تصحو من غفلة ووسن لا تعرف كم طال..
تمسك رأسك براحتيك وتغمض عينيك لترى أبعد وأعمق..
فيتصاعد أنين جوّاني حبيس:
آه مـن اللجـة الهائجـة !
أعيدوني إلى كهفي الأول !
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل