الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لم تحاصرأمريكا القنوات العربيه بدلا من الفلوجه؟؟

هشام عقراوي

2004 / 4 / 13
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


حسب القنوات الفضائية الناطقة بالعربية وعلى رأسهم الجزيرة والعربية والمنار و العالم وأبو ظبي فإن أمريكا هي دولة إمبريالية، كافرة، شيطانية، حاقدة على المسلمين، محتلة، مساندة لأسرائيل، عدوة للأمة العربية، تقتل الابرياء، تقصف المنازل، تفتك بالعوائل و النساء، لا تعير اي إهتمام بالقوانين و المعايير الدولية و هي في العراق للتفريق بين المسلمين والسيطرة على موارد الشعب العربي والشعوب الاسلامية وتحييد العراق و إبعاده عن خط المواجهة مع إسرائيل. (قد يكون هذا صحيحا جزئيا أو كليا).

وحسب نفس القنوات فإن العراقيين الذين يشاركون في مجلس الحكم ويريدون حل القضية العراقية بالطرق السلمية و بالتوافق والاتفاق فيما بينهم وبين ألامريكيين فهم خونه، عملاء للأجنبي، يستحقون القتل و الشنق و الحرق وهم لا يمثلون سوى أنفسهم وغير منتخبون ويجب لن يتنحوا من هذه المناصب وليس لديهم الحق في إتخاذ اي قرار يخص العراق.

وحسب هذه القنوات فأن تواجد الجيش الامريكي في العراق هو إعتداء و تدخل في شؤون العراق و العراقيين ولكن تدخل الدول الاخرى المحيطه بالعراق والمنظمات الاسلاميه المتطرفة هي لمساعدة الشعب العراقي للخروج من محنته ولكي يتحرر من الاضطهاد والاستعمار الامريكي وهو حق طبيعي ومشروع لأنهم مسلمون وأخوه.

حسب هذه القنوات فإن الذين يقاتلون الامريكيين وقوى التحالف و المتعاونين مع قوى التحالف من العراقيين هم مجاهدون في سبيل تحرير العراق و هم يشكلون مقاومه وطنية مشروعة ومن واجب كل العراقيين و المسلمين في العالم أن يساندوهم بالمال و السلاح وكافة أشكال الدعم. وأن الذين يأتون الى العراق من الدول العربية و الاسلامية ويقاتلون الامريكيين لا ذنب لهم لا بل إنهم متطوعون في سبيل الله و يريدون الشهاده في سبيل الله.

حسب هذه القنوات فإن كل من يقتل أويستشهد في العراق فهو بسبب وجود الاحتلال وبرصاصتهم و أن المقامون بريئون براءة الذئب من دم يوسف. لا يهم إن كانت العيارات الناريه قد خرجت من هذا البيت أو ذلك الموقع المهم أن الامريكيون محتلون ويستحقون القتل وكل رد فعل أمريكي مرفوض و غير مبرر.( لو كان الكرد قد قاتلوا حسب نفس المنطق لوجب عليهم وحل لهم قتل كل عسكري عراقي جاء الى كردستان لأنهم كانوا أيضا محتلين).

هذه القنوات تقيم اللقاءات مع الاشخاص التي تراها ملائمة ومعادية للامريكيين و قسم من أعضاء مجلس الحكم. هذه القنوات تجري اللقاءات مع المئات من الاشخاص المعادين للسلم والاستقرار وتقيم الندوات للعشرات من الكتاب و السياسيين و الاصوليين و المقاتلين. لا يكفيها هذا بل تدخل مع هؤلاء المشاركين ضد شخص وحيد تحضره كي تدعي بأنها ديمقراطية وغير موالية للمقاتلين.

هذه القنوات تستخدم كل أساليب الاثارة و التظليل في سبيل التأثير على المواطنين البسطاء وانصاف المثقفين و السياسيين كي تغير أراءهم و تثيرهم ضد الامريكيين و تدفعهم للقتال و العنف وزيادة عدم الاستقرار في العراق. هذه القنوات تعيد الاخبار و الاحداث لمرات عديدة و خلال أيام فقط لكي تخدع المشاهد و توهمه بأن الخبر صحيح و موثق.

هذه القنوات لديها العشرات من المراسلين و فرق التصوير في المدن المختلفة من العراق في حين الاغلبية الغالبة من مراسلي القنوات الغربية غادروها منذ سقوط صدام. لا أدري لماذا لا تسال أمريكا و مجلس الحكم أنفسهم، لماذا لم تغادر هذه القنوات العراق و لماذا زادت هذه القنوات من برامجها حول العراق الى درجة خياليه؟؟ فأكثر من نصف برامج هذه القنوات هي حول العراق والمجاهدين و تدعوا مباشرة الى الاستفادة من التجربة اللبنانية و النصف الاخر حول باقي العالم.

عندما سقط صدام لم تكن هناك سوى بعض المدن السنيه تقاتل الامريكيين و تحاول زعزعة الاستقرار في العراق. ولكن زيادة اعداد العاملين في هذه القنوات و إصرارهم على مقاومة الاحتلال بالطرق العنيفة و مساندتهم لهم وتعضيمهم لدور المقاتلين و المجاهدين من قبل هذه القنوات لابل حتى إرشادهم من خلال إجراء اللقاءات وإعداد البرامج وإعطاء المعلومات اللوجستيه والامنيه لهم، أدت الى تغيير الوضع في العراق و زاد من عدد المساندين للعنف لتشمل قسما من الشيعة أيضا.

هذه القنوات ترفض الحل السلمي في رسالتها الاعلامية وكل برامجها و لقاءاتها تتركز على عدم جدوى الحوار مع الاحتلال ومجلس الحكم وأن لاسبيل للخلاص سوى القتال والثورة والانتفاضة وأن الاحتلال سوف لن يخرج من العراق إلا بالقوة ولهذا الغرض سخرت خيرة مراسليهم وطواقمهم الاعلامية وهم يصولون و يجولون بكل حرية في العراق ويعدون البرامج التي يريدونها و ينقلون الخبر بالطريقة التي تعجبهم في عراق لم يعرف الحرية أبدأ و يعتقد أبناءها بأن كل ما تقوله هذه القنوات صيح.

أمريكا التي لديها كل هذه المساوئ وهي الكافرة و المعتدية و الناهبة و المحتلة والمسحية المتصهينة تتتصرف بكل سذاجة وتعطي لهذه القنوات ومراسليها كامل الحرية كي يثيروا الشعب العراقي و يدفعونهم للعنف بينما تغلق جريدة محدودة الانتشار كالحوزة و يصدرها عراقيون. ألم يكن من الافضل لهم أن يطردوا هذه القنوات ومراسليهم من العراق ويخظعونهم للحصار بدلا من إخلاق جريدة الحوزة؟ في أسوء الاحوال سيقولون عن الامريكيين بأنهم ضد حق النشر و البث الحر وهذه أهون كثيرا من تهمة القتل و التشريد والابادة التي تبثها هذه القنوات على مدار الساعة حول أمريكا و حلفاءها.

قد يستغرب البعض لهذه الطرح و يقول بأنه غير ديمقراطي و منافي لحق البث الحر. للرد على ذلك أقول بأن الديمقراطية يجب ان تعطى لأناس يؤمنون بها لا لأناس يعادون الديمقراطية و يحاولون خنق الديمقراطية و قتلها برسالتهم و عملهم. الديمقراطية و حق البث و النشر الحر يجب أن يعطيان لقنوات غير محايدة و تنقل الراي و الرأي الاخر بكل نزاهة وليس للقنوات التي تشوه الحقيقة و تدفع أبناء البلد الواحد للأقتتال والعنف. فهتلر اتى الى السلطة بطريقة ديمقراطية ولكنه دفنها عندما وصل الى الحكم ولهذا السبب نرى الديمقراطيات الغربية إتخذت الاجراءات الكفيله من أجل عدم تكرار ذلك. فالاحزاب و التنظيمات الغير ديمقراطية و النازيون و الفاشيون والشيوعيون الراديكاليون الذين يؤمنون بالعنف محرومون من الديمقراطيه و من كل وسائل النشر و البث.

ولهذا أقول ألم يكن من الافضل لأمريكا أن تطرد هذه القنوات من العراق منذ اليوم الاول من تحرير العراق بدل أن تضطر الى قتل المدنيين من أهل الفلوجة و الاخرين الذين غرر بهم و خدعتهم هذه القنوات و دفعتهم الى القتال و التمثيل بجثث الامريكيين ومن ثم رد الامريكيين على ذلك بطريقة أفضع؟ فقد يكون من حق العراقيين أن يفعلوا كل شئ من أجل إعادة الاستقرار و الحرية والسيادة الى بلدهم و لكن تحريض العراقيين من قبل بعض القنوات الناطقة بالعربيه وتشجيعهم على القتل والقتال هي جريمه نكراء وإعطاء المجال لمثل هذه القنوات كي تمارس مثل هذا الدور وهذا الاعلام جريمة أكبر واعظم.

في معادلة كهذه وبتصرف لا مسؤول كهذا من قبل الامريكيين و هذه القنوات فالخاسر الوحيد هو الشعب العراقي و الابرياء الذين يقتلون كل يوم في العراق. وأقول لكل من يخالفني الرأي ، من سيرجع الارواح للذين يقتلون في العراق؟ من سيعطي الحنين الى طفل فقد أمه أو أبيه أو كليهما؟ إذا اردنا تفادي الاعظم و الامر فيجب إبعاد مثل هذه الاعلام من العراق كما فعلت أمريكا بصدام حيث ابعدته من وسائل الاعلام وإرتاح العراقيون و العالم من أقاويل هذه القنوات وكذلك على العراقيين الاتفاق على خروج الامريكيين من العراق بأسرع وقت ممكن ووضع جدول زمني يتفق عليه العراقيون جميعا مع أمريكا و بحضور الامم المتحدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلم الدولة الكردية.. بين واقعٍ معقّد ووعود لم تتحقق


.. ا?لعاب ا?ولمبية باريس 2024: سباح فلسطيني يمثل ب?ده ويأمل في




.. منيرة الصلح تمثل لبنان في بينالي البندقية مع -رقصة من حكايته


.. البحث عن الجذور بأي ثمن.. برازيليون يبحثون عن أصولهم الأفريق




.. إجلاء اثنين من الحيتان البيضاء من منطقة حرب في أوكرانيا إلى