الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقي بين الأرهاب والأحتلال

أبو مسلم الحيدر

2004 / 4 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


ذكرت في مرة سابقة في موضوع تحت عنوان"من العراق(3)" إن المحيطين بمقتدى " والذين لهم علاقات وإرتباطات مشبوهة مع مجاميع إرهابية ودول خارجية يهددونه بالقتل إن هو إستجاب لندائات الوساطة لحل الأزمة سلمياً وتفكيك جيش المهدي". هذا ما أكده اليوم قيس الخزاعي (الصحاف رقم2) في مؤتمره الصحفي حيث قال "إن مقتدى غير مخول بحل جيش المهدي" وهذا ما يؤكد صحة الأخبار القادمة من الداخل على إن مقتدى مجرد واجهة يتم إستخدامه لفترة ثم يُركن جانباً أو يُقتل... هم يقولون إن تفكيك جيش المهدي من واجب المرجعية الدينية. وهذا يدفعنا الى التسائل، من هي المرجعية المقصودة؟
معروف إن المرجعية الشيعية في العراق ذات التأثير الأكبر والأعمق جماهيرياً هي مرجعية السيد علي السيستاني والتي يشكل كل من السيد محمد سعيد الحكيم والشيخ أسحق الفياض والشيخ بشير النجفي أجنحة لها وغالباً ما تكون الفتاوى التي يصدرونها والتعليمات التي يوجهونها بتنسيق كامل بينهم وبعد أخذ رأي المرجع الأعلى السيد السيستاني. لكن هذه المرجعية لا علاقة لها بجيش المهدي، مرجعية جيش المهدي مرجعية إيرانية رفسنجانية واجهتها السيد طبيب زاده (الحائري).
لو إن السيد السيستاني وافق على طلب بعض الوسطاء بإصدار فتوى بضرورة تفكيك جيش المهدي وتحريم الأنتساب له لكان قد فتح باباً جديداً للفتنة، حيث إن القائمين على هذه المجموعة الأرهابية سيعارضون مثل هكذا فتوى (لأنها لم تكن صادرة من مرجعيتهم الأيرانية وزعيمها الأعلى الرف سنجاني) بينما يكون من واجب المقلدين للسيد السيستاني معارضة هذه المجموعة بل وحتى محاربتها، ومن الواضح إن هذا سوف يؤدي بالتأكيد إلى حدوث تمزيق أكثر في البنية الأجتماعية العراقية(وبالأخص منها الشيعية) وسيكون الباب قد فُتحَ على مصراعيه لحدوث حرب أهلية شيعية-شيعية وسيقتتل أبناء البيت الواحد فيما بينهم. إن رفض السيد السيستاني لأصدار هكذا أمر أو فتوى يُثبت مرة أخرى بعد نظر السيد السيستاني ويؤكد على كونه مرجعاً معتدلاً وإن وجوده قوياً في الساحة العراقية يمثل قوة الأعتدال والمنطق وبعد النظر.
تصريح الصحاف (أقصد قيس الخزاعي) هذا من إن مقتدى غير مخول بحل جيش المهدي يؤكد أيضاً ضلوع أطراف عديدة في إشاعة عدم الأستقرار وإعادة حالة الحرب على الأرض العراقية. وهذا بالتالي، يؤكد الأنباء الواردة من الداخل (والتي ذكرها السيد عدنان الأسدي عضو المكتب السياسي لحزب الدعوة في مقابلة تلفزيونية على قناة المنارالفضائية والتي كشف فيها وبشكل لا يخفى على كل عاقل دور المنار التخريبي في القضية العراقية) من تعدد مصادر تسليح وتمويل "جيش المهدي"، ومعلوم إن الجهات التي تمول وتسلح وتوجه هي الجهات صاحبة القرار في الموضوع. وقد أدرك مجلس الحكم العراقي ذلك، وهذا ما دفع المجلس الى إيفاد أحد أعضائه الى إيران للألتقاء برف سنجاني والحائري والتفاوض معهم والدكتورالجعفري هو الأقدر على القيام بهذه المهمة. وندعوا الله له بالتوفيق في مهمته الصعبة.
الصحاف وفي نفس المؤتمر الصحفي قال إنه توجد مجاميع أخرى تقاتل في نفس منطقة قتال جيش المهدي. المفاوضون الفلوجيون أيضاً أكدوا إن من مقاتلي الفلوجة لا ينتمون الى مجموعة واحدة بل الى عدة مجاميع. والكل يعرف إن أقوى هذه المجاميع وأكثرها تنظيماً ومقدرة هما مجموعة الزرقاوي-أنصار الأسلام لما يملكونه من تدريب وإمكانات وكذلك لعدم إكتراثهم بإن يصاب المدنيين الآمنين من أهالي الفلوجة أو حتى أن يُقتلوا في هذه المعارك، بل إن قتل أي عراقي يعتبر مكسباً لهم كما جاء ذلك في بيانات ورسائل الأرهابي المجرم الزرقاوي.
أما المجموعة الأخرى القوية والمنظمة والتي لها إمكانات جيدة فهي بقايا البعثيين وأجهزة الأرهاب العفلقية-الصدامية المنهارة والتي أكد كثير من العراقيين إنهم قد تجمعوا منذ إنهيار النظام البائد في المنطقة الغربية.
إن كلتا المجموعتين (إضافة الى مجاميع أخرى قد أقل عدداً وعدةً وغالبها مجاميع إصولية-في المنطقة الغربية- أو مجاميع أصولية وراديكالية – في بغداد ومدن الجنوب) يستمدان الدعم من الأصوليين السلفيين أو من القومجيين العرب وذلك عن طريق الحدود السورية والسعودية والأيرانية وقد يكون حتى عن طريق الحدود التركية والأردنية (والسيارات المحملة بالأسلحة والمتفجرات التي تم مسكها في الأردن تشير الى ذلك).
إن العراق الآن هو ساحة للصراع الدولي بين قوى الأرهاب وقوات التحالف المحتلة والمتضرر الأكبر في هذه المعركة هم أبناء الشعب العراقي الأبرياء.
إن حماية أبناء الشعب العراقي وضمان أمنهم وسلامتهم تقع على قوات التحالف. فهي القوى المحتلة والمسؤولة قانونياً عن حماية أمن المواطنين وسلامة ممتلكاتهم. لذا فإن على قوات التحالف أن تجد الوسائل الكفيلة لضمان ذلك كأن تقوم بتوجيه نداء الى الأهالي لمغادرة المدن التي سيقتحمونها وإعطائهم الوقت الكافي لذلك وتسهيل عملية نقلهم وتوفير الأماكن الآمنة لهم وتجهيزها بالغذاء والضروريات المعيشية الأخرى وذلك من خلال التعاون مع المنظمات الأنسانية ومنظمة الهلال الأحمر العراقية وتفويت الفرصة على الأرهابيين لأستعمالهم كدروع بشرية. وأن لا يتم إستخدام القوة النارية الكثيفة وأن يتم كذلك فسح المجال لمن يريد الأستسلام (وكلنا يعلم إن عدداً من المغرر بهم قد إنخرطوا في هذه المنظمات لضيق في التفكير أو لحاجة مادية أو لسوء في الفهم).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد