الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المبكر القول إن الأسوأ قد انتهى

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2004 / 4 / 13
الحركة العمالية والنقابية


* هذا ما يؤكده خوان سومافيا، مدير عام منظمة العمل الدولية، حول التوقعات بالنسبة للبطالة في العالم العربي* حتى العام 2020 كانت حاجة لايجاد مئة مليون فرصة عمل فأين الخطط لذلك * نسبة البطالة هي الاعلى في العالم العربي اذ يصل معدلها الى اكثر من 15% * في المغرب البطالة بين الشباب 37% وفي سوريا 73% وفقا لمعطيات البنك الدولي * الزيادة السكانية تصل سنويا الى ستة ملايين انسان وينضم الى سوق العمل 4,2% مليون * * في عالمنا هناك 186 مليون شخص يبحثون عن فرصة عمل ويشكلون جيش العاطلين عن العمل * النساء في العالم العربي ما زلن خارج دائرة العمل ونسبة البطالة بينهن تصل الى 50% *
ما حدث بالنسبة للقمة العربية والتأجيل المفاجئ لانعقادها من قبل البلد المضيف تونس، عكس الواقع المرير والاليم الذي يعيشه العالم العربي والذي يمر في حالة من التمزق، بل والاستعمار الرسمي منه وغير الرسمي. ان هذا الحال المأساوي يؤدي الى تعميق حالات الاحباط لدى قطاعات واسعة من المجتمع العربي، بل ويعطي الفرصة للقوى الاستعمارية الجديدة بمواصلة تنفيذ مخططاتها الاحتلالية عسكريا واقتصاديا. وبذلك تنهب خيرات هذا الشرق وتترك سكانه فقراء، عاطلين عن العمل يتخبطون في البحث عن لقمة العيش كل ذلك في ظل احكام قمعية تمنع حرية الرأي والكلمة في بعض البلدان.
مؤسسات العولمة تراقب ما يحدث وتصدر الدراسات حول وضع العالم العربي من المحيط الى الخليج، ولا تغفل في دراساتها هذه "الاخطار" الكامنة على مصالح من تمثلهم من قوى الرأسمالية الجديدة والليبرالية الجديدة. لكن اهم التوصيات التي تضعها ضمن هذه الدراسات والتقارير هو تسريع عمليات فتح الاسواق "للتجارة الحرة"، وتسريع مشاريع الخصخصة للممتلكات العامة والشركات الحكومية ورفع القيود والجمارك لتنطلق في مشاريعها الاقتصادية الهادفة الى نهب خيرات هذا الشرق. ونجد تعبيرا لذلك في تقرير البنك الدولي (تقرير التنمية في العالم 2004) الذي صدر نهاية العام الماضي حيث يؤكد ان على منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا اتباع سياسة انمائية جديدة تسير نحو "التحول من هيمنة القطاع العام الى هيمنة القطاع الخاص" و "التحول من الانغلاق الى مزيد من الانفتاح، من خلال تسهيل عملية الاندماج مع الاسواق العالمية"..
هذه اذن "وصفة الخلاص" من هذا الوضع المأساوي لعالمنا العربي تكمن في المزيد من الانفتاح.. والسؤال الذي يطرح: عن أي انفتاح يتحدث خبراء البنك الدولي يا ترى؟! أليس عن الانفتاح الاقتصادي الذي تسير على نهجه معظم الدول العربية اليوم.. ونرى ان ما اتى به هذا الانفتاح على الشعوب العربية والشباب العرب والاقتصاد العربي هو المزيد من البطالة والفقر واتساع الفجوة ما بين كبار الاغنياء الذين يستفيدون من هذه السياسة وباقي المواطنين العرب الذين يغرقون في بحر البطالة والفقر والضائقة الاجتماعية وبذلك تهيمن حالات التمزق واليأس في كافة البلدان العربية.

مرتبة أولى في البطالة!
تقرير منظمة العمل الدولية الذي اعدته المنظمة استعدادا لمؤتمرها العام الذي يعقد في التاسع من يونيو القادم والذي تتناول فيه قضايا البطالة والفقر، والذي تعتمد فيه على دراسة البنك الدولي التي ذكرناها سابقا يؤكد ان عدد العاطلين عن العمل في العالم وصل عام 2003 الى 185,9 مليون أي 6,2% من قوة العمل العالمية، زيادة نصف مليون عاطل عن العمل بالمقارنة مع عام 2002، الا ان نسبة البطالة في العالم العربي للعام الماضي بلغت حوالي 15% ولدى النساء 50%، بكلمات اخرى نسبة البطالة في العالم العربي اكثر من ضعفي معدلها في العالم، وعالمنا العربي معروف بأنه صاحب ثروات طبيعية كبيرة، كان من المفروض ان توفر للشعوب العربية خاصة ولجزء كبير من شعوب العالم فرص عمل لا حدود لها، (النفط).
الا ان المأساة الفظيعة نجدها في المملكة العربية المغربية وفي سوريا حيث تصل نسبة البطالة ما بين الشباب الى 37% وفي سوريا 73% والمعدل العام ان نصف الشباب العرب عاطلون عن العمل ومعظمهم من حملة الشهادات، "نصف الشباب في سن العمل في هذه المنطقة عاطلون عن العمل، نسبتهم تتراوح ما بين 37% في المملكة المغربية و 73% في سوريا ومعظم الشباب العاطلين عن العمل يحملون شهادات تعليم متوسطة او متقدمة.." (تقرير البنك الدولي).
طبعا، لقد أخذ هذا التقرير بعين الاعتبار وضع البطالة المتفشي في فلسطين حوالي 60% الا انه لم يشمل ما حدث في العراق والبطالة المرتفعة اليوم هناك وتصل ايضا حوالي 60% .

مئة مليون فرصة عمل!
تصل قوة العمل في منطقة الشرق الاوسط الى 104 مليون عامل (احصاء عام 2000) ومن المتوقع ان يبلغ العدد 146 مليون عامل عام 2010 والى 185 مليون عامل بحلول عام 2020 "مما يعني ضرورة خلق 100 مليون فرصة عمل جديدة في سنوات العقدين القادمين من اجل العاطلين عن العمل حاليا ومن اجل الباحثين عن العمل لأول مرة مستقبلا" (تقرير البنك الدولي). مجرد النظر الى هذا الرقم يثير الريبة لأنه يفوق ما اوجده سوق العمل العربي في الدول العربية خلال السنوات الخمسين الماضية، فمن اين سيوجد هذا السوق مئة مليون فرصة عمل خلال عقدين من الزمن، والدول العربية تعيش في وضع اقتصادي لا يبشر بالخير بتاتا، هذا بالاضافة الى الزيادة السكانية التي تصل الى حوالي ستة ملايين انسان مع الاخذ بعين الاعتبار التناقص في هذه الزيادة الذي اتسمت به السنوات الاخيرة.
هذا الوضع دفع كريستيان بورتمان، نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، الى التصريح بأن التحديات التي تواجه المنطقة بحاجة الى الاستنفار فورا "فالتحديات التي يجب التغلب عليها هائلة، كما انها شديدة التعقيد"..
نعم ان هذه التحديات في سوق العمل وحده تثير كل صاحب مسؤولية، وكان من المفروض ان تثير كل مسؤول هناك، ولذلك لم يتردد مدير عام منظمة العمل الدولية خوان سومافيا عندما حذّر في قوله بخصوص قضايا الاستخدام والبطالة بأن التوقعات ضبابية، "ومن المبكر القول ان الاسوأ قد انتهى".. وكأن به يريد القول والتحذير بأن الاسوأ الحقيقي قادم، خاصة وان منطقتنا العربية تعاني من عدم الاستقرار، مما يؤدي الى "هروب" الاستثمارات العالمية والعربية الى مناطق آمنة اكثر، مما يؤدي الى تعميق ازمة البطالة والفقر في المنطقة العربية.

سياسة متحيزة
لم يتورع مدير عام منظمة العمل الدولية عن التصريح بما يحتاجه هذا الوضع من علاج سريع، حيث دعت المنظمة في تقريرها "صانعي وواضعي السياسات" الى معالجة التحديات القائمة، مثل تكثيف النشاط ووضع البرامج الآنية والفورية من اجل ايجاد فرص عمل لهذا العدد الهائل من العاطلين عن العمل في الدول العربية. فنحن نتحدث عن اكثر من 15 مليون عامل بدون فرص عمل، عدد كبير منهم من الشباب حملة الشهادات، وتتحدث ايضا عن ملايين آخرين ممن يعملون بأجور فقر لا تكفيهم سد رمق عائلاتهم واحتياجاتهم اليومية ويفقدون الخدمات الصحية والتعليم بل يتحول اطفالهم الى سوق العمل والاستغلال بدلا من الجلوس على مقاعد الدراسة.
على ضوء هذا الوضع الخطير يفترض ان ينتفض كل مسؤول في العالم العربي من اجل وضع البرامج المنحازة لصالح هؤلاء العاطلين عن العمل وليس لارباب الرأسمالية. نعم سياسة منحازة للفقراء ايضا، لأن استمرار هذا الوضع بما في ذلك استمرار الزيادة في عدد العاطلين عن العمل "سيهدد النمو في المستقبل، فلا توجد أي دولة قادرة على تحمل استمرارية ارتفاع نسبة البطالة مدة طويلة، لأن ضعف الطلب سيؤدي الى الحد من النمو الاقتصادي".
وفقًا لما جاء في تقرير منظمة العمل الدولية. نحن نقدر المجهود الكبير الذي تقوم به منظمة العمل العربية في مجال وضع الدراسات للخروج من هذا الوضع المأساوي، وقد برز ذلك في دورتها الحادية والثلاثين التي عقدت في دمشق مؤخرا، لكن علينا الانحياز الى جانب هؤلاء الملايين ممن لا يجدون فرصة عمل لهم، ونعتقد ان هناك ضرورة الى القيام بتنظيم هؤلاء الملايين كي يتحولوا الى قوة لها تأثير فعّال على اصحاب القرار في الحكومات العربية ممن ينساقون مع سياسة العولمة والليبرالية الجديدة التي تنهب خيرات بلادهم وتترك شعوبهم بدون فرص عمل، بل والاكثرية الساحقة منها تعيش في فقر مُدقع.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء: البيت الأبيض يتعامل بواقعية مع تطورات ملف المفاوضات ب


.. لا?ول مرة - فيديو لفرقة العمال المصرية أثناء الحرب العالمية




.. بصوت منى الشاذلي.. قصة العمال المصريين الذين شاركوا في الحرب


.. وجه سياسي جديد لبريطانيا.. العمال يسحقون المحافظين في نتيجة




.. زعيم العمال -ستارمر- يصل إلى قصر باكنغهام ليُكلف من الملك تش