الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تصبح خيانة الزوج حقا ...وواجبا.

تانيا جعفر الشريف

2009 / 4 / 22
العلاقات الجنسية والاسرية


ألخيانة من أقذر المصطلحات الإنسانية المتداولة ومن أبشع السلوكيات التي ينتهجها بني البشر ويكفي أنها تخالف الأمانة,, وقبل كل شيء ليس هنالك أي سبب أو دافع أو حجة أو ضغط يدعو للخيانة الزوجية..

ولكي أحصر الموضوع في نطاق عنوانه.أقول ماقاله أستاذي الفاضل الدكتور أحمد الكبيسي أستاذ الشريعة الإسلاميةوالأحوال الشخصية قال في معرض حديثه بموضوع الزواج والطلاق (إن المرأةكائن غرقد تستدرج للخطأ دون معرفة العواقب بحسن نيتها المعهود)..كان هذا خلال محاضرته لنا منتصف الثمانينات في كلية القانون جامعة بغداد..
ولو أسلمنا بهذه الحقيقةمع تحفظي شخصيا من إن المرأة (أضعف)قدرة على مقاومة ما حولها بغض النظر عما يكون فأنها في نفس الوقت أكثر صبرا وتحديا لما يحيط بها من إغراءات وما أكثرها ..
أما الرجل فهو (جبار عنيد ) ينتابه الغرور لسلطة وسطوة ليس لها ما يبررها أملتها عليه حصرا قوته البدنية من ناحية والعرف الزائف ألذي يتحكم بالعلاقات العامة في الواقع الإسلامي للأسف وليس الدين أو التشريع السماوي من ناحية أخرى..
ولكن وما دمت بصدد الحديث عن سلوك شائن واحد من السلوكيات الشائنة الكثيرة الذي يمارسها الرجل وأحيانا المرأة .لماذا تخون المرأة وأقصد المرأة المسلمة في هذا البحث ؟ وهل ثمة ضرف أو موقف يصبح للمرأة حق بمقتضاه أن تخون زوجها.؟
بدءا لابد من القول إن الخيانة الزوجية سلوك واحدلايتجزأ فليس هناك خيانة زوج وخيانة زوجة وبالتالي فلابد من الحكم إبتداءا إنها سلوك مشين سواء بدر من المرأة أو الرجل ..
لكن هل فعلا إن النظرة الاجتماعية (العرف) أو القانونية أو الدينية تعالج الأمر على هذا الأساس أم لا؟
ألدين الإسلامي ساوى بين الطرفين في المدلول القراني للجريمة سواء في تعريفه أو في عقوبته أذ قال تعالى(الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولاتأخذكما بهما رأفة)..في حين إن القوانين الوضعية الاسلامية في معضمها فرقت في العقوبة حيث شددت العقاب على المرأة وخففته عن الرجل ولاأدري ما الحكمة أو العبرة في هذا الأمر طالما كا الجميع متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات ولكن..و طالما إني لست في معرض مناقشة هذا الموضوع من هذه الناحية فأكتفي بهذه الإشارة فقط ..
ألناحية الأهم والأخطر في جريمة الخيانة الزوجية تلك هي المتعلقة بالعرف الإجتماعي ونظرتة المتباينة لها .. إن الزنا جريمة ثنائية الممارسة واحتمال وقوعها وارد من شخصين أحدهما رجل هو الزوج وثانيها إمرأة هي الزوجة وحيث إن الخليقة البشرية وجدت ووجد معها حب الشهوات وخاصة ألجنس لذلك ينبغي التعامل مع الواقعة على إنها جريمة واحدة أيا كان فاعلها ولا داعي للكيل بمعيارين معها لأي سبب كان ...

ما الذي يدعو المرأة لخيانة زوجها ؟؟؟وسأعيد السؤال بصيغة مشابهة أخرى.لماذا تخون الزوجة زوجها ؟
ومتى يصبح زناها في واقع الأمر حقا؟؟رغم تحفظي شخصيا على طرح هذا السؤال؟؟؟
ألمجتمع الإسلامي عرفا ينصر الرجل في كل الأمور وخصوصا في موضوعة العلاقة الجنسية بينه والمرأة ..وهو على إستعداد لنصرة الرجل أيا كانت الوقائع التي تحصل ومن أيها كانت ..
أما المرأة فعليها أن تسكت وتسامح وتداوي جراحها بل وأن تدفن كبريائها بوحل القذارة التي خلفها زوجها على سريرها إن هي أرادت أن تحافظ على (ألأهم) أسرتها وبيتها وحماية أطفالها .أما إذا ارتأت أن تجازف فعليها تحمل العواقب لوحدها فالعرف يقول ليست هناك معادلة متساوية الأطراف .هناك رجل وهناك إمرأة وليس رجل وامرأة ..
أما المرأة إذا خانت فإن الموازين تنقلب والأعراف الإجتماعية تنسلخ والقيم الإخلاقية تثور وتفور ولاسبيل للتهدئة معها ولابد من إجراء سريع وحاسم..يحد ويقمع هذه الضاهرة ...
لقد عانت مجتمعاتنا الإسلامية وخصوصا العربية منها من السطوة المطلقة للرجل إلى الحد الذي أمسى كل شيء له مباحا ومبررا ..
يتناسى الرجل المتغطرس المتجبر وهو يعاشر أخرى إن له زوجة لايمكن أن تستمر بمداواة جراح خيانته وقد تنتقم .يتناسى أو يغفل إن إنتقام المرأة قد يصبح حقا لها في لحظة استسلام أو ثأر لكرامة مهانة لزمن طويل (من خانك فخنه) ..فلماذا تكون خيانتك حق وخيانتها جريمة خصوصا إذا كانت خيانتها رد فعل وليس بدء فعل ..
فالرجل الذي يخون زوجته مع صديقتها فرضا ألا يفرض واقعا محتملا وهو أن تخون الزوجة زوجها مع صديقه وما الفرق ولماذا نحمل المرأة في واقع متشابه من الوزر أكثر من الرجل ...
ألرجل الذي يعتبر أن من حقه أن يعيش مراهقا إلى الأبد أو يعيش مراهقة جديدة في مراحل معينة من عمره إنما هو يمارس حقه في عرفا ولكن هذا الحق ليس مكفولا للمرأة حتى لو فكرت مجرد تفكير به ..قرائي الكرام ما أقول ليس دعوة مني أو تحريضا ضمينا للمرأة لإتيان الرذيلة ولو بأبسط صورها لأي سبب من الأسباب إنما فقط لأشير إلى أن واقعنا الإجتماعي يسيره عرف خاطيء تبنته أيدي قانونية ودينية وجعلته منهجا حياتيا سلوكيا مفروضا ..فخيانة الزوجة هي جريمة بكل المقاييس الدينية والعرفية والقانونية ولكنها هي كذلك بالنسبة للرجل .كيف لرجل خائن أن يشعر زوجته بالإطمئنان ...
أقول إن من أقبح الأفعال التي تأتيها المرأة هي أن تتخذ من الخيانة ثأرا لخيانة زوجها ..
أعرف إن أكثر الرجال يخونون زوجاتهم ومع كثيرات وليس مع عشيرة واحدة ..ويعتبرون ألأمر سلوك طبيعي وإن أقروا في سرائرهم إنه غير صحيح ولكن ليتهم عزروا أنفسهم في لحظة استفاقة مع الذات ..هم لن يفعلوا ذلك ولو فعلوا سيرتدون ثانية وثالثة وعاشرة لماذا؟ لإن العرف الإجتماعي لن يردعهم لإنهم بمنتهى البساطة رجال ..
ولي أن أسأل رجلا (أي رجل) ماذا يتوقع من زوجة تغسل ملابسه الداخلية من مني غيرها في وقت هي أولى به منها أو منهن ..رجل يخونها متى ماشاء وكم ما شاء ونوع ماشاء .. اسأله ماذا تفعل لو سمعت مجرد سماع إن امرأتك تفكر مجرد تفكير إنها تريد أن تخونك لمرة واحدة ..اسألك وأعرف إنك أضعف من أن تجيب وستملي عليك غيرتك الزائفة الضالة إعتبار مجرد طرح السؤال خيانة وخسة مني لجبروتك الواهي الكاذب أيها الخائن للدم والعشرة والزوجة الطاهرة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تانيا وقضية
جيفارا ( 2009 / 4 / 21 - 20:37 )
رغم بساطة ألموضوع لكنة جوهري لأنة يتناول ألخيانة وألخيانة خيانة لاتقبل ألتأويل 0وطرح تانيا للموضوع لة بعد أنساني وهو لايشمل ألمرأة الشرقية وألرجل ألشرقي فقط وأن كان لة بعض ألامتيازات (ألكمركية )ولكن لننظر بموضوعية حتى ألمراة ألغربية ترفض خيانة زوجها لها وألرجل ألغربي كذلك يرفض خيانة زوجتة وأنكان أسلوب ألتعامل مع ألحالة يختلف00000 ولكن ألكل شرقيين وغربيين نساء ورجال 00يتعاملون مع حالة خيانة واحدة بنفس ألحالة وهي خيانة 00ألوطن 00وداعآ تانيا


2 - الرائعة تانيا
زينب محمد رضا الخفاجي ( 2009 / 4 / 21 - 21:50 )
اتعرفين ماهو تعليقي سيدتي...هذه المرة لا تعليق..لان الحالة هذه المرة مؤلمة جدا...سلمت رائعتنا منصفة لكل بنات جنسك...ممنونة


3 - لا داعي لتعليقاتي على كتاباتك !
عزيز قادر عبد الله ( 2009 / 4 / 21 - 22:54 )
الأخت تانيا ، أنا سوف لن أعلق على ما تكتبيه من مواضيع مهمة وذلك لأن أحد تعليقاتي السابقة على أحد مواضيعك لم ينشر على الرغم من أهميته والتعليق الثاني نشر ولم تردي عليه بالوقت الذي كان بحاجة الى رد منك!! أتمنى أن تتفاعلي مع القراء وشكراً لك على كل حال .


4 - الخيانه الوجه الواحدباتساع المكان والزمان
ناصرعمران الموسوي ( 2009 / 4 / 21 - 22:54 )
الست تانيا
ربما يعتقد البعض ان التشريعات الغربيةتنظر الى الخيانة الزوجية بنوع من الاتساع و بمناخ معصرن وأحيل أعزائي الى مواد القانون العقابي الفرنسي الذي استمد منه قانون العقوبات العراقي احكام المادة (4009)ما اريد ان اقوله ان الخيانه مفهوم واحد شرقا وغربا
اما بخصوص مفهومها وتمايزها بين الرجل والمراة ضمن اطار الرابطة الزوجية،فارى بان انعدام الثقافة الانسانية العامل المهم في شيوع الظاهرة إضافة لداء الدجل والازدواجية في طرح المفاهيم تنظيراً وعملا،والخلاصة إننا نتاج بيئه بحاجة الى تأهيل واعادة منظوماتها السلوكية من الالف الى الياء.


5 - جيفارا
تانيا جعفر ( 2009 / 4 / 22 - 07:56 )
لم أختلف معك من إن الجميع شرقيين وغربيين يتعاملون مع الخيانة الزوجية على انها خيانة ..إنما أنا أناقش الموضوع شرقيا من حيث العواقب المترتبه على هذا السلوك عرفا وقانونا ... القوانين الوضعية الغربيه لاتفرق بين الجنسين في واقعة الخيانة وكذلك اعرافهم التي ننتقدها للاسف ..
أعجبتني عبارتك من إن الخيانة الزوجية هي خيانة وطن ..لاتقل وداعا تانيا نحن نلتقي دائما
شكرا لك هذه المرة وفي كل مرة على على زياراتك ..


6 - زينب الخفاجي
تانيا جعفر ( 2009 / 4 / 22 - 09:02 )
أنا أعتذر لكل من يتألم وهو يقرأ بعض مأسي واقعنا المرير وشكلتنا إن الصدمة قد تفيقنا أكثر من سواها
تحياتي


7 - ألعزيز عزيز قادر
تانيا جعفر ( 2009 / 4 / 22 - 09:20 )
سيدي ...أولا وثانيا وثالثا تقبل عذري إذ لم اعقب على تعليقك يومه ربما لمشاكل فنية في النت ولأني لاأدخل نادرا ليلا لإنشغالي بعائلتي وسواها
رابعا :أعدك وهذا ديدني إنني لن أتردد في التواصل مع ما يردني من تعليقات وخصوصا تلك التي تخالفني .أقرأها باهتمام وارد عليها بنفس عميق لانك تكشف الوجه الحقيقي لما أكتب
أكرر عذري لك واكرر وعدي
تانيا


8 - أؤيدك ولكن أختلف معك
ألاخ ناصر المو سوي ( 2009 / 4 / 22 - 16:21 )
نعم أخي أنا معك إن القوانين الوضعيه في معضم دول العالم تنضر للخيانة الزوجية نظرة واحدة ...ولكن أسألك هل واقع الحال تطبيقا هو كذلك في المجتمعات الإسلامية وخصوصا العربية ...
ليس هنلك معيار إنساني في معالجة الموضوع مع الخائن ..نعم هناك إنحياز سافر للرجل بل إن بعض القوانين العربية تمادت لدرجة إنها نصت في خصوص جرائم غسل العار مثلا إن العذر يستفيد منه الرجل دون المرأة ..نزولا عند الاعراف التي (تحكم ) جزافا..
أصبت بقولك ينقص مجتمعاتنا الثقافة الانسانية وقبل اسمح لي بل وينقص رجالات ديننا هذه الثقافة التي تراعي انسانية الانسان قبل جنسه ..
ملاحظة كنت قد دونت لك تعقيبا على تعليقك الغني إلا إنني فوجئت بأنه لم ينشر فأثرت أن أدون لك ثانية فاعذرني لو وصلك التعقيبان
دمت وسرتني مداخلتك الرائعه
تانيا

اخر الافلام

.. لهذا قُتلت لاندي جويبورو التي نافست على لقب ملكة جمال الإكوا


.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن




.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س


.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز




.. الطالبة تيا فلسطين