الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقد ذهبت بعيدا

سعدون محسن ضمد

2009 / 4 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نعم يا دولة الرئيس، ولأبعد مما تحتمل مصلحة العراق، وإذا كنا نريد من وراء التقرب إلى العرب أن لا نترك العراق نهباً لإيران، فهذا لا يجب أن يصل بنا حدَّ أن (تُعَرْبِن) العراق أو نُفَصِّله على وفق مقاسات العنجهيات العربية الفارغة.
كنت أتمنى أن تكون الأنباء التي تحدثت عن رفض ملك السعودية اللقاء بك غير حقيقية أو مبالغ بها، لكنها إذا صحت فهذا يعني أنك منحت العرب فرصة للتعالي على العراق.
لقد كنت ضعيفاً بين الرؤساء العرب لأنك كنت الأغرب بينهم، فما أنت ـ بالنسبة لهم ـ إلا معارض سابق ورئيس وزراء حالي وعضو برلمان في المستقبل أو مواطن عادي.. وهذا ما يخيفهم، أن تتحول الديمقراطية في العراق إلى حقيقة، ويجلس ممثل هذه الديمقراطية معهم يهدد طغيانهم بالزوال. كنت غريباً بينهم لأنك جسم غريب بالنسبة لهم فهم رؤساء دائمون ما دام الليل والنهار، وأنت رئيس مؤقت. هذا هو منطقهم، لذلك هم مجموعة أشخاص، وأنت بلد كامل، أنت تمثل العراق وهم يمثلون أنفسهم، عنجهياتهم وفراغهم.
في القمة العربية الأخيرة لم يحضر إلا بلدان عربيان هما العراق ولبنان. أما بقية الحاضرين فمجموعة أشخاص فقط.. لذلك ظننت أن على العراق أن يسعى للتقرب من المحيط العربي من منطلق قوة، لكن يبدو أن الذي حدث هو العكس، ولا أعرف السبب.. فليس لدى العرب ما يقدمونه للعراق. هذا إذا كان العراق بحاجة لهبات عربية. العراق لا يحتاج العرب بقدر ما أنهم بحاجة إليه، وإذا كان العرب يرتعدون خوفاً من إيران، فمن مصلحتهم أن يكسبوا العراق لصفهم؛ لأنه مدخل إيران إليهم لو كانوا يفهمون هذه الحقيقة.. وإلا فماذا يستطيع العرب أن يقدموا للعراق؟
هل نحتاجهم اقتصادياً؟ سياسياً؟ أمنياً؟
العرب ضعفاء بكل هذه الميادين. هناك قطبان عربيان، قطب اقتصادي هو السعودية وقطب سياسي هو مصر. أما الاقتصادي فلم يستثمر أمواله استثماراً ناجحاً في يوم من الأيام، حتى أنه لم يؤسس لإعلام قوي إلا بعد أن أوشكت قطر على التهامه من خلال قناة الجزيرة. السعودية لديها أموال لكنها لا تعرف كيف تحولها إلى قوة. فماذا يمكنها أن تقدم لنا، بالأحرى كيف استطاعت أن تخيفنا وتضطرنا للبحث عن رضاها؟
أما القطب السياسي فلم يكسب حروبه السياسية يوماً، ولا حتى تلك التي خاضها ضد العصابات المسلحة.. وسواء أكانت هذه العصابات شيعية أم سنية.. ومن المعقول أن تحقق العصابة نصراً عسكرياً على الدولة، لكن من غير المعقول أن تحقق نصراً سياسياً عليها. فهذا يعني أن تلك الدولة تعاني من خلل سياسي مضحك. وهذا ما حصل في الحروب السياسية التي خاضتها وتخوضها مصر مع حماس وحزب الله.
وبالمناسبة فكلا القطبين العربيين السياسي والاقتصادي لم ينتصراً ـ متحدين ـ على أي من أعدائهما المشتركين، لم يحققاً نصراً مهماً لا على إيران ولا على سوريا ولا حزب الله ولا حماس.. لا شيء يذكر سوى الفشل والفشل الذريع.
لذلك أعتقد أنك ذهبت بعيداً، وأعتقد أن أفضل منطق يمكن التعامل وفقه مع السعودية وبقية الدول العربية هو منطق القذافي، أو منطق نجاد إذا لزم الأمر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت ياسعدون
امين يونس ( 2009 / 4 / 21 - 20:05 )
نعم ياسيدي ..كفى ،فلقد بلغ السيلُ الزُبى .فحتى الكويت تتدلل علينا وتفرض شروطاً مُهينة للتعامل معنا !الاردن الصغيرة بكل شيء تُزعجنا في سيطراتها البرية ومطار عمان بينما تُرحب بالأحضان بالإسرائليين .سوريا ما فتئت تُسّهِل عبور إرهابيي السعودية من اراضيها لِقتلنا !الجزائر التي دعمنا ثورتها بكل شيء تعتبرنا عملاء للأمريكان
إذا كان اخواننا على هذه الشاكلة ، فإيران وتركيا معذورتان بما يفعلان


2 - امين يونس
سعدون ( 2009 / 4 / 22 - 09:48 )
شكرا على اطرائك سيدي العزيز وكنت اتمنى ان يكون للعرب موقف مغاير لعراق خال من صدام، من السعودية على الأقل.. السعودية التي كانت ترتعد فرائصها أيام غزوه الكويت.. لكن يأبى أهلنا من العرب إلا أن يكونو متناقضين مع مصالحهم دائما. تصور حتى الكويت مترددة في دعم عراق ما بعد صدام ولا اعرف لماذا، هل تريد للتجربة ان تفشل من اجل ان يسيطر على العراق بطل جديد ينظر لحدودها بمطامع سخيفة؟

اخر الافلام

.. قذائف إسرائيلية على غزة في أول أيام العيد بالرغم من إعلان -ه


.. جزيرة إيطالية توفر إقامة مجانية لثلاث ليالٍ ولكن بشرط واحد




.. حريق هائل يدمر فندق ماريسفيل التاريخي في ولاية كاليفورنيا


.. جبهة لبنان – إسرائيل.. مخاوف من التصعيد ودخول إيران ومساعٍ ل




.. هل تنضم إيران إلى حزب الله في حرب شاملة مع إسرائيل؟| #الظهير