الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة العراقية بعد التاسع من نيسان 2003 الواقع والممكنات

جاسم الصغير

2009 / 4 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


طيبة الكلمات تعبر عن الثقة
وطيبة الافكار تدل على مالها من عمق
" لاوتسة"

تمثل الثقافة جزء هام من وعي وكينونة المجتمع لانها تعبر عن الذات الانسانية وهي الجذر لكل الظواهر الاجتماعية وبتنوع انساقها وامتدادها افقيا وعمودياً وهذا التحديد يربط مفهوم الثقافة بالمجتمع لان مفهوم الثقافة في اللغة العربية ناتج عن ارتباط هذا المفهوم بظروف البيئة والمجتمع على خلاف مفهوم الثقافة في اللغة الانكليزية والذي ينطلق من ارتباطه بالفكر والعلوم وقوانينها وتنظيراتها من هنا الحديث عن الثقافة العراقية بمثقفيها ومؤسساتها ودورها في المجتمع ومدى تأثرها استيعابها لممكنات التغيير بعد 9-4-2003 وسقوط نمط الثقافة الشمولية يمثل تاريخ التاسع من نيسان حدثاً مفارقاً في التاريح السياسي والثقافي العراقي ان التغيير السياسي الذي حصل حمل الثقافة العراقية التزامات كبيرة في المساهمة في دور التغيير المطلوب منها واعادة ترميم جسدها المثقل بافرازات العقود الديكتاتورية ومن ايجابيات هذا التغيير انه ساهم في تحرر العقل الثقافي العراقي من سمات التفكير الشمولي ولكن ليس بالمستوى المؤمل والمنتظر منه وكان مؤمل منه نقد الذات الصادق والشفاف ولكن الصارم كي يتم طرح ماعلق بها من ادران الماضي القسري واعادة رسم خريطة المشاركة والحضور للمشهد الثقافي العراقي والارتقاء به نحو آفاق رحبة وعبر استحضار الادوات المناسبة لهذا الدور وزيادة تماسك الهوية الثقافية العراقية والسموبها فوق الهويات الضيقة الافق التي ظهرت في الساحة الاانه ومع الاسف الشديد رأينا ضمور تأثير الثقافة العراقية وبؤس حركتها وتجلى ذلك في مسايرتها لواقع المحاصصة الطائفية السيئة الصيت في مؤسسة هامة كوزارة الثقافة العراقية منذ عام 2003 ولغاية الان وهذا ماأصابها بمقتل وهي الوزارة او الجهة التي كان من المفترض ان تسمو على هذه السياسات غير السليمة لاسياسياً ولاثقافياً وتبتعد عنها بصورة نهائية ونحن بالطبع لانحصر الثقافة العراقية بوزارة الثقافة فقط ودورالثقافة العراقيةاوسع بالتاكيد لكن تبقى الوزارة مؤسسة هامة يؤمل منها الكثير ولذلك يبقى الالتزام الكبير للثقافة انطلاقا من مفهومها النقدي هو تعرية الظواهر الشاذة في المجتمع وليس تلميع ذلك المجتمع ومحاولة اظهاره على غير حقيقته يقول المفكر كايلان( كل فكرة كبيرة ليس من شروطها ان تجعل المجتمع اكثر تحضراً بل ان تفضح دوماً صحة المجتمعات بلا رحمة) وهذا هو دور الثقافة النقدي المتواصل الحقيقي لكي تبعد وتقصي الظواهر التي تشكل حواضن لامراض تزيد علة المجتعات فكيف اذا كانت الثقافة بمؤسساتها ذاتها تعاني من هذه الادران والامراض وفي الحقيقة اثرت هذه المحاصصة الطائفية سلباً على صيرورة الثقافة العراقية من حيث الاهتمام بنتاج المثقفين وتوسيع افاقه ومن حيث الحضور والنشاطات الثقافية وتمثل ذلك في المهرجانات التي تقام وسوء التنظيم الذي عانت منه والذي اشتكى منها مثقفين عراقيين كثر ان الثقافة ترتبط بمفهوم الوعي وهذا الوعي يحتم على الثقافة العراقية ان تخرج من تمترسات الخنادق الطائفية وان تكون اكثر قرباً من ايقاع المجتمع لانه ومثلما يقول الناقد مصطفى اعراب ( الوعي يمتلئ ويمتلك جسمه عبر حضوره الدائم وسط الاشياء )وثمة امر آخر مازالت الثقافة العراقية تعاني منه يتمثل في طغيان العقلية السلطوية للعديد من ممن يشرفون على المؤسسات الثقافية وهو جزء من اثار الماضي السلطوي والمفاهيم التربوية الخاطئة وافرازات تلك الحقب وهو عيب كبير في تركيبة وبنية الثقافة العراقية لان المرحلة تتطلب فضاءاً وروحاً منفتحة وتؤمن بحق الاختلاف وبمشاركة ودور الاخر ولان لاثقافة بغياب الاخر وهذا الامر لايمكن ان يتم وكما يقول الدكتور علي الدين هلال ( الا اذا حدث انقلاب ثقافي في حياتنا العقلية نتخلص بمقتضاه من التصور السلطوي للعالم وان نـخذ بالليبرالية منهجاً في الفكر والحياة) ورغم هذه السمات السلبية العالقة في مسيرة الشهد الثقافي العراقي وهذا امر طبيعي لاي مجتمع ودولة مرت بفترات طويلة من الاستبداد السياسي وحالنا يشبه حال كثير من المجتمعات والدول التي مرت بنفس الظروف الا ان الذي نختلف عنهم قليلا هو توجههم ونشاطهم المتواصل من اجل القضاء هذه السمات السلبية ومن هنا الامل بمعالجة جادة لاوضاعنا الثقافية ويجعلنا نتفائل بالمستقبل والذي يجعلنا نتكلم عن هذه السمات السلبية وضورة معالجتها هو اعتزازنا بتاريخ ودورالثقافة العراقية المنشود في التغيير الثقافي في المجتمع وانطلاقاً من المقولة التي اطلقها رائد التنوير والحداثة الاوروبية عمانوئيل كانت ( يتعين على كل شئ ان يخضع لمحك النقد).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بعد التاسع من نيسان
هادي العلي ( 2009 / 4 / 23 - 08:01 )
ان العربيه في العراق ثقافة متشكله عبر مراحل تاريخيه بصنوفها الادبيه اللسانيه والفنيه اضافة الى الفكريه والعلميه وهي ثقافه وريث ثقافات اكثر مما هي عرقية ,كما انها ليست دين او مذهب او عقيدة او ايديولوجية فهي جامعة تراثيه لكل ذلك وغيره من ميادين الثقافه وان الحفاظ عليها هو حق تاريخي تراثي يعبّر عنه بالهويه وان اجتثاثها او تنحيتها لصالح اصطفافات عرقيه مذهبيه هي عملية تذويب للكلي في الجزئي, وهي علة العلل الان , اني اراك يا اخي تتجنب حتى الاشاره الي ذلك وهذه الطروحات لا تخدم الثقافه العراقيه

اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا