الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في خمسينية أول تنظيم للجالية العراقيىة في ألمانيا

صادق البلادي

2009 / 4 / 23
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق



أقامت جمعية الطلبة العراقيين في ألمانيا يوم السبت الماضي 18 نيسان احتفالا بمناسبة الذكرى الخمسينية لتأسيسها
وكان لي شرف الحديث في هذه الفعالية عن ألجالية العراقية وسنوات التأسيس الأولى فورد في الحديث أنني
أعتقد أن ألمانيا لم تخل من العراقيين منذ القرن التاسع عشر على الأقل. فقد كان العراق جزءا من الامبراطورية
العثمانية، وكان العثمانيون على صلات طيبة مع ألمانيا القيصرية ، إن لم نقل أنها وقعت تحت هيمنة الإمبريالية
الألمانية نهاية القرن التاسع عشر/ أوائل القرن العشرين، حيث حصلت ألمانيا على امتياز مد سكة حديد برلين _بغداد
وحق البحث واستخراج النفط على جانبي السكة الحديد . ونحن -- الديمقراطيين اليساريين—لحد الآن نعتبر أن حسين
الرحال أول عراقي كان في ألمانيا زمن الحرب العالمية الآولى ، وعاد الى العراق بعد ثورة نوفمبر وسقوط القيصرية.
لكن المعروف الأن هو أنه كان على صلة مع وليد الخالدي.

ومن المعروف أن عددا غير قليل من العراقيين قد درسوا في المانيا قبل الحرب العالمية الثانية ومنهم د. جواد علي الذي
نال شهادة الدكتوراه من جامعة هامبورغ في أطروحته عن المهدي المنتظر، ود.يوسف عبود ، ود.عبد الحميد الهلالي ،
ود. جواد الديواني، ود.علي الصافي ، و المذيع الشهير يونس بحري ، ومن المحتمل د. سامي شوكت ، وكثيرون غيرهم.

بعد الحرب العالمية الثانية كان ثمة وجود للدارسين العراقيين في بريطانيا وفرنسا ، في فرنسا انخرطوا في العمل ضمن
رابطة الديمقراطيين العرب ، وفي بريطنيا تأسست جمعية الطلبة العراقيين في المملكة المتحدة عام 1952 ، وفي عام 1953 تأسست جمعية الطلبة العراقيين في النمسا.، ونطمت الجمعيتان مع الطلبة العراقيين في فرنسا وبلجيكا وسويسرا
في صيف عام 1954 أول " ملاقاة الطلبة العراقيين خارج الوطن ".

وعندما قامت حكومة نوري السعيد بحل البرلمان وعقد حلف بغداد كانت رابطة الطلبة العراقيين في النمسا ضمن التنظيمات الوطنية الديمقراطية في الداخل والخارج التي عارضت هذه السياسة، وامتد الارهاب بقرار الحكومة
بوجوب مغادرة فيينا ، والا قطع التحويل الخارجي وعدم تجديد جواز السفر الأمر الذي دفع بالكثيرين الى مغادرة فيينا
عام 1955، وانتقال الغالبية الى ألمانيا، والى زيادة توجه الطلبة العراقيين لاحقا الى ألمانيا بدل النمسا.

وتحاشيا لاصطدام جديد مع السلطات العراقية وشدة معاداة الشيوعية في ألمانيا الغربية ومع تنامي حركة التحرر العربي
بقيادة عبد الناصر توجه الطلبة العراقيون الى تأسيس روابط للطلاب العرب في عدد من المدن الألمانية والعمل من خلالها،
وتتوجت هذه النشاطات بتأسيس اتحاد الطلاب العرب في ألمانيا عام 1975 في مدينة بون.

وكان هناك تنظيم ديمقراطي للعراقيين في ألمانيا يوجه وينسق نشاطاتهم داخل اتحاد الطلاب العرب .

ومع ثورة 14 تموز، وخاصة بعد تفجر الخلافات مع الجمهورية العربية المتحدة ( مصر و سوريا ) برزت مهمة الدفاع عن ثورة 14 تموز، ولم يعد ذلك ممكنا من خلال اتحاد الطلاب العرب ، بدأ التحضير لتأسيس جمعية الطلبة العراقيين في
ألمانيا الغربيية ، ومن ثم انعقاد المؤتمر التأسيسي للجمعية في مدينة ماينز أواخر عام 1958/ أوائل عام 1959. وكانت
أهداف الجمعية كأهداف اتحاد الطلبة العراقي العام أهدافا طلابية مهنية ووطنية.
وفي السادس من كانون الثاني عام 1959 ، ذكرى تأسيس الجيش العراقي ، الذي قاد انقلاب /ثورة 14 تموز المجيدة
أرسلت الجمعية برقية تهنئة بالمناسبة نشرتها الصحف العراقية.
ومع اشتداد الخلاف مع القوى القومية ومع الجمهورية العربية المتحدة اتخذت الحكومة المصرية أجراءات تعسفية بحق
الطلبة العراقيين الدارسين في مصر فأرسلت سكرتارية الجمعية رسالة احتجاج الى وزير التربية في الجمهورية العربية
المتحدة السيد كمال الدين حسين ، تستنكر فيها تلك الاجراءات مطالبة بوقفها. وقد أجاب السيد كمال الدين حسين برسالة
نفى فيها القيام بإجراءات ضد الطلبة العراقيين ،وأن لا صحة لمثل هذه الأنباء. ولم يكتف السيد الوزير بإرسال الرسالة
الى الجمعية ، بل طلب تعميمها ، فقامت السفارة المصرية واتحاد الطلاب العرب بطبعها ونشرها في ألمانيا ، واستنادا
على هذا الجواب قام المذيع أحمد سعيد ، المذيع في إذاعة صوت العرب القاهرية ، الإذاعة العربية الواسعة الانتشار
بإذاعة التعليقات والتهجم على الجمعية والتحريض ضدها ، ضمن حملة الإذاعة ضد ثورة تموز. والطريف في الموضوع
أن أحمد سعيد كان يتوجه في تعليقاته مخاطبا : يا صادق البـلا وي ، بدل البلادي، أستمرارا للخطأ الوارد في جواب وزير التربية المصري، خطا متعمد أم خطأ طباعي؟

كانت غالبية العراقيين في ألمانيا من الطلبة فكانت الجمعية أول تنظيم للجالية العراقية في ألمانيا ، خاصة وأنها وسعت نظام العضوية فيها ليشمل العراقيين الذين قدموا للتدريب المهني . واستمرت الجمعية منذ تأسيسها في السعي لتحقيق مهامها
الطلابية والوطنية كجزء من اتحاد الطلبة العراقي العام، فتحقق في تلك الأيام زيادة المنحة الدراسية للدارسين على حسابهم الخاص من 15 دينارا الى عشرين دينارا. وساهمت في النشاطات المدافعة عن ثورة تموز ، وفي معارضة انقلاب شباط 1963 والتنديد به. واستمرت في عملها ضد الحكم الفاشي حتى انهياره عام 2003 . وما تزال هذه الجمعية مواصلة العمل
دون انقطاع ، حتى في فترة تجميد عمل المنظمات الديمقراطية استمر عمل العديد من أعضائها ضد النظام الفاشي.

في ظروف عمل الجمعية لم تتمكن من الاحتفاظ بأرشيف لها ، فمن الصعب وبعد هذه الفترة لبلوغ الجمعية عيدها
الذهبي تذكر أسماء جميع الذين شاركوا في المؤتمر التأسيسي وفي السنوات الأولى من عمرها حيث كنت سكرتيرا
للجمعية أو عضوا شبه دائم في لجنتها التنفيذية حتى انتقالي الى برلين عاصمة ألمانيا الديمقراطية عام 1964، والعمل
في جمعية الطلبة العراقيين في ألمانيا الديمقراطية ، وكان آخر عمل طلابي أشارك فيه هو التحضير وإقامة " الملاقاة
الثانية للطلبة العراقيين خارج الوطن " في روستوك في صيف 1970 . بعد المهرجان رجعت الى العراق حتى خريف
1978 حيث عدت ثانية الى ألمانيا ، ولم أشارك في عمل الجمعية ثانية سوى حضور اجتماع للمجلس الاداري في غوتنغن
في التسعينات أثناء زيارة للمرحوم د.باقر الوعد أحد أعضاء المؤتمر التأسيسي لاتحاد الطلاب العرب في بون، والمؤتمر التأسيسي لجمعيتنا في ماينز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ