الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة الطوبجي ضد الصابئه المندائيين وموقف الشرفاء المطلوب للتضامن معهم في محنتهم

عربي الخميسي

2009 / 4 / 23
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


لم تكن هذه الجريمة البشعه الاولى من نوعها ، التي ارتَكبت بحي الطوبجي من بغداد يوم الاحد الموافق 19 من نيسان الحالي بحق ابناء طائفة الصابئه المندائيين المسالمه ، التي راح ضحيتها بدم بارد ثلاثة من ابناء الطائفه الابرياء وجرح اثنان منهم ، والاستيلاء عنوة على اموالهم ومصوغاتهم من الذهب والفضه بعز النهار ، وعلى مرآى ومسمع من مسئولي الامن القريبين من موقع الحادث في ذلك الوقت ، كما تروي وسائل الاعلام العراقيه ... !!! نعم لم تكن الاولى ، .. في مسلسل الاغتيالات وافعال الغصب والنهب والارهاب المنظم والتهجير والخطف والتهديد وكل انماط العنف والاجرام ..! ولن تكن الاخيره فقد سبقتها حوادث مماثلة عديده اكثرخسة وبشاعة يندى لها الجبين، على طول البلاد وعرضها ، حيث يتواجد افراد هذه الطائفه المغلوب على امرها ، ومنذ الايام الاولى للاحتلال ، وللحفاظ على حياتهم اضطروا الى اللجؤ والرحيل الى مدن كردستان حيث الامان الذي وفرته لهم حكومة كردستان مشكورة ... اما القسم الاخر منهم فضل مَكرها عبور الحدود نحو المجهول ، والى دول الجوار سوريا والاردن كمرحلة اولى ... وقد اكتظت بهم مدن هاتين الدولتين ، وهم بوضع لا يحسد عليه من حالات العوزالمادي ، وسؤ الاحوال السكنية ، والصحية ، وحرمان اولادهم من متابعة دراساتهم ، بعد ان فقدوا كل شيئ ، وبقوا بهذا الوضع المزري بانتظار قبول لجؤهم من قبل دول العالم وليس لهم خيار اخر .
وربما هناك من يقول ان الحاله هذه لا تقتصر على ابناء المندائيين وحدهم ، الا اني اخالف هذا الراي جملة وتفصيلا ، ويمكنني توكيد رايي بكل بساطه ، ففي هذه الواقعه المشينه أستَهدِفت محلات الصياغه في حي الطوبجي العائده لأصحابها من المندائيين ، في حين ان هناك العشرات وربما المئات من محلات الصاغه من المسلمين ، في الكراده الشرقيه ، والكاظميه ، والبياع ، وشارع فلسطين ، والاعظميه وغيرها من الاسواق ، وهي تعرض الاطنان من المصوغات الذهبيه ، فلماذا لم تحدث حالة غصب واحده ...؟ نعم واحده في اي منها ولم نقل حالة قتل .. ؟ اليست محلات المندائيين هي التي تستهدف تحديدا .. ؟ لأنهم مستضَعفًًًين ؟ ولا حول لهم ولا قوة ..؟ ولا يملكون المليشيات ولا يحملون السلاح ...!
ودليل ثان ، هو ان العشرات من ضحايا الارهاب وسلب الاموال ونهبها وقعت على ابناء هذه الطائفه في مدن العراق المتفرقه ، منها في البصره والكوت وفي داخل بغداد في حي البياع وحي العامل وحي الرساله الثانية والمشتل والشعب وغيرها ، ولم يقبض على اي من الفاعلين المجرمين في جميعها ، وكالعاده قد اغلق التحقيق بها لمجهولية فاعلها فما هو التفسير المنطقي لهذا الوضع المريب ..؟
من كشف الحاله اعلاه بشكل مقتضب ، يمكن ان نخرج بنتيجه واحده ، وقد تبدو فاجعة ان صدقت التكهنات والاستنتاجات ، حين يتضح ان هناك عداء طائفي موجه وفق تخطيط خفي لأجتثاث المندائيين وقلعهم من جذورهم العراقيه الاصيله الممتده عمقا بالارض والتاريخ وبدجلة الخير وشواطئ مياه الفرات وتصفيتهم امواتا او تهجيرا والى الابد ....!
دولة القانون في العراق ان صحت الاخبار ، تمكنت من القاء القبض على بعض المجرمين ممن ارتكبوا جريمتهم المخزيه موضوع حديثنا هذا ، وهو عمل مطلوب يقع ضمن مسؤولياتها لحماية ارواح مواطنيها ، الا اننا نخشى امرا اخر ، وهو ضرورة حماية ذوي الضحايا من الابتزاز والتهديد العشائري والضغوط التي ستفرض عليهم غصبا بالتهديد والوعيد وباستخدام القوة للتنازل عن حقوقهم الشخصية او قبول ما يسمى ( الفصل العشائري ) ، وبهذا ستموت القضيه وينتهي كل شيئ ويخرح المجرمون ثانية ويعودوا لأرتكاب جرائمهم نفسها

انني ادعو مخلصا كل اخيار العالم من احزاب وطنية وقوى ديمقراطيه وتقدميه ومؤسسات وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان وكل الشخصيات الشريفه من مثقفات ومثقفين واساتذه افاضل من كافة المكونات السياسيه والاثنية والدينية من نساء ورجال داخل العراق وخارجه والذين وقفوا مشكورين متضامنين مع المندائيين في محنتهم واستنكروا وادانوا هذه الجريمة المقرفه المرتكبه بحق ابنائها .. ادعوا الجميع تاييد المطاليب المشروعه التاليه التي اراها ضروريه لحماية ابناء الطائفه المندائيه ودعم مسيرتها السلميه وفق معطيات الدستوروحقوق المواطنه
1 - متابعة التحقيق بهذه الجريمه الشنيعه والاشراف على سير التحقيق من قبل وزارتي العدل والداخليه حتى احالتها الى المحاكم المختصه وانزال اشد العقوبات بحق هؤلاء النفر الضال من المجرمين واعلان ذلك للملأ
2 - تامين الحمايه اللازمة لذوي الضحايا المغدورين والقاء القبض على كل من يقوم بتهديدهم والضغط عليهم من اجل التنازل عن حقوقهم الشخصيه
3 - تامين الحمايه اللازمه لأبناء طائفة الصابئه المندائيين عامة والتفتيش عن سبل تحقيق هذه الحمايه
4 - تشكيل لجنة مختصه لدراسة حالة التهجير القسري التي طالت ابناء الطائفه واسبابها الخفيه
5 - حماية ممتلكات ابناء الصابئه المندائيين من المهاجرين والمهجرين والتي قامت بعض العناصر باحتلالها دون وجه حق
6 - تقديم الدعم المادي لؤلئك المهجرين البائسين القابعين في بلدات ومدن دول الجوار في سوريا والاردن
شكرا لكل الاخيار والسلام
الحقوقي عربي الخميسي
نيسان / 2009











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خفافيش الظلام
jasim ( 2009 / 4 / 23 - 04:17 )
شكرا لك .ماذا يريدون خفافيش الظلام من العراق... اولا اليهود و بالامس المسيحيون واليوم الصابئة..وغدا اللذين يرتدون ربطة العنق والسراويل القصيرة...يريدون بغداد تتحول الى اكداس من جوادر اللطم والنوح...اناشد اهالي الطوبجي الاحرار والذي عشت معهم اجمل ايام طفولتي بالخروج بمظاهرة سلمية ضد هذه العلمية الجبانة ..واتوسل اليهم بحماية اخواننا الصابئة


2 - معكم بالمطلق يا أهلنا
سمير طبلة ( 2009 / 4 / 23 - 13:50 )
لا يمكن لأي انسان، يملك ذرة انسانية، إلا ان يدين هذه الجريمة البشعة، وكل الجرائم المرتكبة بعراقنا المُبتلى اليوم. وعار ان تجري مثلها أمامنا، وعار على حكومة تتقاتل على المناصب والامتيازات، ولا تحمي ابنائها. وأنتم، يا أهلنا الصابئة الطيبين في القلب، ومعكم بالمطلق.

اخر الافلام

.. خارج الصندوق | محور صلاح الدين.. تصعيد جديد في حرب غزة


.. وفاة أثقل رجل في بريطانيا




.. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستقبل معلمته بالمرحلة الثانوية


.. تفاعلكم الحلقة كاملة | رئيس ستاربكس السابق ينتقد الشركة وبوي




.. الحكومة الإسرائيلية للعربية: دخولنا رفح لا يعد انتهاكاً لاتف