الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-كل الحق- على الرئيس عباس!!؟؟

نادية عيلبوني

2009 / 4 / 23
القضية الفلسطينية


شيء مثير وممتع ، أن يقرأ المرء لبعض الكتاب الفلسطينيين. هذا البعض –أطال الله في عمره- لا يضن علينا بروح الفكاهة. وهو يمتعنا لنضحك من قلوبنا من مستوى السذاجة التي وصل إليها العقل الفلسطيني في تعامله مع السياسة .ونحن حقيقة نحتاج ، أمام عبوس الواقع الفلسطيني ،ومأساويته، ومرارته، أن نضحك قليلا . حقا أن شر البلية ما يضحك.
أخيرا عثرنا من خلال مبضع هؤلاء التحليلي، على السبب الحقيقي لكل المأساة الفلسطينية . لا بل واستطعنا أن نشخص سبب رفض إسرائيل القبول بحل الدولتين. كما تمكنا بفضل هؤلاء الفطاحل والنوابغ من الصحافيين، أن نعرف سبب استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات، وإقامة الحواجز ،والاستشراس في مواجهة الفلسطينيين. " كل الحق على الرئيس الفلسطيني محمود عباس " ونحن لا ندري!!
هكذا خلص أحد الكتاب في مقالة له على صفحات آراء حرة . ولنا أن نعرف ما فعله الرئيس عباس ، من فعلة أدت إلى ضياع الحق الفلسطيني .قبلة عباس لأولمرت هي السبب !!!!كما أن تهنئة أبو مازن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمناسبة عيد الفصح ، هي القشة التي قصمت ظهر البعير ، كما يقال. وهي التي أتت على كل الآمال الفلسطينية .وهي التي أدت إلى تعنت إسرائيل واستمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني؟؟؟!!!
مرحى ... مرحى...
وشكرا جزيلا لمن أنار طريقنا الوطني ، بعد أن كنا مضللين. لقد فاتنا حقا ، كل هذا . ولولا أن الله منّ علينا بالأدمغة الكبيرة التي يحملها بعض كتابنا ، لما كنا عثرنا على أسباب ما نحن فيه من هزائم وانكسارات.
اقرأوا ما يقوله لنا هذا الكاتب المتنور بالنص، وهو يتبنى ما جاء على لسان أحد قادة حماس حرفيا أيضا:"إن هذه التهنئة ( المقصود تهنئة عباس لنتنياهو بعيد الفصح اليهودي)،فتحت ثغرة في التماسك العربي ، كأضعف رد على التشدد الإسرائيلي الرافض لمجرد فكرة دولتين لشعبين،"ثم يتابع الكاتب "لقد قدم عباس القبلات واللقاءات والاجتماعات وكلها مثلت تغطية إعلامية وسياسية للسيد أولمرت ليواصل حصار غزة وتهويد القدس وإقامة الحواجز ومواصلة الاستيطان"!!!
إسرائيل إذن، كانت تحتاج إلى قبلة عباس وتهنئه ، لبناء كل مخططاتها والمضي بها قدما . والتماسك العربي المزعوم ، هو الآخر أيضا،كما يرى الكاتب، تلقى طعنة في الصميم بسبب عباس وقبلاته وتهانيه.
يا الله ...ماذا فعلت يا سيادة الرئيس ؟ !!لقد كان العرب جميعهم متكاتفون ، ويد واحدة ، وقلبهم جميعا، على فلسطين وأهلها ، وكادت جحافلهم أن تطيح بالكيان الغاصب لولا قبلتك وتهنئتك التي " فرشكت" كل الانتصارات ، وفتت الصف العربي وقسمته.
سامحك الله ا أيها الرئيس!!
لقد كنا نتصور، قبل أن يمنّ علينا المتنورون من قادة "حماس" وكتابها ، أن ميزان القوى المختل لغير لصالحنا هو السبب في كل ما تفعله إسرائيل بنا من ممارسات . لقد شطحنا حقا ،في الخيال ، عندما تصورنا، أن قوة إسرائيل الاقتصادية والعسكرية وعلاقاتها الدولية المتينة والمتميزة مع الدول الكبرى، هو الذي جعلها تستقوي إلى هذا الحد على الحق الفلسطيني.
وربما كنا معتوهين لأننا تصورنا ، أن ضعفنا في شتى المجالات هو الآخر، كان سببا بديهيا، لاستئساد إسرائيل وعنجهيتها وضربها بعرض الحائط بالحقوق الفلسطينية والقرارات الدولية؟
كم كنا مخدوعين!!
كم خدعتنا تصوراتنا البدائية والساذجة، عندما اعتقدنا أن قدرة إسرائيل الفعلية في السيطرة على كل مقومات حياة الفلسطينيين، من ماء وكهرباء ووقود وغذاء ومعابر وموانىء، ومطارات ، هي من أهم الأسباب الفعلية التي تجعل الفلسطينيين في موقع الضعف.
إذن، كل ما تصورناه من أسباب ممارسات إسرائيل ،لم يكن إلا محض هراء ووهم ؟
لا بأس إذن، أن يزمجر الرئيس . وليس هناك حرج من أن يصرخ في وجه الإسرائيليين. وأن يعبس. وأن لا يصافح أحدا منهم. وأن يشتمهم كلما سنحت له الفرصة. وإذا كانت لغة الجسد لدى الرئيس الفلسطيني هي التي ستغير كل قواعد اللعبة، وتقلب كل موازيين القوى، بحسب بعض كتابنا ، فلا بأس أن ننصح الرئيس بتغيير ملامح وجهه. كما ننصحه بالضرب بعرض الحائط بكل الجهود الدولية التي تدعوه للتفاوض مع الإسرائيليين.وأن يدعو انتفاضة مسلحة ثالثة. وأن يعلن إلغاء اتفاقات أوسلو ، وأن يسحب اعترافه بإسرائيل. وماذا لو كانت النتيجة مقاطعتنا من قبل دول العالم؟ وماذا لو أحجمت الدول المانحة عن تقديم المساعدة المادية لنا؟ "وشو فيها يعني" لو أن إسرائيل قطعت عنا الغذاء والكهرباء والوقود ،والدواء؟ المهم أن نصون كرامتنا البدوية ب"الزمجرة"، والصراخ ، والزعيق والشتائم.. فكرامتنا لا تشبه كرامة البشر في شيء، وهي مصنوعة من مادة غير أرضية ، وهي لا تحتاج لا إلى مال، ولا إلى غذاء، ولا إلى ماء، ولا دواء. كما أن كرامتنا هي مثل أجسادنا ، إلهية الطابع. وتستطيع أن تعيش على وقع الشعارات والحناجر الهادرة ،و باختصار، نحن لسنا سوى آلهة تجسدت على هيئة بشر .وكل ما يلزمنا هو فقط، بعض الأصوات الجهورية والقوية لإطلاق الشعارات الكبيرة والتهديدات التي لا تستطيعها الدول النووية العظمى. كما يلزمنا بعض الحرد . فحردنا مقدس ، لا بل ومخيف, ومؤثر في موازيين القوى العالمية. ونحن بمجرد أن نعلن وقف اللقاءات أو التنسيق و "القبلات" و" التهاني" مع الإسرائيليين، فإن كل شيء سوف يعود إلى أصوله.وستتغير كل القواعد القائمة ، وسنتمكن من إخضاع العالم كله لمطالبنا والانحياز إلى حقوقنا . وبهذا سنتمكن أيضا من هزيمة إسرائيل ، وتحقيق النصر المؤزر لنا بإذن الله.
مخيفة حقا تلك النرجسية الفلسطينية التي يتصور أصحابها أنهم مركز الكون.تلك النرجسية التي تنقلنا وبصورة ساذجة وطفولية، وتعسفية من عالم السياسة إلى تخاريف الجدات، لا بد من علاجها.


صحافية فلسطينية مقيمة في فيينا










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو