الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


1أيار عيد العمال العالمى

عبدالله مشختى

2009 / 4 / 24
ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟


يصادف الاول من ايار ذكرى عيد العمال العالمى، تلك الطبقة التى لايخلومنها مجتمع من المجتمعات التى تعيش على الكرة الارضية . ان الطبقة العاملة قد عانت الكثير من الذل والهوان عبر مراحل التاريخ بدأ من التاريخ اليونانى القديم ومرورا بالامبراطورية الرومانية ولاتزال تعانى اليوم فى العديد من البلدان ، بسبب عدم وجود قوانين منصفة فى الكثير من الدول تضمن حقوقهم ، لقد نشطت هذه الطبقة فى القرون الماضية وخاصة بعد الثورة الصناعية التى اجتاحت اوربا اولا وتمكنت ايجاد اليات تمكنها من المطالبة بحقوقها كالاضرابات التى اثرت على انتاجية المعامل والصناعات وحق تشكيل نقابات من بينها لتكون ممثلة لهذه الطبقة وتكفل بالدفاع عنها وضمان حقوقها من استغلال الرأسماليين من اصحاب الشركات والمصانع ، او استخدام حق التظاهر وترك العمل والتى اثرت فى العديد من المواقف على النشاط الاقتصادى للكثير من الدول الصناعية بل وتمكنت فى بعض الاحيان ان تشل من قدرة الدولة على التحرك واصابت مؤسساتها بالجمود والشلل التام ، حتى ان بعض الطبقات الاخرى تضامنت مع تحركات الطبقة العاملة كالطلاب مثلا ، وتمكنت ان تحقق الكثير من مطالبها عبر التاريخ .
ولقد برزت نظرية طبقة البروليتاريا العمالية من ضمن ايديولوجية النظام الشيوعى والتى وعدت الطبقة العاملة بالجنة والحياة السعيدة وبشرت العمال بالرفاهية والعيش الكريم ولكن هذه النظرية التى استمرت لاكثر من قرن لم تتمكن من تحقيق ما طرحته من برامج واهداف للطبقة العاملة العالمية وواجهت صعوبات ومعوقات كثيرة لانها كانت جزأ من مؤسسة الدولة كما كان فى الاتحاد السوفيتى ودول اوربا الشرقية ودول اسيوية اخرى والتى تحولت من النظام الشيوعى ذات الصبغة الدكتاتورية البروليتارية الى النظام الاشتراكى والمختلط والبعض منها الى الرأسمالية والانفتاح على النظام الرأسمالى .
ان الطبقة العاملة فى العالم العربى لم تتبلور بالشكل الذى كان يمكن ان تكون فيه ولم تتمكن هذه الطبقة ان تأخذ مكانها التى تمثلها لان الوعى الطبقى للطبقة العاملة العربية لم تصل الى المستوى الذى تاهلها لممارسة دورها سواء فى الجانب الاقتصادى او السياسى هذا من جانب ومن جانب اخر تأخر تكوين هذه الطبقة فى العالم العربى بسبب ان معظم العالم العربى كان يعيش تحت الاحتلال من القوى الاستعمارية وتأخرها الصناعى قياسا بدول اوربا . لان هذه الدول بدأت توجها الصناعى بعد الاستقلال من الاستعمار اى فى اربعينيات القرن الماضى وفى دول معينة مثل مصر وسوريا والعراق والجزائر وغيرها .
ان التنظيم النقابى قد بدا متاخرا ايضا فى الوطن العربى والوعى النقابى لم يكن قد وصل الى درجات الرقى مما اثر فى التكوين النقابى العمالى فى الدول العربية . وقد بدأت الاحزاب السياسية فى كل دولة بمحاولة اخضاع النقابات العمالية الى سياساتها وخاصة الاحزاب الحاكمة والتى تدخلت وبشكل كبير فى تكوين هذه النقابات واخضاعها ورفدها بالكوادر التى تؤيد سياساتها مما شل الحركة العمالية فى التاثير على العملية السياسية فى كل بلد وجعلت هذه النقابات والاندية العمالية الطبقة العاملة الة مطيعة بيد الدولة تستخدمها فى تمرير خططها وبرامجها التى ترتئيها مما افقدت الطبقة العاملة العربية قوتها واصالتها فى تحدى الانظمة الدكتاتورية والشمولية التى زادت من اضطهادهم واستغلتهم ابشع استغلال وكان يتم تصفيتهم بشكل فظيع عندما تبرز رأسها للتصدى لمخططات الحكومات فى اذلال وقهر الشعوب .
ان الطبقة العاملة فى الوطن العربى تتمكن من اخذ موقعها من خلال النضال وتحدى سلطات الحكومات ذات الانظمة الشمولية فى حالة وصول هذه الطبقة الى درجات عالية من الوعى الاجتماعى والاقتصادى والسياسى وتقوم باختيار قادتها بمحض ارادتها من الخيرين الذين لايرتبطون بالمصالح الشخصية مع حكوماتهم بل من اناس واعين ومناضلين حقيقيين ذوا خبر ودراية بامور بلدانهم ومستقلين عن كل الاحزاب السياسية وينتمون فقط الى الطبقة العاملة كوحدة او كتلة نقابية مستقلة لن تكون الة بيد الحكومات المتسلطة على رقاب الشعب عبر الانقلابات العسكرية او الوراثة . وتعلن برامجها النقابية والوطنية وتعمل من اجل خدمة الطبقة العاملة وكذلك تعمل من اجل خدمة ورقى المجتمع من خلال التضامن والتعاون مع الشرائح الوطنية الاخرى او حتى مع قوى اليسار الديمقراطى وخوض غمار الانتخابات المحلية والعامة بطرح برنامج هادف وواضح لخدمة الوطن والشعب . يمكن من خلال هذا التحرك النضالى الهادف والسلمى لهذه الطبقة التى تعتبر من اكثر طبقات المجتمع فاعلية وتاثيرا ان تحدث انقلابا فى الاوضاع السياسية والاقتصادية فى الدول العربية وخاصة التى تتمتع بوجود صناعات كبيرة ويكون العمال فيها نسبة كبيرة تستطيع التاثير فى السوق والذى سيؤثر بدوره على مجمل حركة المجتمع فى الدولة المعنية . نعم تتمكن الطبقة العاملة من تحمل مسؤوليتها التاريخية فى قيادة المجتمع اذا ما تضامنت مع القوى الديمقراطية التى تناضل ايضا فى تغيير بنية الانظمة الشمولية والدكتاتورية اذا ما تراصت صفوفها وابتعدت عن الخضوع المطلق للسلطة القائمة .
ان استقلالية النقابات والاتحادات العمالية شرط اساسى من شروط نجاحها فى التوجه لاخذ زمام الامور وان تحتل موقعها الطبيعى والمؤثر فى المجتمع وكسر حاجز الخضوع للمؤسسات الحكومية والولاء لها لان الولاء للسلطة الدكتاتورية تفقد الطبقة العاملة حيوتها وجدارتها وكذلك تفقد الثقة التى يمنحها الجماهير الواسعة فى المجتمع ، كون ان اكثرية الجماهير من الطبقات الوسطى والفقيرة فى المجتمع تتعاطف مع القوى العاملة كونها دائما خاضعة لاستغلال السلطة والخاسرة فى العملية الانتاجية للدولة كون ان الارباح المتحققة من العملية الانتاجية بجهد واتعاب هذه الطبقة تذهب الى مؤسسات الدولة وان ما يكون من نصيب هذه الطبقة تكون ضئيلة اذا ما قيست بالجهد الذى تبذله . وكذلك السلطة الدكتاتورية تمارس ابشع انواع الاستغلال بحق الطبقة العاملة عنما ترى منها تحركا نحو التطور والتقدم او المطالبة بخدمات او تطالب بتغييرات سياسية لمصلحة المجتمع . فكم من ابناء هذه الطبقة الفقيرة امسوا ضحايا الانظمة الدكتاتورية لاسباب سياسية وكم منهم اعتقلوا وعذبوا واعدموا لا لسبب فقط لانهم طالبوا الحكومات بحقوقهم او طالبوا باصلاحات سياسية . لذا فالاستقلالية والتضامن ورص الصفوف والتعاون مع القوى الديمقراطية واليسارية كفيل بان تبادر هذه الطبقة باخذ دورها الفاعل فى المجتمع والمشاركة الفعلية بقيادة المجتمع . تحية للطبقة العاملة العالمية وخاصة العراقية التى تعيش اليوم فى العراق الجديد على مضض وابناؤها يعانون من الظلم والقهر والذبح والقتل على ايدى المارقين والمجرمين الذين يدعون انهم حماة الفقراء من العمال والفلاحين وغيرهم ويستهدفونهم بالدرجة الاولى كونهم عزل وابرياء يتعرضون للارهاب على يد من يدعى بالدفاع عنهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟