الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صعوبة نشر وطبع وتوزيع الكتاب تجبر المثقف العراقي على طبع كتبه خارج العراق

مازن لطيف علي

2009 / 4 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عانى ويعاني العراق منذ عقود من صعوبة نشر وطبع وتوزيع الكتاب ، فصناعة الكتاب في العراق مازالت تخضع لمعايير كثيرة أهمها ان يكون الكتاب ومؤلفه موالي للسلطة ومدافع عنها ويحمل نفسها وخطابها ، أو منتم حزبيا لها كي يكون مثل شاعر الجاهلية المنتمي للقبيلة والمترنم بالعصبية لها. . مما يضطر ان يقوم الادب والمثقف العراقي الى طبع كتبه خارج العراق ، ظاهرة طبع الاديب العراقي كتبه خارج العراق ماسبب هذه الظاهرة .. من يقف وراءها ؟ حيث ان هناك توجه كبير من ادباء الداخل في طبع مؤلفاتهم خارج العراق هذه الظاهرة كانت محور إستطلاعي لعدد من المثقفين والأدباء العراقيين :


حسن عبد راضي : نشر الكتاب بين الداخل والخارج
الشاعر والناقد حسن عبد راضي ذكر ان الأديب العراقي على الدوام يريد أن تكون كتبه ومؤلفاته موجودة في معارض الكتب وفي مكتبات بيع الكتب والمكتبات العامة وفي الجامعات، شأنه في ذلك شأن أي أديب عربي آخر حيث تحدث قائلاً:لعل الأسباب وراء لجوء كثير من الأدباء العراقيين إلى طبع أعمالهم خارج العراق متعددة، منها قلة دور النشر العراقية الفاعلة والقادرة على إخراج النتاج الأدبي والثقافي العراقي على نحو لائق، وخوف القطاع الخاص من خوض تجربة النشر التي صارت تعد- في ظروف العراق القلقة منذ عام 1980- مغامرة لا تحمد عقباها، لأنها غير مضمونة الربح، فضلاً عن ظروف أخرى كانت تحيط بعملية النشر منها سطوة الرقابة قبل 2003 وما يجره ذلك على الناشرين والمؤلفين من ويلات كلما ندت عنهم آهة أو كلمة لا تعجب السلطة.
وثمة سبب آخر ما يزال فاعلاً حتى بعد سقوط النظام، فهناك أزمة التوزيع التي باتت مستحكمة في العراق بعد أن حُلت الشركة الوطنية للنشر والتوزيع والإعلان، وصار على الناشر المحلي أن يوزع مطبوعاته بنفسه، وتلك لعمري مهمة ليست سهلة في ظروف كالتي عشناها في السنوات السابقة، وهنا لا بد لي أن أذكر أن دار الشؤون الثقافية العامة وهي الناشر الحكومي الأهم كانت شبه مشلولة بسبب نظام التمويل الذاتي، لكنها تمر هذه الأيام بما يشبه الانتفاضة الشاملة، إذ نشطت فيها حركة النشر بشكل غير مسبوق، وأعيدت الحياة إلى مجلاتها العتيدة، الأقلام والثقافة الأجنبية والتراث الشعبي والمورد، كما ظهرت فيها سلاسل جديدة مثل (أكاديميون جدد) و (تراجم) فضلاً عن السلاسل القديمة؛ السلسلة الشعرية وسلسلة القصص والروايات والرسائل الجامعية، كل ذلك مما يدعونا اليوم لمراجعة خياراتنا في نشر الكتب في الخارج والداخل.
لقد أراد الأديب العراقي على الدوام أن تكون كتبه ومؤلفاته موجودة في معارض الكتب وفي مكتبات بيع الكتب والمكتبات العامة وفي الجامعات، شأنه في ذلك شأن أي أديب عربي آخر، وأن يحظى بفرصته في الانتشار، وهو أمر لم تكن تتيحه المؤسسات العراقية القديمة ولا آلياتها في التوزيع، كما أن الكفاءة في الإخراج كانت من المشاكل المزمنة التي لم تجد حلاً، بينما وفرت دور النشر العربية والعالمية فرص توزيع أفضل وكفاءة إخراج أبهى، مع أن شروطها في التعاطي مع المؤلف العراقي كانت مجحفة، فهي أما أن تستوفي منه أجوراً عن نشر كتابه، ثم تعطيه بعد النشر عدداً محدوداً من النسخ (200) نسخة في أعلى تقدير وتحتفظ لنفسها بحق توزيع المتبقي من النسخ وبيعها، وأما ألا تعطيه أي مردود سوى النسخ كما تفعل الآن بعض دور النشر البيروتية.
إننا بحاجة إلى دعم دور النشر الحكومية أكثر وتخليصها مما يقيدها من الأنظمة التي شُرعت في السنوات العجاف كنظام التمويل الذاتي، كما نحن بحاجة إلى دعم دور النشر الأهلية وتشجيع القطاع الخاص على دخول هذا السوق بثقة، لعلنا ننهض بهذه الصناعة من جديد.



زهيرالجبوري المطبوع الثقافي وهيمنة السياسي



الناقد زهير الجبوري يرى ان المثقف العراقي لم يجد الارض الخصبة التي يعتمد عليها لطرح منجزه حيث يقول : يشكل المطبوع الثقافي في العراق واقعا متناقضا والتوجهات الابداعية التي ينتجها المثقف العراقي في المجالات كافة ، خصوصا ما يقدمه الأديب من عطاء متواصل في الساحة الثقافية ، وأعتقد بأن المسؤول المباشر في ذلك هو من يعمل في المؤسسة ، وهذا يحيلنا الى قناعة فحواها ان الخطاب الثقافي الذي نقصده ، واقع تحت هيمنة الخطاب السياسي ، بمعنى وجود إمكانيات ثقافية تستطيع ان تنتج وتسوق إذا ما أعطيت لها المهمة المطلقة ، بالمقابل أجد بأن النوعية التي استطاع ان ينفرد بها الكتاب العراقي في الساحة العربية فتحت للمؤسسات الأخرى ( خارج البلد ) ان تستثمره بالشكل الذي تجده نفعيا لها .. ولنا في ذلك بعض الأسماء الأبداعية في الأدب كـ( عبد الستار ناصر وعبد الرحمن مجيد الربيعي وسعدي يوسف وياسين النصير وفاضل العزاوي ، وغيرهم ) والعديد من الاسماء في مجال الفن والسياسة ..
واذا ما أخذنا بنظر الأعتبار أن الكتاب الثقافي يعد الوثيقة التأريخية للبلد بالدرجة الأساس ، فإن المهمة هذه ادركتها بعض المؤسسات الثقافية لتفعيل الأسم المحلي واستثماره لتكون المسألة نفعية تبادلية بين الطرفين ، ومن المؤسسات هذه ( مؤسسة المدى ) وأيضا ( الصباح ) .. كما أن النوعية الثقافية في بلد كالعراق يعمل على حفر الابداع بشكل متواصل ، صعب الأختيار والطرح للحساسية التي يتمتع بها ، مهما وقع تحت اضطرابات سياية واجتماعية وفكرية استثنائية ..
ومن صميم الموضوع ، المثقف العراقي لم يجد الارض الخصبة التي يعتمد عليها لطرح منجزه ، لأمر اساسي هو ضعف النوعية الفنية للطباعة وعدم وجود تقنيات راقية كما موجود في الدول المجاورة للعراق ( على أقل تقدير ) ، وهذا ما يعانيه المثقف منذ فترة ليست بالقصيرة .. كما ان الريع او الدخل المادي الذي تمتع به بعض المثقفين ( وخاصة الأكاديميين ) ، جعلهم يتجهون الى الأماكن التي يشعرون بها انها تخدم مطبوعهم من كافة الجوانب التقنية والتوزيعية ، فما عاد المطبوع العراقي الذي تنتجه المؤسسة مثل سابقه في العقود الماضية .. نحن لدينا في العراق دار الشؤون الثقافية ، والطريف في الأمر ان الكتب التي قدمت قبل (6) أعوام الآن ظهرت ، وأعتقد انها لم تظهر لولا وجود المدير العام الجديد السيد ( نوفل ابو رغيف ) .. إنها معضلة المنجز قبل ان تكون معضلة المؤلف ، في حين ( أنا شخصيا ) أكملت كتبابا منتصف عام 2008 ونشر بعد شهر ونصف في احدى مطابع العاصمة السورية دمشق ، هذه المسألة وغيرها تساعد على خلق الكثير من الابداع في كافة فروعه وتوجهاته ..
نحن لانمتلك برنامجاً ثقافيا معدا لثقافة الكتاب العراقي ، ولو ناظرنا الذهنية العراقية مع باقي الذهنيات العربية وغيرها لنجدها تساعد على خلق المطبوع وتسويقه لما يكتنزه من أهمية علمية مؤثرة ..
بالمقابل .. كان هناك انحيازاً واضحا للكتب ( التعبوية ) ـ ان صح التعبير ـ وأقصد بها الدينية ، لما تمثله المرحلة الراهنة من هيمنة الخطاب الديني ، في الدول التي تشتغل على توسيع قاعدة مطبوعها لا تنظر الى التطرف الديني / المذهبي هذا بالقدر الذي تنظر إلى نشر ثقافة الانفتاح الثقافي بعلمية غير مقيدة ، واذا ما تخلصنا من هذه ( الورطة ) ، فإن العراق سينتج الكتب ويستثمرها من دون ان توجد هناك إعتراضات من جهات ( ..... ) لاتفقه من واقع الثقافة ونتاج مطبوعها .
ولاننكر بأن التمويل الذاتي كان الفاعل الأساسي في تفعيل المطبوع ، ولنا في ذلك ما صدر بعد سقوط النظام السابق ولحد الآن من إصدارات كثيرة جدا ..
علي حداد : الروائي يبحث له عن ملجأ يضع فيه مولوده

اما القاص واروائي علي حداد فتحدث قائلاً : الاديب والمفكر والقاص والروائي والفنان والتشكيلي ..العراقي هو الوحيد في هذا الكون ..يعتبر كائن غريب عن اقرانه من المبدعين ..مخلق مبدع يجد نفسه مثبورا في زمنه ..في بته .. وفي وسطه الثقغفي ويبدو على الدوام في بحث دائم عن مكان ملائم ..لكي تجد افكاره منفذا للنور ..يبحث عن الذي يقول له تعال نطبع لك منجزك الثقافي ..منجزك الابداعي واسوقه..وهناك مقابل جهدك ..كذا مبلغ ..انا اعتقد ان ذلك مستحيل للجميع .. من شرائح المبدعين .. فراح الجميع يبحث عن تاكيد ذاته .. ووجوده في مكان اخر .. المسرحيات .. تعرض في مكانغير العراق .. والموسيقى تصدح خارج العراق .. ولوحات التشكيلين لا تراها عيون عراقية .. وكذا فعل القاص .. والروائي يبحث له عن ملجأ يضع فيه مولوده .. اولا .. واخرا ان تاخذ الاعمال الابداعيه مداها في الانتشار .. وثانيا هو يواكد حضوره في الاقل .. ويواكد ذاته .. وهذا ما يريده .. الجميع وما دام العراق لا يحقق لهم كل هذا .. فاولى ببلاد الله الواسعة .. والقائمون على شؤون الثقافة لاتهمهم .. وهجرة الابداع لاتهمهم لامن قريب ولا من بعيد ..كمالايهمهم خراب الثقافة
فالموظف بالتأكيد لايمزق ملابسه حزنا على المواطنين الذين يرجعون من شباك ضيق ومظلم .. يطلبون من ظاهرة صوتية ..ان تنقذ مايمكن أنقاذه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نقد دور النشر العراقية
علي ( 2012 / 8 / 8 - 01:53 )
قدمت مولفي الجديد باسم الروحانيات من القوة الى الفعل في شارع المتنبي الى دار المرتضىه4 مليون ونصف لنشر

ولم اتصور طلب مني

اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا