الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروع مدونة السير بالمغرب بين المكشوف والخفي

حميد الهاشمي الجزولي

2009 / 4 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


يأتي مشروع مدونة السير ضمن صيرورة شاملة لتجديد الترسانة القانونية التي ينتظم حولها المجتمع المغربي,
وذلك بطبيعة الحال، ضمن ضرورات التحول التي يفرضها الشرط الاجتماعي الداخلي(منها إعادة هيكلة العديد من القطاعات) من جهة، والشرط الخارجي ضمن الالتزامات الدولية للمغرب,
وبالتالي فالقول بمدونة غلاب كلام جاهل أو ديماغوجي أو شعبوي والهدف هو استغلال جهل الناس لتعبئتهم في معارك خفية يعلم بدايتها ونهايتها الماسكون بخيوطها.
رغم الاختلاف بين مدونتي الأسرة والسير من حيث الموضوع أولا ومن حيث الشرط التاريخي ثانيا، فإن المشروعين استنفرا اتجاهين أساسيين يحكمان تطور المغرب من حيث كونه مجتمعا راكدا بحيث لا يفتأ يتقدم خطوة حتى يتراجع إلى الوراء (بعيدا عن الميكانيكية) في شبه حالة حالة عود مستمر إلى الوضع الأسبق.
ليس هناك اختلاف كبير بين من عارض مشروع مدونة الأسرة ومن يعارض مشروع مدونة السير حاليا، من حيت الموقع الاجتماعي (شرائح اقتصاد الريع) وبقايا أو لنقل استمرار مصالح استعمال السلطة في بناء المصالح الاقتصادية,
أما النقابات فدورها على الأقل في المرحلة الحالية، يبرز كتابع لتيار يرفض التغيير كيفما كان نوعه.
أما الفئات المستفيدة من قطاع النقل فلا تريد للقطاع أن يصبح منظما حتى لا يتم الكشف عن مناطق الريع والتهريب والتهرب الضريبي.
فهي فئات محافظة بالمعنى الرجعي للكلمة، ويكفي ممارسة قراءة بسيطة للشعارات التي يرفعها أصحاب الطاكسيات الكبرى بالدار البيضاء مثالا لا حصرا، لكي نستوعب عمق تخلف ورجعية الموقف والمرجعية.
كانت التلفزة في مرحلة سابقة تركز على شعار يطلقه الناس بعد أن لقنوا إياه وهو " هكذا ديما...عاش......." أي أنهم لا يريدون تغييرا بل يتشبثون بذلك الوضع رغم قهره وفقره وتعاسته ........ولعمري فإن شعارات المعركة الحالية لا تختلف في شيئ عن جوهر ذلك الشعار.
أيتام "ادريس البصري" لم ينتهوا كما يمكن أن يعتقد البعض، والمسألة ليست مسألة أشخاص بل مصالح واقعية اقتصادية واجتماعية وسياسية بامتدادات أفقية وعمودية داخل النقابات والأحزاب والمنظمات المهنية وغيرها .
البعض لا يفهم إمكانية التحالف بين "الاتحاد الاشتراكي" و"العدالة والتنمية " بالاعتماد على "المرجعية"، فلا الاتحاد الاشتراكي الحالي ولا "العدالة والتنمية" منذ 30سنة حسب تصريح زعيمه مؤخرا (بمعنى أن العدالة والتنمية موجود منذ 1979 .......)، لهما مرجعية لا فكرية ولا سياسية، فالسياسة عندهم مسألة أجندة عامة حين يتطلب الأمر ذلك وخاصة في غياب الأولى.
ورغم أن المعركة الحالية حول مشروع مدونة السير استقطبت معارك أخرى كالاستعداد للمواجهات الانتخابية ليونيو 2009 أو مواقع عمدة الدار البيضاء وعمدة فاس أو محاولات استرجاع الأنفاس للانتخابات المهنية بالنسبة للكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، أو حتى تصفية حسابات اتجاه الوزير الأول أو حكومته، ومعارك أخرى مستترة، فإن النتائج لحد الساعة ليست في صالح المجتمع المغربي بالتحديد لأنه هو الضحية في نهاية المطاف من حيث مراوحته أوضاع البؤس والاستغلال والتخلف الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
فالمعركة الحالية في رأيي، بعيدة كل البعد عن الشعارات المرفوعة حولها عن جهل أو خبث بل معركة فئات استفادت من اقتصاد الريع ولا تريد أن تطلق يدها عن "البزولة" .


تنبيه : كتاب الرأي لهم حريتهم في الكتابة ، لكن لا يحق لأحد أن يكتب باسم أحد كالشعب أو الأمة أو المغاربة ، فلا أحد كلفهم أو انتدبهم من أجل ذلك.فرجاء تكلموا بضمير الأنا لتعبروا عن رأيكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: ما هو المشهد السياسي الحالي؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. غزال يصطدم بحافلة مسرعة ويقتحم زجاجها الأمامي.. شاهد رد فعل




.. بوتين يتوعد الغرب بالرد بعد قرار تسليح أوكرانيا بأموال روسيا


.. بايدن وزيلنسكي يوقعان اتفاقية أمنية لمدة 10 أعوام|#عاجل




.. واشنطن تواصل مساعيها لدفع مقترح بايدن .. وحماس تتمسك بشروطها