الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قصة قصيرة المقابلة
غازي صابر
2009 / 4 / 26الادب والفن
مقابله
تسارع دقات قلبها لم يهدأ ،حتى بعد ان خرجت من مكتب استعلامات القصر . وقد أكد لها الضابط المسؤل ان موعد مقابلتها بعد ساعه .كانت ترتجف من الداخل ، حين كان احد الحراس يقوم بتفتيش حقيبتها اليدويه ، مع انها متأكده من كونها لم تضع فيها غيرما تجفف به خوفها الممزوج مع عرق جسدها .
أبتسم لها الحارس ، وأشار اليها أن تدخل الغرفة المجاورة ، لكي تفتش بالكامل . وفي الداخل كانت الموظفة المسؤلة عن تفتيش النساء تتفرس في تقاطيع وجهها ، وجسدها البض . ذكرتها هذه النظرات الوقحة الى الرجال والنساء ،
و الذين تلتقي بهم مصادفة وفي نظراتهم ملامح الاعجاب والافتتان هذه .وقد تعودت على فهم مقاصدها المشوبة بالرغبة والجوع للجنس .
شعرت بالضيق فهي لاتحب نظرات النساء هذه ، لانها مشينه وتشعرها بالتقزز ومن غير الصحيح اباحة المحرمات بهذه الطريقه . رافقها احد الضباط بالتوجه الى بوابة القصر الداخلي . وهي تسير الى جانبه تنازعتها افكارآ شتى .الخوف من هذه الوجوه التي تلتقي بها للمرة الاولى وهي عبارة عن عيون مفتوحة . وكآنها تفتش عن اشياء مهمة ولابد من العثور عليها قي وجهها . عيون تنم عن الصلافه والشراسة . تمنت لو انها لم تآت لهذه المقابلة ، لكن الحاح وتوسلات عمتها والدة زوجها ونصيحة المعارف والاصدقاء ، ولآنها شخصية تعتز بنفسها وبمكانة عائلتها كل ذلك أجبرها أن تاتي الى هنا لعلها تقدم شيآ تفتخر به امام زوجها وامام الناس الذين يعرفونها .
لامست خصلات شعرها نسائم هواءً فيه شىً من عبق الزهور التي تملآ باحة القصر ، فآنتبهت لكنها لم تستعذبه ، وصدمتها روعة الخضره التي تحيط بالقصر. زهور من شتى بقاع الارض ، وأشجارلا مثيل لها في شوارع وبساتين العاصمة ، ولا حتى في المدن والعواصم التي زارتها مع زوجها . وشعرت بها وكآنها اشجارآ مسحورة وتخقي خلفها قسوة وجبروت لا تستسيغه .
حول القصر بدت شمس الربيع متعبة كما رآتها . آتعبها التوهج وكآنها تسحب خيوطها بتكاسل نحو المغيب . وكآن كل هذه
الزهور المتناثره في المكان عديمة الرائحه . حتى ظنت ان حواس الشم قد تعطلت لديها . كانت الاسئلة تتزاحم في رآسها عن الذين شيدوا هذا القصر الفخم ، وهذه الحدائق الغناء . ادهشتها التصاميم الخارجيه له ، وهو يقف عاليآ فوق هذه النهر الخالد ، النهر الذي مرت به جحافل من الفرسان ، والجيوش الجرارة .
انكمشت مرتعبة حين حدقت بوجوه الحماية وهي تضع قدمها باب القصر الداخلي !
في قاعة الاستقبال آمرها الضابط آن تجلس وتنتظر لحظة السماح لها بالمقابله .امتد بصرها وهي تتفحص هذه القاعة المغطاة
بالرخام الايطالي والمرمر الملون بلون الدم الفاتر ، حتى انها كانت ترى صورتها ظاهرة فوق الارضيه . الابواب عالية ، لاتختلف عن ابواب الكنائس القديمه ومزركشة بالزجاج الملون ومحفورة في خشبها صورآ لثعابين كبيرة وآجسادآ باجنحة خالتها وكآنها لشياطين خرافية سوداء . والشبابيك هي الاخرى عالية وكبيرة وقد تدلت منها ستائرآ فاقعة الالوان وداكنة ، وقد شعرت بالانقباض وهي تتمعن فيها . لوحا ت كبيرة لرجال كل شى فيهم يوحي بالضخامة ، الاجساد ، الشوارب ، السيوف ،وحتى العيون والحواجب والتي وقفت فيهما بعض الشعيرات وكآنها الرماح . كل الجدران الدائرية للقاعة أطرت بالفسيفساء ، وبخيول جامحة وفرسان وهم يعتلون الخيول ، يقاتلون حيواناتآ خرافية او يغرسون الرماح الطويلة في بشر عزل ينم عن وجوههم الخوف والاستسلام . حاولت ان تتماسك وتهدء من دقات قلبها وهي تستذكر ما اوصتها به امها ، بأن تكون قوية وهي تعرض قضيتها . والا تنسى آن تبدآ بالاحترام والطاعه وعدم البدآ بالكلام حتى يآذن لها . وآن تقرآ سورة ياسين قبل الدخول الى عتبة المكتب . هي مؤمنة بما آخبرتها به امها عندما قرآت لها الفنجان ولثلاث مرات وهي تحتسي القهوة مع عائلتها يوم امس ، حتى آنها في المرة الثالثه شاهدت بأم عينها كيف آن زوجها يحطم القفص ويهرول تاركآ الحطام خلفه قطع متناثره . لكنها لم تفهم سر هذه النقطة السوداء التي شاهدتها على جبينه وهو يهرول .
آمها هي التي اقنعتها بالزواج ، ولم تدعها تحقق رغبتها في مواصلة دراستها العليا في الخارج . ندمت لانها اضاعت اربع سنوات من عمرها في هذا الزواج . زوجها هو الاخر كانت لديه اساليب ملتوية ومخادعه في اقناعها بالزواج وهذا ما لمسته منه خلال السنوات الاربع .
خرجت مجموعة من العسكر من مكتب الرئيس وكآنهم قادة لضخامة آجسادهم وفخامة آزيائهم ، ولشواربهم الغليظة والطويلة .
تذكرت آحاديث الاصدقاء والمعارف و الاقارب عن الرئيس وجبروته وقسوته ، لكن البعض يعتبر هذه السمات شجاعه وكرم وقوه . عدلت من نفسها وملابسها وبدآت تقنع نفسها آنها يجب آن تكون قوية والا تتلعثم وهي تعرض طلبها ، لكن قلبها خفق من جديد حين تذكرت آن امها وابيها ينتظران خارج القصر مع صغيرها .
في مكتب المقابلات دخل السكرتير مكتب الرئيس ليخبره :
ــ لم يبقى من المقابلات الا الدكتوره زوجة المهندس . فرد الرئيس
ــ آدخلوها .
فتح لها باب المكتب لتدخل على الرئيس، والذي كان يتصفح مجموعة من الاوراق أمامه .
حين وقفت آمامه، رفع رأسه ونظر اليها ، فالتقت نظراتهما، ولآول مره في حياتها تصطدم بهذا الوميض المنبعث من عينيه ، وميض غريب ، شعرت معه و كآنه انعكاس لضؤ قوي يسقط فوق نصل سيف براق .وبالرغم من كثرة العيون التي حاولت اختراق عينيها الا آن هذه النظرات حادة وقوية وصعبة المراس . وحين نهض ليصافحها شعرت بقامته آطول مما كانت تتوقع وقد ضاع كف يدها البض داخل كفه القوي والحار . آبهرته هذه المرآة من آول نظره بعينيها الخضراويتين وبهذه الهالات الصفراء المتناثره حول خضرة العينين وكآنها ذرات من العسل الاصفر وقد تناثرفوق عشب آخضر ، فبانتا واحتين للتآمل والنشوه ، وقد منحها الله رموشآطويلة و سوداء ، فشكلت مع خضرة العينين قوة آسره لآي ذكر حتى ولو ماتت عنده كل عضلات الرجولة .
لم يتذكر آنه التقى في حياته بمثل هذا الوجه الابيض والمائل للحمره ، ولا بهذا الفم الصغير والمدور ، وقد تدلت شفتيها السفلى قليلآ ، شفاه ورديه ، تخفي خلفها صفين من اللؤلؤ ، وكآن فمها ينبوع للزلال ، وهو يزيد هذا الوجه الملآكي فتنة . وقد تدلى شعرها الاصفر على كتفيها ، وانسابت خصلآ منه حول وجهها وكآنها نقعت في الزيت والعنبر . ولآول مرة يشعر بطول أمرأة رشيقة يقارب طوله .
آرادت آن تبدآ بعرض قضيتها ، فقال لها :
ــ مهلآ . والتفت الى المرافق ، سنجلس في الحديقه ، ولتكن المائدة عامرة بالمشروبات ، ولا تتركوا العطش ينال من ضيفتنا ، ومن المعيب الا نطفئه بآرق وآحلى المشروبات ، والا ماذا تقول عنا العرب !
سارت الى جانب الرئيس نحو الخارج ، كانت الحديقة التي جلسا فيها ، عبارة عن بساط آخضر ،محاط بشتى آنواع الزهور،
وخلفها تناثرت آعدادآ من الاشجار الباسقه وهي تحيط بمجموعة من النافورات الصغيره ، وتتوسطها نافورة كبيرة ، تقذف الماء نحو الاعلى وتختلط مع المياه الساقطه حزمة من الالوان المختلفه الا أن اللون الاحمر هو الطاغي فيها . وفي كل التفاته كانت تستنشق عطرآ للآزهار يختلف عن الجهة الاخرى ، لكنها لا تشعر بهذه الروائح الفواحه تدخل الى رئتها .
قلبها يخفق ، واحاسيس ضبابية بين الخوف والريبه وبين فخامة المكان وحسن الاستقبال لهذا العملاق الذي يجلس أمامها ، والذي يبتسم لها بين لحظة واخرى ولا تستطيع أن تفسر كل ما يجري . كانت تشعر وكأنها طارت من بيتها الامين وحطت هنا في المكان الخطأ ، هذا المكان الممتلآ بهولاء الرجال والذين هم عبارة عن رؤوس تتحرك بعيون جاحظة وهي تبحث عن شئ مفقود . طواعية جاءت ، وهي تأمل بتحقيق طلبها وعليها أن تصبر فالقضية يبدو صعبه .
تسارعت دقات قلبها من جديد ، وتزايد قلقها عندما أمر المرافقين بالابتعاد عن المكان ، وطوال الوقت وهو لا يرفع نظره عنها ، يتفرس بكل شئ فيها ، من الرأس حتى القدم ، يحاول أن يقتحم بؤبؤ عينيها ، وبين لحظة وأخرى يمسد شاربه بيده .
هذا هو الرئيس الذي كانت تشاهده على شاشة التلفاز ، وهو يزور المدن ، أو يتحدث الى الناس . وكانت تقول لعائلتها أن عمرها
نصف عمره . وكانت معجبة بشاربه ، وكثيرآ ما كانت تمازح والدها وتتمنى عليه أن يكون له شاربآ مثله ، لكن الاب كان يرد
عليها : أن طول الشارب عادة فارسيه ، وأن رسولنا أوصى بأكرام اللحيه وأضعاف الشارب .
ــ أعجبتك نافورات الماء ؟ ثم أضاف ، أكثر ما يعجبني فيها مياهها الحمراء ، وهي تتطاير مع الريح الى ذرات صغيره . اللون الاحمر دائمآ يستهويني .سنبني هناك في الجهة الثانيه شلالات متساقطه ، وسيكون لسقوطها صدى جذاب ، وجمال أخاذ
وهي تتساقط على الارض ، وكأنها حزمة من الغيوم الحمراء .
شدت من عزيمتها وعدلت هندامها وعرضت قضيتها :
ــسيدي الرئيس . قد تعرف عائلتي ، وتعرف أن زوجي من أكفأ المهندسين ، وسبق وأن كرمته على أخلاصه ، وعطائه ، وهو يواجهه اليوم تهمة خطرة في سجنه قد توصله الى عقوبة قاسية ، وأنا جئت أطلب عفوك ورأفتك به ؟
سحب نفسآ من سكارته الكوبيه الغليظه . ونظر اليها بعمق عائدآ برأسه وكتفيه للخلف وهو يبتسم لها .
ــ غزالة ، نمرة ، أنا أحسد هذا اللص عليك .يقول أجدادنا أذا أردت أن يطيعك كلبك ويتبعك مثل ظلك ، فعليك أن تجعله دائمآ
جائعآ لطعامك . ولكني أبسط يدي كثيرآ وأبالغ في عطائي وهذا ما حصل مع زوجك !
تعثرت قدمها بالمنضده التي أمامها ، وبدون وعي منها ، فغير الحديث .مضيفآ
ــ عندي حاسة شم قويه ، وبالشم أشعر برقة وجمال المرأه . أنا أحسدك على هذا الجمال ، والذي يحبه الله ، أماأن يمنحه الجمال،
أو المال الذي لايعد ، أو يمنحه الملك الذي لايزول وهذا ما حباني الله به . والجمال قوة لاتقاوم ، حتى أن النبي داود ضعف
أمام جمال واحدة من زوجات أحد قادته ولم يصمد وقرر أمتلاكها ، وبعث بزوجها للقتال ليقتل ، ونابليون فعلهاأيضآ. جريمة أن تبقى جوهرة مثلك مخفية في التراب ، وحرام أن تكوني ملكآ لهذا المهندس اللص . هل تحبينه ؟
ــ هو زوجي .
ــ هذا صحيح .
بدأ خوف أعمق يتسرب الى قلبها وروحها ، وتمنت لو أنها لم تحضر لهذه المقابله . لعنت الساعة التي تزوجت فيها ، حقدت على زوجها الذي أوصلها الى هذا الوضع ، ولعنت أحتياله وتبسيطه للامور . أنبت نفسها لآنها لم تأخذ بنصيحة بعض الاصدقاء ، وبشئ من الاعتذار ردت:
ــ انا من عائلة قد لاتعرفها جيدآ سيدي الرئيس .
شعر بها وهي تلملم نفسها ، فأعجبه خجلها وخوفها وأدابها ، وقارن بينها وبين الكثيرات اللواتي مررن بين يديه .
ــ أعرف عائلتك ، وأعرف أن لها باع طويل في التجارة ، وهي معروفة في البلد وأحترمها ، وأنا كما تعرفين أنحدر من أم
القبائل . ولولاها لما كانت هناك أمة وصلت الى حدود الصين . هذه الامه التي صنعها أجدادي ، قد أنذرت حياتي لبعث ماضيها ولمّ شملها . وزوجك لص وخائن للامانه ، وقد لاتعرفين عقوبة الخائن عندنا . أنا عندما أمنح أفيض بالعطاء ، ولكني عندما أعاقب فأني لا أرحم .
تراجع للوراء في كرسيه مرة أخرى وهو يغرز نظراته في عينيها . وهي تحاول أن توقف الخوف الذي هبط لركبتيها .
ــ يقولون . ضعيف من لا يستبد . ولهذا منذ صباي صاحبت العصا ، فخافني الكل . وفي شبابي صاحبت البندقيه فكنت السيد المطاع ، الطمع يا دكتورتي العزيزه ثابت عند كل أنسان ، والقوه والعقاب وحدهما العلاج الشافي لهذا المرض ، ومثل زوجك هناك العديد من الذين يطمحون لهدم ما شيده اجدادي بالجماجم والدم . ولكن هيهات ، ستتهدم الدنيا وأمجادنا لا تتهدم . وفي عرف أجدادي ، وعرفنا ، المدينة الرافضة لطاعتنا نستبيحها والخارج عن طاعتنا عليه أن يركع طائعآ ويهان ويسلب منه أعز ما يملك قبل أن يقطع رأسه .
حركت شفتيها ، فقد شعرت بالجفاف ، ومرارة تملآ فمها ، لكنه أضاف مغتاظآ :
ــ وحتى المرأة الخارجة عن طاعتنا تعاقب ، وأظنك لم تقرأي ما كان يفعله أجدادنا ، فهذه أم قرفه عجوز فزاره رفضت البيعه وبالرغم من قتل أولادها الاربعه وأمام عنادها فقد ربط كل ساق من ساقيها الى ناقة حتى قطعت الى نصفين وهي حية ، لدينا الكثير من وسائل العقاب ، وأنا لاأغفر أبدآ للطامعين في ملكنا ، وقد أرميه للكلاب الجائعه وهو حي ، حتى أجعله عبرة لغيره ، وهذا ما فعلته بأحد أصدقاء زوجك ، فقد كبلنا قدميه ويديه ووضعناه في تابوت وثبتناه بالمسامير، وأمام
حشدآ من زمرتهم شطرنا التابوت بالمنشار الى نصفين .( وأنفجر ضاحكآ ) ! كان منظرآ غير مألوف فقد أصبحت الزمرةوكأنها الفئران المذعوره ، منهم من خر مغشيآ ، ومنهم من بدأ بالبكاء مثل النساء ، وكثيرآ منهم تبللت ملابسهم بين أفخاذهم .
تغير لون وجهها شاحبآ ، وهي تتخيل أن زوجها هو الذي قطع الى نصفين ، وتراءت لها الدماء وهي تنساب حول التابوت المشطور . لم تتمالك نفسها وبدأت بالتقيؤ .
خفف من قوة نظراته اليها وسبل لها عينيه بعد أن أمر الحماية بمساعدتها لغسل وجهها .
ــ المجانين هم الذين يطمرون الجواهر في التراب . هذا القصر وكل هذا العز سيكون ملك يديك ، وسنطمح برضاك ، ويسعدنا
وجودك معنا .
تيقنت شكوكها !.
ــ أنا مواطنة . وأنت رئيسنا ، وكل ما أطلبه الرحمة بزوجي .
ــ عدنا مرة أخرى الى سيرة هذا اللص .
نهض وأدار لها ظهره وعاد والتفت اليها .
ــ حسنآ سنطلق سراحه ، لكني لن أتخلى عنك ، فأنا لم أتعود التخلي عن هدية بعثها الله لي .
ــ أنت تعرف أني من عائلة معروفة في البلد . عائلة ليست محتاجة ، وأنا دكتوره وكرامتي لاتسمح لي أن أكون كما تفكر به .
ــ سأحول هذا القصر والقصور الاخرى الى جنائن معلقه ، تفوق جنائن نبوخذ نصر، وتفوق تاج محل ، ستكونين أنت الاميرة
وفي كل شئ .
شعرت بالخوف وقد سد هذا الوحش جميع المنافذ ، وهو يطبق عليها بجناحيه وكأنه نسرآ صحراويآ شرس .
ــ لكن زوجي وأبني ، وعائلتي ، وسمعتي و و و ! !
ــ كل هذا لايعلو على رئيسك عبد الله المؤمن . فنحن الزمان يا دكتورتي من رفعناه أرتفع ومن وضعناه أتضع . عليك فقط أن تطلبي .
ــ لكنك متزوج ولديك أولاد !
ــ لقد أكرمنا الله بألزواج من أربع ، ومن غنائم الحرب ومن ما ملكت ايماننا . أختاري ما يناسبك . المهم أن تكوني لي ، لي وحدي ودائمآ الى جانبي في هذا القصر وفي هذا العز . أنتِ فاكهة طازجة لم ينزع قشرها بعد ، ولا يعرف قيمة الفرس الاصيله الا خيالها !
ــ وزوجي ؟
ــ لن يطلق سراح هذا اللص حتى يرمي الطلاق .
أصيبت بالدهشه والذهول . تحول رأسها الى كتلة سا المساء كانت هناك أمرأة خنة وهي لا تعرف أين هي ، ومن هي، في حلم أم حقيقه ؟ جاءت من أجل قضية وتحولت هي الى قضيه . قضية لاتعرف الى أين ستقودها ؟ حاولت أن تهون من الامر كي تخفف من الضغط الذي يحاصر رأسها وهو قد أدار لها ظهره .
ــ الموضوع لايحتمل التفكير . لقد قررنا وأنتهينا ، سيذهب معك بعض الرجال لتخبري عائلتك بقرارنا ، وتعودي غدأ لنحتفل .
خرجت من الحديقه نحو الممر الخارجي وهي محاطة بثلة من الرجال في خدمتها . فلاحوا لها وهم يحيطون بها مثل القطط الوديعه ، ولطالما حلمت أن تقتني كلبآوديعآ يهز لها ذيله ، ويحميها من كل غريب يحاول الاقتراب منها . أستنشقت عبق الزهور برئة مفتوحه ،وشعرت بأحاسيس لم تداعب حواسها حين دخلت القصر .وتذكرت حديث أ حدى زميلاتها وهي تودعها يوم التخرج من الجامعه : لاأحد في هذا البلد بأمكانه أن يرسم خارطة حياته كما يريد ، مهما أمتلك من
القوة والغنى والجمال . وستكونين مثل مرأة، الكل يتمرى بوجهك لجماله ، وتبقين أنت فقط تنظرين من فوق للآخرين !
في صباح اليوم الثاني خرج رجل من الباب الخلفي للقصر وهو في عين واحده . وفي المساء كانت هناك أمرأة الى جانب الرئيس بنصف عمره متشابكي الايدي في حديقة القصر . القصر الذي يعلو على النهر. النهر الذي تأكلت ضفتيه وهزلت شواطئه ، بعد أن أصابها الجفاف . ومن بعيد كان أهل البلد ينظرون للقصر وكأنه منارة من نار ،نار لكنها مائلة للشحوب ...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة
.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس