الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العار : قصة قصيرة

صبيحة شبر

2009 / 4 / 28
الادب والفن



الساحة كبيرة ، تغص بعدد هائل من البشر ، لم أر في طيلة حياتي مثل هذا الجمع العظيم ، جاؤوا من أماكن شتى ،ليشهدوا وضع الحق في نصابه ، ومعاقبة المخلوقة التي جنت عليها الحياة ،وابتسمت لها أخيرا ، فأذاقتها قطرات من السعادة
مخلوق خشن الطباع لا يعرف معنى الابتسام يضع القيد في يدي:
- تذوقي نتيجة استهتارك يا امرأة
أجد نفسي في حالة عسيرة ،تصعب علي الأمور ، التكلم محرم ، فكيف أقوم بالدفاع عن نفسي ؟ أنا بريئة من تهمهم ، وقد تمتعت بما منحه الله لي ، عشت غريبة ، اهتم بعملي وأقوم بواجباتي، بما يستحق الاحترام والتقدير ، سلكت الطريق المستقيمة التي حددوها لي ، حلمت بالسعادة كما يحلم البشر ، قاومت إتباع ما يروم قلبي ، وددت إن يكون زوجي، أول رجل امحضه حبي ، وحتى القبلة البريئة حرمتها على نفسي.
الساحة تموج بأفواج من الناس ، وجوه عابسة ،هالها ما أقدمت عليه من إثم، وأخرى ضاحكة، جاءت لتشمت بي ، بما سيلم من حوادث تشيب لهولها الولدان ، تهمتي أنني خرجت على المألوف ،وما استقر بالعرف انه يجب ان يطاع من أحكام ، تبدو بقوة القانون ، صبرت كثيرا ، ثم اتبعت نبضات أوحت لي بالجمال المقيم.
قطعة من الحجر صغيرة ، ترتطم برأسي ، تسيل قطرات من الدم ، تعجز أن تقهر روحي رغم الآلام الجسدية المتفاقمة..
- عليك اللعنة أيتها الخاطئة
زعم انه يحبني فصدقته ، وكنت ظمأى فوافقت على الزواج ، قال انه مؤمن بالمساواة ،فاستقبله قلبي بالزغاريد ، ظننت ان غربتي انتهت وحرماني ولى..
ماء ساخن ينسكب فوق رأسي ، انظر الى الجماهير الغاضبة ،علني أجد فيها نصيرا ،يستمع لحججي.
قال انه لا يحب الجنس ، حزنت قليلا ، ولم ادع إلى فراقه
- أيتها العاهرة ، النار ستحرقك ، تقطيعك إربا إربا لن يكفي
مرت سنوات وآنا يشتد ظمئي ، أدفن نفسي بالعمل ، داخل المنزل وخارجه ، قال انه لا يملك مالا، واني ينبغي ان أتكفل بالمسؤوليات كلها ، وظهرت أنت حبيبي ، بعد ان ظننت ان شمسي قد افلت ،وماتت زهور حياتي وجف عطري..
- زوجك رائع يا سيدتي ، هادئ ، متواضع متسامح ، فماذا تريدين ؟
قالت الأم لطفلها الصغير:
- ابصق في وجه هذه الخاطئة
غازلتني يا حبيبي وكأنني احلم ، فلم اعرف كيف يحب الرجل..
- إلى الجحيم يا امرأة ، كيف تخونين رجلا عظيما كريم الطباع ؟
كلمات قليلة منك غيرت حياتي اختفت تجاعيد نفسي، وناءت أمراض قلبي ، امرأة كبيرة السن تتقدم مني ، تصفعني بقوة ، تركلني بقدميها معلنة غضبها العارم على خطيئتي..
يدك تعانق يدي ، تهمس في اذني أعذب الكلمات ، فتحيل صحراء حياتي الى خضرة ، باسقة الأشجار ، تمتص أشعة الشمس، وترتشف روعة الحياة.
حذاء مملوء بالوحل ، يصوبه احدهم نحوي ، تتسخ ملابسي ، ووجهي يثير ذلك عاصفة من الضحك..
النجوم تتلألأ ، تعلن ترحيبها بقصتنا ،والقمر يرنو إلينا بمحبة ، طلبت من زوجي ان يتفهم موقفنا، وان يوافق على تطليقي ، فضحك ساخرا مني
- وكيف أحيا إن ذهبت ؟
- حياتنا أضحت لا تطاق
- ولماذا ؟ اعملي ما يحلو لك ، سيرتك لن تسبب غيرتي..
سرنا معا ذلك النهار وكأننا طفلان ، وأنا نشوى وكأنني ولدت قبل أيام ، تمنيت ان أمنحك كل شيء ، ان أتحول في يدك الى وردة أخاذة، ينعشك عبيرها ، ان اتماهى بك ، بك أينعت حياتي، وأزهرت أيامي، وأثمرت أوقاتها
رجل متوسط العمر، قد وخطه المشيب يضربني بسوط
- عليك اللعنة ألا تشعرين بالخزي ؟
مرة واحدة استضفتني في منزلك ، يا لتلك السعادة وذلك البهاء
أحجار من مختلف الأحجام، يصوبها الناس باتجاهي ، لا أجدك بين الجماهير ، هل سببوا لك الضرر ؟، ابتعد عنهم
- أنت أيتها العاهرة ، الموت بانتظارك ، لتكوني عبرة..
إلي بالموت ، فهو ارحم من فراقك


صبيحة شبر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو