الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبحان مغيّر الأحوال

جمال المظفر

2009 / 4 / 28
كتابات ساخرة


ثراء سريع طرأ على بعض الشخصيات بعد سقوط النظام ، فمن كان يعد بلاطات الارصفة برجليه بات يمتطي السيارات الحديثة والسيكار الكوبي لايفارق شفتيه والاغاني الغربية التي لايعرف معناها تزعق من كل جانب ولاتسلم من غمزاته وتعليقاته اللاذعة اية فتاة تمر بالقرب من مطيته ، والحرامي الذي كان يسرق دجاج الجيران (بودي كاردا) بعضلات مفتولة ، والسياسي الذي كان يتسيد دكات المقاهي ويلف شوارع منفاه بحثا عن فرصة عمل ويحسب الف حساب ليوم اخر من الضياع والصعلكة يمتطي هو الاخر المطية رباعية الدفع والتي تحوي المؤخرات بكل حنية ووداعة ولياقة بحيث لاتؤثر فيها الصدمات السياسية ولاالهزات اوالطسات التي تزخر بها شوارعنا او العوائق التي تقيمها سيطراتنا الامنية....
والمدير العام الذي كان موظفا بائسا يكمل مصروفه الشهري من ديون البقالين والجزارين بات اليوم اقرب الى المنصب الوزاري لان الموكب الذي يرافقه لايليق الا باصحاب المؤخرات والكروش المترهلة واصحاب السعادة والسيادة ، والكرسي الذي يؤويه يكاد يغرقه لوثارته وميوعته حتى لكأنه حضن انثى دافئ يغري للمداعبة والملاعبة ، ولذلك لايغادر اغلبهم الكراسي الابشق الانفس ويشعلون الصراعات والفتن لان الاحضان الدافئة مغرية ولذيذة حد اللعنة ..!!
ومن كان رفيقا ، واعتذر هنا للرفاق الهنود ، لان الرفيق في الهند يعني صديق ، اقصد الرفيق (المتيحي) بات اليوم مستشارا اعلاميا او ناطقا رسميا او لاعبا اساسيا في قضايا الفساد المالي والاداري ..!!
اما المواطن المسكين ، او بالاحرى العراقي الشريف ، فكما هو ، رصيف الازمات وموطن التراكمات ومكمن الفقر ، لايحلم الابحياة اعتيادية ، بيت صغير بحجم احلامه او اربعة جدران امينة تحميه من حر الصيف وبرد الشتاء وارغفة معدودات يتقاسمها مع صغاره ، لايريد جاها ولاسيارات مصفحة ولاحمايات ولاارصدة في البنوك ولاشوارع في لاس فيغاس ولا ابراجاً عالية في عمان او وول ستريت ، ولايريد ان يكون مختلسا لبيت المال او مهربا للنفط او قوادا للاجنبي او ان يحني رأسه للمارينز من اجل كسب رضاهم ، او الركض خلف هبات الجهات المانحة والجمعيات والمؤسسات المشبوهة ولاالمنظمات الوهمية ، ولاان ينحني للات والعزي لارضاء ولاة الامر من قوات الاحتلال ، او يطيل اللحية ليصبح مصلحا اجتماعيا اونصابا بعباءة لاتليق به وبتركيبته الاجتماعية ... المواطن لايحلم بالكراسي ، ولايحيك المؤامرات على خصومه او اصدقائه ، ولايخون الامانات ، ولايعتلي مكانا لايؤهله مستواه له ، ولايدعي النبوة ، ولايلبس عباءة اكبر من حجمه ، يكره المايكرفونات لانها اصل البلاء ، يتشبث بالوطنية الحقة واخلاق رموزه الوطنية لاالرموز التي تركض وراء المنافع والمكاسب والامتيازات ...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأحضان الدافئة
حيدر الحيدر ( 2009 / 4 / 27 - 20:23 )
كلامك ذهب يا ابا محمد
بالخصوص ... احتضان الكرسي لكأنه حضن أنثى دافئ يغري للملاعبة والمداعبة .. .... لأن الاحضان الدافئة مغرية ولذيذة حد اللعنة !... شمدريك ؟
ايها المواطن المسكين جمولي ان تحلم بالحياة الاعتيادية افضل بكثير من السيارات المصفحة لانها حتماً (تتزنجر) ذات يوم اما
الاحلام الورديةفتبقى في ربيع دائم ....اخوكم حيدر الحيدر


2 - شكرا لمرورك
جمال المظفر ( 2009 / 4 / 28 - 13:56 )
القاص والمسرحي العزيز حيدر الحيدر
شكرا لمرورك الجميل
ولملاحظتك الجميلة
اشعر بالاحضان الدافئة لاني ذات مرة صعدت بسيارة تشبه سيارات المسؤولين فلم اشعر باني اسير في شوارع مليانة بالمطبات..
اما الحضن الانثوي ... فذلك بحث اخر ...!!
تحياتي
جمال المظفر

اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال