الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انا وشنكول والسيد المسؤول

جمال المظفر

2009 / 4 / 29
كتابات ساخرة


شنكول فنانة تركمانية مبدعة من مدينة كركوك ، لوحاتها تحمل نكهة انوثتها ، قسمات وجهها عبارة عن لوحة فنية ، جميلة تنفث انوثة ، لااعتقد ان هناك انثى تمتلك تلك الانامل التي ترسم بورتريهات بتلك الجمالية ...
لم التق بها البتة ، سوى اخبار كانت تصلني من محرر الصفحة الفنية معززة بمجموعة من الصور الشخصية لها ولرسوماتها والتي مازلت احتفظ بها ، اعجبت بشخصيتها المثيرة ورسومها ...
حاولت لقاءها لاكثر من مرة عندما كنت ازور مقر جريدة صوت التأميم في كركوك التي كنت رئيس تحريرها ولكن لم تسنح الظروف لانها كانت دائمة السفر، وكنت لااطيل الاقامة في هذه المحافظة لاننا كنا نصدرها من بغداد ابتداءَ من التنضيد الالكتروني والتصميم والمونتاج الى الطبع ..
قصتي مع هذه الفنانة ابتدأت عندما زارني احد اركان النظام السابق في مقر الجريدة طالبا مني عدم نشر اي شئ عن الفنانة شنكول حسب اوامر الجهات العليا لاسباب امنية لامجال لذكرها ....
دهشت لما سمعته منه واخبرته باننا ننشر اخبارها اسوة بالفنانين الاخرين ، وهناك امر هام هو انها توصل الصوت العراقي الى العالم بعدما حسر هذا الصوت بسبب الحصار الاقتصادي والثقافي الذي كان مفروضا على الشعب العراقي ، ولكن هذا (المسعور ) ابلغني باني اتحمل مسؤولية اي شئ ينشر عنها وتلك الاوامر ليست منه وانما من الجهات العليا .. وبعد نقاش طويل وعقيم غادر الجريدة وودعته بنظرة احتقار تدل على عدم رضاي بطروحاته وطروحات قياداته العليا وحاورت نفسي حول تلك الاوامر العسكرية والامنية التي لاتمت للصحافة بصلة ، وهناك مشكلة في تكويني ، اعاند احيانا واصر على ارائي خصوصا اذا كانت تخالف الجانب المهني ، استمع الى الاخر وادافع عن ارائي ولكن عندما اعجز عن توضيح وجهة نظري تبدأ عندها مرحلة المواجهة والعناد ..
لم اخبراحدا من كادر الجريدة ، لاسكرتير التحرير ولا محرر الصفحة الفنية ولا اي احد بهذا الامر ، ابقيته مخزونا في داخلي وشعرت بألم كبير كأي انسان عندما تطلب منه الانظمة الشمولية ان يغدر ويكتب على اعز اصدقائه وهناك من يفعلها بكل صلافة ...
ماكسر هذا الاحساس ورود تغطية من محرر الصفحة الفنية بعد ايام من هذا الامر عن الفنانة شنكول ومعرضها الاخير الذي اقامته في العاصمة الاردنية عمان ، وكأن هذا الامر استفزني وحفزني لدخول دائرة المواجهة ، مثل حصان هادئ وتستفزة فيثور ويصهل ويعبث بكل القيم ولاتسيطر عليه حتى لو كنت انت مروضه ...
تطلعت في صورها وفي اللوحات ، اعجبني اسلوبها وخطوطها ، وقارنت مابين اوامر الجهات العليا وابداع هذه الفنانة ، قارنت بين الثرى والثريا ، بين الابداع والخداع ، النقاوة والقذارة ، السمو والنذالة .. وفي ذات اللحظة اتخذت قرارا بنشر التحقيق وصورتها ولوحاتها وليكن مايكن من تبعات ...
وبالفعل عندما صدر العدد ونشر التحقيق في الصفحة الاخيرة احسست بنشوة غامرة وانتشاء لاني حققت مابداخلي ، ان سجنت فسيكتبون لي تاريخا سياسيا احلم به ، وان طردت من منصبي فسيسجل هذا لي لاني لم اسرق او ازني او اخدع احدا ، سوى المناورة المهنية التي لم تسئ لعملي ، ولوكان ذلك منطقيا لما خالفت الاوامر العسكرتارية التي تفرض على الصحافة ....
هذا العناد اضاف نقطة الى النقاط التي كانت مسجلة ضدي في اللجنة التحقيقية ، واتهمت باني احاول ان استغفل السلطة ولا انفذ الاوامر ولا التزم بالتعليمات .....
اتهمت بعدة اتهامات حول نشر ذلك التحقيق ، مخالفة التعليمات واستغفال نظام امني تعبت القيادة القومية والقطرية على انشائه بتلك الدرجة من الصلافة والوقاحة ، بالاضافة الى تهم جاهزة اخرى كالطائفية لاني نشرت القصة الكاملة لاستشهاد سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام ، ستة عشر تهمة كانت مسجلة ضدي ، قسم من هذه التهم اقتطعها ( زملاء المهنة ) من الاعداد الصادرة وقدموها الى اللجنة التحقيقية التي كانت مشكلة بأمر من عدي والتي تضم ضابطا برتبة لواء ركن في الفدائيين وضابط في الامن واثنين من ( زملاء المهنة ) الذين بدلا من ان يقفوا الى جانبي باعتباري زميلهم وانتمي للمهنة التي ينتمون اليها الا ان احدهم وقف ضدي وبات يمارس دور ضابط التحقيق متهما اياي بالدكتاتورية والاباحية وغيرها من التهم الجاهزة الاخرى في محاولة لاسقاطي ، فهناك بعض الصحفيين بدلا من ان يعتمدوا المنافسة الشريفة في العمل المهني يلجأون الى اسقاط الاخرين وابعادهم عن طريقهم حتى لو اوصلوهم الى منصة الاعدام ..!!
المهم اني دخلت الزنزانة بشرف بفضل ( الجهود ) الكبيرة لبعض الزملاء وبقي ابداع الفنانة شنكول اما الاخرون فقد ولوا الى غير رجعة وانتهت فترة وقاحتهم ورفضهم المجتمع ولذلك شدوا رحالهم لانهم يعرفون ان لامكان للمنافقين والافاقين ، وانما البقاء للابداع والاخلاق الرفيعة والمهنية الحقة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?