الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرح ستوكهولم يحتضن موت راشيل كوري

عصمان فارس

2009 / 4 / 30
الادب والفن



مسرح ستوكهولم يحتضن موت راشيل كوري
زهرة تسحقها دبابة

المسرحية من نوع المونودراما, النص مبني علي مدونات ومذكرات كانت عبارة عن رسائل تبعتها راشيل كوري الي والدتها والعائلة حول حياتها الجديدة, كيف تعيش الان وانها تفترش الارض مع ناس يعيشون الحصار اليومي والقتل المجاني المبرمج ومع كل هذه المأساة لكنهم سعداء ويتمتعون بطيبة وكرم اخلاقهم وصمودهم وتحديهم لكل القتل من قبل جنود الاحتلال الاسرائيلي !! وهذه المرة الثانية اشاهد ضمن خطة وبرنامج فرقة مدينة ستوكهولم:Stadsteater مسرحية مسيسة من المسرح السياسي بعد مسرحية غوانتاناموا وبرعاية واشراف مدير الفرقة بيني فردريكسون وهذه خطوة مهمة في سجل وثأريخ هذه الفرقة المسرحية علي تواصلها ومواكبتها لكل القضايا الانسانية والتي تعصف بكوكبنا الجميل بسبب الحروب والاحتلال والقمع, كالذي يحصل وبشكل يومي ومكرر في فلسطين والعراق قتل يومي بالمجان وتدمير وحرق الاخضر واليابس .
مايدهشني من الذي دفع هذه الفتاة الجامعية وهي في ربيع عمرها وتعيش في بحبحوحة الي تبني قضية الشعب الفلسطيني؟ وغرفتها الحمراء الجميلة يغطي جدرانها صور المشاهير بدآ من صورة غاندي ,سلفادور دالي وجون كندي وامها وفقراء الارض من اطفال فسطين انها تحب الجميع ،لأنها تعنيها قضيتهم ومهتمة بسعادة الاطفال، وتقول راشيل: انا هنا في رفح وغزة لان يوميآ يموت الناس هنا بسبب الجوع نحن هنا لنوقف مجزرة الحصار وغلق المعابر وتجريف الارض وقلع الاشجار وتهديم بيوت الفقراء بواسطة البلدوزرات، نحن هنا نعمل سوية من اجل الحرية وسعادة البشر وخاصة الاطفال وشعارنا عبارة عن لافتة وسط خشبة المسرح ايها الجندي الاسرائيلي توقف عن قتل الاطفال ؛؛ هنا كل شيئ تحول الي رماد والمشهد السريالي الكالح والمرعب هو الذي يسود ربما كان هذا هو السبب في حبها لسلفادور دالي ، حبها واختيارها السفر الي فلسطين لكي تختار شهادة الموت السريالي ، وحبها لغاندي لأنه رمز المقاومة وحب الوطن والتحرر! غرفتها الحمراء تحوي الكتب المتناثرة علي الارض في كل زاوية، وحقيبة سفر وكذلك صور معلقة علي الجدران ودفتر المذكرات اليومية وجهاز مكبرة الصوت. ويكون الحوار داخل هذه الغرفة من خلال استعراض الصور وكذلك دفتر المذكرات الشخصية وتقديم نبذة مختصرة عن حياتها الشخصية وطريقة تفكيرها واتخادها للقرار, وطموحها في ان تصبح كاتبة اوفنانة وعلاقتها الوطيدة مع امها وكذلك الوالد يتضح ذلك من خلال قراءة الرسائل التي كانت تبعتها الي امها، وعند تسلمها رسالة من صديق لها يصف حال الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الاسرائيلي وقسوته وهمجية التعامل مع اطفال الانتفاضة، علي ضوء هذه الرسالة تقرر السفرالي فلسطين وتلتحق وتعيش مع اسرة فلسطينية وتكون في قلب الاحداث ووسط النار،وقد حاولت المخرجة نينا تنفيد عملية الانتقال عبر الاماكن في الاعتماد علي الديكور المتحرك وكذلك عن طريق تغيير فلترات وشرائح الوان الاظاءة واستعمال الدخان مع اصوات طائرات الاباتشي وكذلك الاصوات والاغاني العربية واستعمال اللافتات والكتابات علي الجدران. ولكن لي ملاحظة علي طريقة اخراجها ابتعدت عن استعمال اي فلم اوسلايد يوثق جرائم الاحتلال الاسرائيلي ربما لكونها تخشي التفسير وتأثيرات الاعلام اليهودي النشط في السويد وخاصة علي مستوي الوسط المسرحي والنقاد ، ومع ذلك لمست التعتيم الاعلامي علي هذه المسرحية والبعض يتناول الموضوع ربما بخجل ؛؛ ففي مشهد تحدي البلدوزرات الاسرائيلية هناك فلم يوثق ماحصل كان علي المخرجة ان تظهر هذه الطريقة الوحشية مع هذه الفتاة الشقراء الامريكية ،وكيف يكون تعامل الجندي الاسرائيلي مع اطفال ونساء فلسطين من العرب اكثر همجية وبربرية؛ وكلنا نعرف ان هذه المسرحية اسمي راشيل كوري تعرضت في لندن وفي امريكا الي حملة اعلامية شرسة من قبل اعلام اللوبي اليهودي لمنع العرض المسرحي ! وذلك لغرض اخفاء الجريمة ،جريمة قتل هذه الفراشة الجميلة في عمرها الربيعي اختارت الموت الربيعي مع فراشات واطفال فلسطين في شهر اذار موسم ربيع الخير والمحبة،ودخلت ودونت راشيل الفتاة الجميلة في سجلات القاتل مجهول كالذي يحصل في عراقنا اليوم جثث مجهولة والقتلة مجهولين المسرح السياسي وقضية راشيل: هذه المسرحية عبارة عن وثيقة ادانة سياسية لكل جرائم القتل في ظل وحشية وهمجية الاحتلال الاسرائيلي، فالمسرح السياسي يحتاج الي ارضية ثقافية لغرض تفعيله واستيعابه، عندما ينتفض شعب ضد الاحتلال والغزو ماهو دورالفنان؛؛ هل يقف موقف المتفرج السلبي مما يحصل من جرائم ؟ ان الخطاب المسرحي يختلف عن الخطاب السياسي، فالخطاب المسرحي يصل ويتلقفه المتلقي كسرعة البرق ويتقبله الجمهور، وقد شاهدت تجارب لفرق مسرحية وجولات المسرح الفلسطيني في السويد تصل رسالة الفنان ومعاناة شعبه في ظل الاحتلال بشكل اوضح واكثر صدقآ يتقبله ويفهمه المواطن الاوروبي، يظهر الفنان معاناة شعبه الحقيقية ومأساة الشارع الفلسطيني في ظل الاحتلال والحصار ومنع التجوال واغلاق المعابر وموت المرضي بسبب الاغلاق . اما مسرحية اسمي راشيل كوري عرضت في مدينة غوتنبرغ السويدية قبل سنة والان تعرض في مدينة ستوكهولم وتمثيل الفنانة فريدة هلكرين فنانة مشهورة علي مستوي السينما والمسرح والتلفزيون اختيرت سنة 2004 افضل ممثلة في السويد خاصة عن ادائها الرائع والجميل في فلم مثله في السماء اما المخرجة السويدية نينا فيستر تقول: انها لم تواجه اي صعوبة وعراقيل في تقديم هذه المسرحية لكون موضوع راشيل كوري موجود وبكثرة عبر الانترنيت، فمسرحيتنا لاتركز علي الصراع الاسرئيلي الفلسطيني بقدر التركيز علي الحياة الشخصية لشابة امريكية اختارت طريق الحرية للدفاع عن حياة الناس واختارت السفر والولوج في قلب الصراع .اما الممثلة فريدة هلكرين خريجة كلية المسرح في جامعة مالمو جنوب السويد تقول هيلكرين : يجب ان نقدم شيئ يبقي في ذاكرة المتفرج والذي سوف يتعاطف مع راشيل كوري ، وكيف نوقف جبروت العسكر وقد سافرت في حملة سابقة الي دولة النيجر وتفقدت حالة الجياع والفقراء ، ولي مساهمات انسانية كبيرة في هذا المجال تقول فريدة هيلكرين؛؛ اماالمخرجة نينا تقول: في مسرحيتي لااريد ان اجعل من راشيل شهيدة ربما كانت طريقة المعالجة الاخراجية لمشهد استشهاد راشيل كوري غير مقنعة للمتلقي وضعت المخرجة الممثلة في عمق المسرح وظهرها الي الجمهور وفي الظلام مع سلايد وعبارة توحي انها اي راشيل كوري ماتت في 16 اذار سنة 2004 في رفح دون الاشارة لامن بعيد اومن قريب الي جريمة القتل علي الطريقة الاسرائيلية البربرية والدفن البلدوزري اليومي لشعبنا الجريح في فلسطين ... وفي حي السلام بمخيم رفح وقفتي ايتها الشجاعة راشيل صاحبة الجسم النحيل ,ايتها الفراشة الجميلة اخترت الموت لتوقفي همجيبة القتل اليومي وسياسة التخريب والعدوان علي الارض والانسان, لكي توقفي البلدوزر عن فعل الدمار والخراب ووحشية من يقود البلدوزر ، صدقيني راشيل زحفهم نحو الخراب بات يوميآ ؛؛ اي ضمير تحملين ياراشيل العزيزة، منزلك الامن في بلدك وتركت دراستك الجامعية، تركت كل الاحلام الوردية واخترت طريق الموت والسفر الي ارض سوريالية, الموت فيها مجاني، ثمة نساء مثلك وقفوا يتحدون الة الموت في فلسطين والعراق؛ وانا اشاهد المسرحية راودتني كومة من الاسئلة وانا مصاب بالحزن والاحباط .. اين المسرح العربي من محيطها الي خليجها من هذه المسرحية ؟ لماذا لا تعرض هذه المسرحية علي مسرحنا العربي وفي مهرجانات المسرح ؟ متي تنتهي مهرجانات الرقص الشرقي ومسرح الهز ؟ تساوءلات مهمة: لماذا لانستطيع تقديم عمل مسرحي مثل ما يقدمون ؟ لماذا لانفكر مثل ما يفكرون ؟ لماذا لانفعل مثل ما يفعلون ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي