الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يتوقف العنف النفسي الذي يوجهه المسؤولون لموظفيهم؟

إبتهال بليبل

2009 / 4 / 30
حقوق الانسان


عيناه لا تنام ليلا يصاحبها ألم في جسده ، يراوغ كثيرا حين يبدأ صباحه بالتوتر المزمن الذي يصاحب عمله الخاص ، ليتبادر إلى ذهنه أن خلاصه الوحيد في مهاجمة هذا الوضع هو ترك عمله أو عدم الذهاب إليه ، من يدري ما يخبئ له مستقبله لهذا اليوم ، فقد أصابهُ نوع من القلق المزمن ونزاع التأمل السيئ ، و لا يمكن العثور على علاج لمشكلته ، ولا يستطيع أن يقول لأحد عنها ، فالعنف النفسي في أماكن العمل يخفض أداء الموظف بسرعة ، حيث أن مثل هذا النوع من العنف لا ينظر إليه كثيرا في البيئة الاجتماعية .... وأحيانا يشعر وكأنه لا يستطيع التنفس ، الاعتداء النفسي هو مصدر من مصادر التوتر الاجتماعي حيث أنه يشوه الصحة والتنظيم الوظيفي والعمل في سلام ، إذ أن الكثير من دول العالم قد اعتبرت العنف النفسي في العمل هو جرم يعاقب عليه القانون وفرضت حظرا على استخدام العنف النفسي في العمل حيث ينبغي أن يعامل الموظفون بشكل عادل ومنصف وبطريقة منفتحة وصادقة وينبغي على المشرفين توفير بيئة عمل داعمة للموظفين ....العنف النفسي في مكان العمل ما هو إلا استمرار لسلوك غير مرغوب فيه ، كاستخدام الانتقادات التي لا مبرر لها أو غير صحيحة ، وانتقاد صعب ، ومعاملة مختلفة ، الغاية منها الإذلال ، والإفراط في المراقبة ....

أتخاذ أجراء تأديبية

وداد محسن / موظفة عندما سألناها عن هذه السلوكيات قالت " نحن نعيش في كابوس أسمه كيفية الوصول إلى مقر العمل دون تأخير ، إذ أن البعض منا يسكن في مناطق بعيدة عن مقر عملها وتواجه الأزدحامات المرورية والغلق المفاجئ للشوارع صباحاً ، مما يضطرنا إلى الوصول متأخرين إلى مقر عملنا ، ولو كانت دقيقة واحدة من وقت تأخيرنا لنجد الإدارة تتخذ أجراء مخالفة تأديبية لنا على الفور " .. أتعرض باستمرار لانتقادات هدامة دائما ما أعاني من السلوكيات اللفظية المعادية من قبل مديري وأتعرض باستمرار لانتقادات هدامة و السخرية من بعض تفسيراتي لإنجاز بعض الأعمال ، ورفض أو تجاهل هذا الموضوع ويحاول العثور على أي خطأ لمعاقبتي ، هذا ما أكده لنا محمد عبد الرحمن / موظف ، مضيفاً أن الكثير من الموظفين حالياً يعانون هذا الشيء ولكنهم لا يستطيعون التحدث والشكوى خوفاً على رزقهم أو تسريحهم من العمل ، ونحن دائماً نقول متى سيأتي اليوم الذي تضع فيه الجهات المعنية قوانين تحد مثل هذه السلوكيات ...

ليس لتحسين الأداء وإنما للسيطرة

ليلى جابر تقول أن أكثر ما يزعجني تلك المخاوف الكاذبة التي يثيرها مديري وخاصة أمام الآخرين ويعرب عن شكوكه تجاه عملي أوفي مستوى أداء العمل لأكثر من شخص ،على الرغم من أن شكوكه غير موضوعية ولا تمتلك أدلة قابلة للقياس ، وأنها ليست إلا للضغط بالرأي ولا يمكن الاعتماد عليها من أجل السيطرة علينا ، ولا في تحسين الأداء ..

الأفراد المستهدفين

وتفسر لنا هذه الظاهرة الباحثة الأجتماعية / جميلة عبد الأمير بالقول " في دراسة حديثة انتهت ذكرت أن 37 % من المستهدفين الذين أطلقوا النار كرها على مدرائهم في العمل نتيجة سوء تصرفاتهم معهم و 33 % من المستهدفين قدموا الاستقالة من عملهم و 17 % منهم نقلوا إلى وظيفة أخرى من نفس صاحب العمل و4 % ممن يسلكون هذه التصرفات مع موظفيهم حصلوا على العقوبة أو العقوبات و 9 %منهم نقلوا أو يطردوا والمستجيبين من جنس النساء حوالي 80 % ومن الرجال 20 %وتتابع أما العمر المستهدف لمثل هذه السلوكيات فهو المتوسط مابين 22 إلى 33 عام ، وفي الغالب 40 % المتعلمين والموظفين القدامى الذين يمارسون هذه السلوكيات، لا يمكننا أن نحدد الأهداف في ظل ظروف العمل من دون عقاب ، والذين يمارسون مثل هذه السلوكيات يواجهون خطر التعرض لفقدان مناصبهم العزيزة ...

(الهروب) من العنف النفسي

كما تؤكد الباحثة" أن في البيئات التي توجد فيها مثل هؤلاء ، فإن معظم الناس إما أن يصل في نهاية المطاف هدافا للتخويف إما وأنها تعتمد تكتيكات إرهاب نفسي ، وبالتالي البقاء على قيد الحياة لا تصبح هدفا ، أو الوقوف في وجه التسلط ، أو يرفض الانضمام ، وفي هذه الحالة يتم تخويفه ومضايقته ، ويصبحون ضحية ويعانون من الصحة النفسية ، ورغبته فقط في "الهروب" من خلال الانسحاب من العنف النفسي ... فنجد مسؤولياتهم تزيد ولكن سلطتهم تزول يخضعون للمراقبة المفرطة ، والإشراف ، والإدارة الجزئية ، أولعمل لساعات طويلة ، وغالبا بدون أجر ، وتحت تهديد الطرد وطلبات الحصول على الإجازة التي لا داعي لها وغير مقبولة بشروط ، وأحيانا قلب الموافقة السابقةخصوصا إذا كان الشخص قد اتخذ إجراءات لمواجهتهم في هذه الأثناء تنفي الإجازة السنوية ، وأيام العطلات ، وغير ذلك ، وقد يتلقى دعوات بغيضة تهديد أو مضايقة أو تخويف بالمذكرات ، دون الاتصال اللفظي مباشرة والدعوة الغير رسمية في الاجتماعات التي تتحول إلى جلسات استماع تأديبية كما أنهم محرومون من التمثيل في الاجتماعات ، وغالبا ما يكون التهديد كذلك اتخاذ إجراءات تأديبية ؛ أحيانا للضغط على موقفهم من انتهاكات السلطة لاستبعاد أي ممثل مختص للتعامل معهم تشجيع الشعور بالذنب ، كي يعتقدون باستمرار بأنهم دائما على خطأ وإرغامهم على الاستقالة بالإكراه "…

الشخص غير المناسب

أما ماجد حسن اللامي / أختصاص علم نفس فقد حدثنا بالقول " هناك أسباب كثيرة كيف ولماذا يستهدفون تخويف الآخرين ، ومن المدهش أن الأسباب متسقة بين حالات الخرافات للضغط في اختيار الهدف فهم متنمرون و انتهازيين وهذا ما يحدث أن يكون الشخص في المكان الغير المناسب وفي الوقت الغير المناسب وهذا هو السبب الرئيسي دائما - فعند التحقيق سوف نكشف عن وجود سلسلة من القرارات لديهم وسلسلة من المخالفات إذ أنهم لا يحبون الأشخاص الذين يقدمون لهم المشورة من أصحاب الخبرات وأيضاً الأشخاص الذين يمتلكون قيماً ومبادئ ونز هاء في أعمالهم فهم يحتقرون هؤلاء ويبدو أنهم مضطرون لتدمير أي شخص نظيف ونزيه والشعور بالغيرة من العلاقات والحسد من المواهب والقدرات القوية إذ يحاولون مواجهتها ومحاربتها باستمرار ..

اختلال وظيفي

ويتابع العنف النفسي في العمل هو شكل من أشكال العنف أو المعاملة القاسية ، والمهاجمة أو الترهيب وإهانة الضحية واستغلال السلطة نفسها تحت التهديد ، العنف النفسي في أماكن العمل في الوصف ينطبق على السلوك السلبي و يمكن إدراجها في المهاجمة في مواقف وسلوكيات معينة كألانتقادات الظالمة ، والعثور على خطأ ، الإضعاف والعزل ، والاستبعاد ، والتعامل المزدوج ، وإخفاء النوايا الفعلية ، والقذف ، تحريف النقد المستمر ، والإجراءات التأديبية والإيذاء ، والطرد الغير عادل ، وجعلها هدفا لركن الوصول إلى جميع أنواع المشاكل والمضايقات لاتخاذ إجراءات ومواقف وسلوك مماثل ، يعتبر كمواجهة . المهاجمة ، والاعتداء النفسي ، والعنف النفسي ، والإرهاب النفسي والعاطفي مثل الهجمات ، تشكل عامل اضطراب عام ، في مكان العمل واختلال وظيفي في ذلك مما يعكس حالة المجتمع ، والتي تزخر بأشكال هؤلاء القسوة والسخرية النابعة من الذات والمشاركة ، وانتهاكات لحقوق الناس من قبل وسائل الإعلام والتلفزيون والبرامج التي تهزأ بالضعفاء والتحيز والتمييز بمختلف أشكاله أحاط المجتمع مع هذه الحقائق في الوقت الذي يتوقع منها أن تلتزم أشكال المثالية والنزاهة في السلوك ، والتحضر ، وانهيار الأسرة مادياً واجتماعيا يمكن بسهولة وضع الآباء والأمهات في كثير من الأحيان تحت ضغط الوقت والعمل و لا يمكنهم المشاركة الكاملة أو التفاعل في تربية أبنائهم التي تساهم في خلق مثل هذه الشخصيات في المجتمع..











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من اي دولة انت؟
عزيز سالم ( 2009 / 4 / 29 - 21:01 )
لا يوجد ذكر لدولة او مدينة في مقالتك الا ان الاسماء والالقاب عراقية وهذه حالة عجيبة فانا اعمل في دائرة عراقية مهمة الى حد كبير ومسؤول عن ما يقارب العشرين موظف ثلاثة ارباعهم تعينو بالواسطة وحوالي ربعهم لاتعني له الدائرة سوى مصدر للربح فيحاول سرقة مواد احتياطية او التحايل المالي ولا استطيع المطالبة بمعاقبتهم فمعظمهم منتمين الى احزاب متنفذة ومليشيات مرعبة وصلواتهم وزياراتهم على قدم وساق وشهادات بعضهم مزورة واثنان على الاقل يستلمون رواتب من جهة اخرى وللاسف الكوادر الجيدة تركو العمل او هاجرو مع الاعتراف بوجود ثلاثة موظفين جيدين حالياً وقد طلبت من المدير ولعدة مرات اعفائي من المسؤولية وللاسف لم يوافق


2 - موضوع في الصميم
عساسي عبدالحميد ( 2009 / 4 / 29 - 22:35 )
موضوع في الصميم....
والحالة تنطبق علي فمنذ سنوات و أنا في حرب شبه دائمة مع كبار المسؤولين ...

حتى أصبح أحدهم يناديني بالعاق و ينتظر الفرصة المواتية لكي يوجه لي الضربة....

اخر الافلام

.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو


.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع




.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس


.. متظاهرون إسرائيليون يطالبون نتنياهو بإتمام صفقة الأسرى مع حم




.. حماس توافق على مقترح الهدنة المصري القطري.. وقف إطـ ـلاق الن