الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديكتاتورية العقل وعقلية الديكتاتور

اياد مهدي عباس

2009 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


مرت البشرية في مسيرتها الطويلة بانحرافات على المستوى الأخلاقي والديني وألأجتماعي تركت بصمات واضحة ومؤثرة على اعتقاد وسلوك الإنسان ونمط تفكيره حتى تبلورت هذه الانحرافات على شكل اعتقادات ذات طابع عبادي متنوع كلٌ حسب بيئته والمؤثرات التي تسود فيها فمن الناس من عبد الحجر ومنهم من عبد الشمس والقمر ومنهم عبد الريح والشجر ومن الشعوب عبدت البشر وان عبادة البشر هي من اخطر العبادات التي مرت بها الإنسانية لان الذي يعبد صنم لا تنفعه هذه العبادة ولا تضره سوى إنها ظلم يقع من المخلوق اتجاه خالقه الذي افاض عليه الوجود وأوجب علية عبادته ولكن من يعبد البشر المخلوق تكون عواقب هذا النوع من العبادة وخيمه وذات نتائج لا يستطيع الزمن أن يمحو أثارها السلبية بسهولة فتبقى بذورها مخزونة في ذاكرة التاريخ البشري فتنتقل مع الأجيال. عبر الزمن حتى تنبعث هذه العبادة من جديد وبشكل يختلف عما سبق وهذا الانبعاث لا يكون من قبيل الصدفة إنما بتخطيط البشر وبمباركة شياطين الإنس والجن بعد أن وجدت المناخ الملائم للحياة كي تجدد بإحيائها تعاسة حياة الملاين من الناس ورب سائل يسأل ما هو الدليل على إن عبادة البشر هي من اخطر أنواع العبادات نقول إن التجارب التي مرت بها الشعوب والتي ما زالت إلى الآن تمر في أطوارها وادوارها وأحداثها وبالأخص شعوب المنطقة العربية خير دليل على ما ندعيه من قول لأننا لم نسمع ولم نرى يوماً ممن عبدوا البقر أو الحجر أو الشمس والقمر قاموا بذبح الناس أو قاموا بتفجير أجسادهم بين حشود الأبرياء وقتلهم شر قتله ولكن نشاهد هذا يحدث كل يوم على أيدي عباد الفتاوى الظاله والمنحرفة والصادره من عقول عشعش بها الشيطان فاتخذها شركا يصيد بها المغفلين ممن مات قلبه وتحجر ضميره حتى صارة كالحجارة بل نظلم الحجارة إذا شبهناهم بها لأن من( الحجارة لما يهبط من خشية الله وان من الحجارة لما يتدفق منها الأنهار) أليس من يفعل هذه الجرائم لمجرد فتوى صدرت من بشر يكون اشد واخطر ممن يعبد البقرة !!! وللأسف نستطيع القول إن هذا النوع من العبادات قد ابتليت بها امتنا العربية ورب معترض يقول كيف يكون ذلك وامتنا هي أمة التوحيد تعبد الواحد الأحد وهي خير الأمم ونبينا (ص) خاتم الأنبياء نقول ليس بالضرورة من يعبد شخص يركع له ويسجد إنما تتحقق العبادة بالطاعة العمياء لكل ما يأمره به وينهاه أليس الله يقول في كتابه العزيز واصفاً بني إسرائيل (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) وتفسير هذه ألأيه الكريمة عند الإمام الصادق ( ع) إن بني إسرائيل لم يعبدوا أحبارهم ورهبانهم إنما أطاعوهم وامتثلوا آمرهم فأصبحت هذه الطاعة العمياء بمثابة عباده لهم لأنهم أطاعوا الباطل وليس الحق وان الحكمه تقول من أصغ إلى ناطق فقد عبده فان كان هذا الناطق عن الله فقد عبد الله وان كان عن إبليس فقد عبد إبليس ( نعوذ بالله من سوء العاقبة) فيذكر لنا القران الكريم بعض النماذج من الطغاة ممن دعا الناس لعبادته فحدثنا عن فرعون وما جرى في عهدة من ظلم للبلاد والعباد حتى اصبح مضرب الأمثال في وصف لديكتاتورية العقل وعقلية الدكتاتور ولم يذكر لنا القران الكريم أن في نهاية عصر فرعون سوف ينغلق ملف الدكتاتورية ومدعي الألوهية بل يبدو إن هذه النظرية الجدلية القائمة على مبدأ التجبر والتكبر والاستعباد مستمرة ما دام هنالك خير وشر وما دام هنالك ظالم ومظلوم في الحياة وما يحدث اليوم في العراق وفي بعض الدول العربية والإسلامية من إبادة جماعية وهتك لكل ما هو مقدس ومحرم وتجاوز على كل حد من حدود الله التي وضعها بين عبادة وعلى مرئا و مسمع من منظومة آلهة البترول وأصنام العرب الذين لا يحسنون شياً سوى العزف على أوتار الطائفية وإشعال نارها وبمباركة وعاض السلاطين ممن باع أخرته بدنيا غيره وانه وصمت عار في الدنيا والآخرة على جبين كل من فكر ودبر وكفر وتأمر على هذا الشعب واستباح دمه واحل قتلة بكل وحشيه وبربرية . ألا يحق للعالم بعد كل هذا أن يتساءل عما قدمته هذه ألأمه للحضارة العالمية وللإنسانية ألا نستحي من الله وأنفسنا ومن العالم حينما تشاهدنا الأمم الأخرى ونحن يأكل بعضنا بعضاً كالحيوانات المفترسة في الوقت الذي تنادي شعوب العالم( طبعاً الغير إسلامية) بحقوق الحيوان !!! وهل يستطيع أحد هذه الأصنام التي تعبد من قبل شعوبها أن يجيب على تساؤلات العالم. نعم ربما يجيب أحدهم كما كان يجيب صنم العراق إننا نمتلك حضارة عمرها اكثر من ستة ألاف سنة وان أجدادنا أول من كتب وقرأ وأول من زرع وحصد وأول من بنا وشيد وأول ..وأول ..وأول. نعم من حق الشعوب والأمم أن تفتخر بما انجزتة سواعد الماضين من أسلافها ومن حقنا أيضا كعرب ومسلمين أن نفتخر بحضارتنا العربية والإسلامية بكل ما جاءت بة من نضم أخلاقية وعلمية أصيلة حتى وصل شعاعها إلى أصقاع واسعة من المعمورة والى ألان ما زالت شوا خصها حاضرة في كثير من بلدان العالم . ولكن هل سنبقى حالمين بتراث أسلافنا وننسى إننا كل ما نمتلكه من أقسام الزمان الثلاث الماضي والحاضر والمستقبل سوى ما نعيشه من حاضر وما هو مصير المستقبل هل سيكون مشرق كالماضي وكيف يكون مشرق والحاضر الذي هو حلقت الوصل بينهما هزيل خاشع الرأس وكأنما هو ألنقطه الهندسية التي لاوجود لها وانه مجرد ظاهرة عرضيه تعبر عن تلاقي خط الماضي بخط المستقبل . الايفترض أن يكون الحاضر أفضل من الماضي وعلى الأقل يستمد عطاءه من الماضي كي يصحح ما وقع فيه من أخطاء وظلم حتى يكون المستقبل مشرق وأكثر تفاؤل كما هو شأن الشعوب اليوم وما حققته من نتاج علمي وحضاري يفوق التصور. وكيف يكون حاضرنا جميل إذا كان الذي بيده مقاليد ألأمور يعيش في عقلية الماضي وديكتاتوريته وما فيه من عقد وسلبيات كانت سبب في انقطاع ماضي هذه ألأمه عن حاضرها وتشويه قيمها...












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيع دراجة استخدمها الرئيس الفرنسي السابق لزيارة عشيقته


.. المتحدث باسم الصليب الأحمر للجزيرة: نظام الرعاية الصحية بغزة




.. قصف إسرائيلي يشعل النيران بمخيم في رفح ويصيب الأهالي بحروق


.. بالخريطة التفاعلية.. توضيح لمنطقة مجزرة رفح التي ادعى جيش ال




.. هيئة البث الإسرائيلية: المنظومة الأمنية قد تتعامل مع طلب حما