الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في عيد العمال العالمي .. تحية إلى العاطلين عن العمل

فائق اليوسف

2009 / 5 / 1
ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟


لعل خير تعريف مختصر للعمال هو أنهم :وقود الحضارات العالمية، وأساس ازدهار ومعيار تقدم المجتمعات، وهم الطبقة المظلومة التي تسعى ليل نهار، حيث عليهم يتوقف، في كل زمان ومكان مدى أي تطور أو تغيير، هذه الطبقة العاملة، التي تصارع الحياة، من أجل تأمين لقمة العيش، لكنها على صعيد آخر كانت وراء كل هذا التطور الحضار الإنساني ، إنها الترجمان لأية فكرة أو نظرية تتحول إلى واقع.

لعل أية نقلة في التطور البشري، لم تكن إلا بسواعد وعلى أكتاف العمال، الذين ما أن قالوا: "كفى" للظلم والذل اللذين عانوه في تجارب بشرية، إلا واستطاعوا الحصول على مرادهم، أو لم تكن عبارة " كفى للظلم والطغيان، في إطار الاحتجاج على عدد ساعات العمل، والتي انطلقت في شيكاغو في الأول من أيار عام 1892، حين توقف العمال عن العمل، وراح ضحية ذلك الآلاف من الطبقة العاملة، ليصبح ذلك اليوم، في ما بعد، يوماً للعمال العالمي، بل عيداً.
لا يختلف واقع العمل الآن كثيراً عن الماضي، وكثيراً ما يكون بمباركة أطراف من الحكومات وتغاضيها عن الشأن العمالي، بحجة العمل المؤسساتي وتخصيص نقابات للعمال، متجاهلة الفساد الذي يغمر هذه النقابات، لدرجة إنها تصرّح بأرقام تتنبأعن نسبة العمالة، وتجهل أبسط ما يحتاجه العمال، لا بل إنها لا تلعب دورها الحيوي في تثقيف العمال، وتسليط الضوء على حقوقهم، ومحاربة الهجمة العالمية لارتفاع الأسعار، التي ضيقت الخناق على هؤلاء العمال.
عدا عن حكومات رأسمالية تتعامل مع الطبقة العاملة على أساس منتج يقذف بهم خارجاً ما أن يستغني عنهم رب عمله، ويتم فتح أبواب الهجرة أمام العمالة، فيما يقومون بمعالجة مسألة الكثافة، والاكتفاء العمالي، بزيادة جنونية في الأسعار، وهذا ما يتيح لأرباب الأعمال، الأشبه بالديدان الشريطية التي تتغذى من أحشاء الإنسان، وتمنع بالمقابل تطوره، ونموه.
يمرّ هذا اليوم، دون أن يدرك بعض الحكومات أنه هناك نسبة كبيرة من العمال عاطلة عن العمل، في شوارع المدن، تعجز عن تأمين لقمة عيش كريمة لها، ولأسرها، عمال يعجزون عن تأمين ثمن أجرة ركوب سيارة ، في ظل تبدل المفاهيم، حيث كان تقدم الحضارات يقاس بحجم تقلص نسبة العمالة، وازدياد فرص العمل، أما ما المؤشر الآن على "كل هذه الأعداد للعاطلين عن العمل"؟!.
حقيقة ،ثمة عمال لا ينالون أبسط حقوقهم، حيث يضطرون للاستمرار في العمل، ومن بينها الأعمال الشاقة، لقاء أجور زهيدة ، مخجلة ، وهو ما يتم: في يومهم العالمي هذا، بينما كل الشرائع والدساتير العالمية تؤكد أن هذا اليوم هو للاحتفاء بهذه الطبقة الكادحة التي تدور بها دورة الحياة..
أجل ،وثمة من لا تسعفه ظروفه للاحتفال بهذا اليوم، نظراً لضيق ذات يده، ما دام أنه معرض باستمرار للاستغلال الذي يطال مجهوده.
تحية للطبقة العاملة العاطلة عن العمل، وتسعى ليل نهار لإيجاد فرصة عمل كريمة تصونها وأسرها من السؤال.
تحية للعمال الذين لم يتمكنوا من قضاء يومهم العالمي مع أسرهم.
تحية للعمال الذي تضيق بهم سبل المعيشة للاحتفال بهذا اليوم.
تحية للعمال الذين حالفهم الحظ، ومن احتفل منهم تحت وطء ضغوط الأهل، وخرج إلى أحضان الطبيعة ، كما العادة عندنا.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |