الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرستوفر هيل: هل تتصرف بغداد كما تصرفت سكوبيا

جعفر عبد المهدي صاحب
متخصص أكاديمي في شؤون منطقة البلقان

(Jaffar Sahib)

2009 / 5 / 1
السياسة والعلاقات الدولية


لأول مرة سمعت باسم كريستوفر هيل (السفير) عام 1996 عندما كنت أراجع مسودة (بروفة) كتابي ( صدام حضارات أم إشعال بؤر الصراعات في البلقان) مما جعلني أن أضيف وأنقح تلك البروفة قبل أن ادفعها إلى المطبعة ثانية.
قلت كرستوفر هيل ( السفير ) لان هناك غيره يحملون نفس الاسم ،يوجد أسقف انجليكاني بريطاني مشهور اسمه كريستوفر هيل . وفي بريطانيا أيضا أستاذ علوم سياسية معروف يدعى كريستوفر هيل وهو أستاذ بجامعة كامبريدج ومدير معهد كامبريدج للدراسات الدولية. وكذلك في بريطانيا المؤرخ الشيوعي المعروف كريستوفر هيل الذي توفي مطلع عام 2003. وفي الولايات المتحدة الأمريكية عالم فيزياوي في معهد فيرمي بولاية إلينوي اسمه كريستوفر هيل.
كريستوفر هيل – السفير – لم نعرفه إلا بعدما أصبح سفيرا الولايات المتحدة الأمريكية في مقدونيا عام 1996 والذي سمعنا باسمه لأول مرة في ذلك العام عندما قدم اعتذاره للشعب المقدوني وذلك بعدما احتجت الأحزاب والقوى السياسية المقدونية على تدخله في الشؤون الداخلية للبلاد وإدلائه بتصريحات توحي بأنه وصي على شعب لم يبلغ سن الرشد.فقد تضمن اعتذاره للشعب المقدوني بأنه صديق يقدم النصيحة فقط وطلب عدم تفسير أقواله أمام الكونغرس تفسيرا آخر. ان الضجة التي تصاعدت في مقدونيا على اثر تدخله هي التي جعلته حديث الساعة –آنذاك-لدى المهتمين بالشأن البلقاني.
فكانت تلك معلومة جديدة بالغة الأهمية لبحوثي البلقانية المعمقة وهي تستحق الإضافة لمؤلفي الجديد، في ذلك الوقت.
وكريستوفر هل، هذا المقصود، من مواليد عام 1952 ،متزوج وله ثلاثة أبناء. حصل على البكلوريوس في الاقتصاد 1974 وبعد عشرين عاما حصل على الماجستير من الكلية البحرية الحربية أي في عام 1999 . بدأ حياته موظفا في الخارجية الأمريكية منذ عام 1977 إلى أن تم تعيينه ملحقا اقتصاديا في السفارة الأمريكية بالعاصمة الكورية الجنوبية سيئول إذ بقي بهذه الوظيفة للفترة (1983-1985).
عمل سفيرا لبلاده في مقدونيا (1996-1999) وخلال هذه الفترة اخذ هذا الاسم يتردد على مسامعنا كثيرا، بحكم تخصصنا بالشؤون البلقانية، عندما أصبح ضمن طاقم المفاوضات في دايتون الذي يقوده ريتشارد هولبروك عام 1995.وفيما بعد تمت تسميته مبعوثا خاصا لكوسوفو للفترة (1998-1999).
وحسب وصف الصحف اليوغسلافية، التي كنا نطلع عليها ، فان كريستوفر لم يتمتع بأي مواصفات تجعله مفاوضا محترفا ، بل كان يتحدث بفضل قوة بلاده العسكرية سواء كان في دايتون، خلال حرب البوسنة أم في مفاوضات رامبوييه التي مهدت للعدوان على يوغسلافيا الاتحادية. ولا يختلف كريستوفر عن معلمه ريتشارد هولبروك فانه ديمقراطي للنخاع عندما يحكم الديمقراطيون وجمهوري حتى العظم عندما يحكم الجمهوريون.
وخلال الفترة (2000-2004) شغل منصب سفير الولايات المتحدة في بولندا. وفي عام 2005 عاد إلى مقر الخارجية الأمريكية وعمل كمدير لدائرة شرق آسيا والمحيط الهادي. وأثناء اشتغاله بهذه الوظيفة تمت تسميته لرئاسة الوفد الأمريكي في اللجنة السداسية الخاصة بالمحادثات الكورية الشمالية.
في 22/4/2009 وافق مجلس الشيوخ على تعيينه سفيرا لبلاده في بغداد بعد موافقة (73) ومعارضة (23) عضوا.
مقدونيا بلد فقير جدا وحديث التكوين جدا – تأسست عام 1991 مع اعتراض اليونان على التسمية على أساس أنها تسمية إغريقية قديمة لا يسمح الشعب اليوناني لأحد انتحالها . ومع احترامنا لكل شعوب الأرض بما فيهم المقدونيين والسلوفينيين والمونتينغريين وغيرهم فان للعراق عمقا حضاريا لا يدانيه دنا ، والشعب العراقي معروف بعراقته وذو سيرة ذاتية ساطعة، ولكن:
ولكن... ولكن... ولكن:
لا نعلم كيف ستكون سلوكية كرستوفر في بغداد ؟ هل سيتصرف كما تصرف في مقدونيا؟ وفي حالة حدوث تصرف من هذا النوع هل تجرأ الأحزاب العراقية أو أعضاء البرلمان العراقي في الوقوف بنفس الموقف الذي حصل في مقدونيا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو تعزيزات أمنية مكثفة في كاليدونيا الجديدة • MCD


.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR




.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما


.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟




.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح