الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب الكبار عن حملة تعليم الكبار

جاسم الحلفي

2009 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


أطلق عدد من منظمات المجتمع المدني في العراق نشاطات متنوعة بهدف لفت نظر المسؤولين في العراق حول أهمية تعليم الكبار، واتت تلك النشاطات ضمن أسبوع العمل العالمي للحملة العالمية للتعليم، للفترة من 20- 27/4/2009.
وقبل الحديث عن حسن اختيار موضوع الحملة، ودلالات ذلك على التنمية البشرية في العراق يمكن القول ان هذه الفعاليات التي جرت خلال الأسبوع الماضي بينت قدرة منظمات المجتمع المدني على العمل المشترك في طار حملة عالمية مهمة انطلقت في أكثر من مئة دولة، ساهمت في نشاطاتها المئات من منظمات المجتمع المدني، لتحقيق هدف واحد في فترة زمنية محددة.
ورغم تنوع اهتمامات وبرامج هذه المنظمات، وبُعد المسافات الجغرافية بينها لكنها في اختيارها لموضوع مهم، مكنها من اجتذاب مئات آلاف من الناشطين، كان في مقدمتهم، شخصيات كبيرة ذات وزن عالمي، منهم على سبيل المثال الفنانة شاكيرا، ونلسون مانديلا وزوجته جراسا ماشيل، والملكة الاردنية رانيا، ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون.

لم تكن منظمات المجتمع المدني في العراق، هذه المرة معزولة عن هذا النشاط، بل أدت واجبها بنجاح رغم ظروف العراق المعروفة وتواضع إمكانيات هذه المنظمات، التي بادرت في نشاط مثمر ودءوب، انطلاقا من قناعة كبيرة بإمكانية نجاح هذه الحملة لأهمية هدفها ووضوحه، وحسن اختيار النشاطات الملموسة وواقعيتها، والتركيز على العمل الجماعي، والحرص على مساهمة الآخرين، مع حق كل منظمة في اختيار نوع النشاط وحجمه، ما عزز من فرص نجاح إدارة كل هذه النشاطات المتنوعة. وبيّن في القوت نفسه إمكانية إقامة نشاطات متنوعة وعديدة في وقت واحد لتحقيق غاية واحدة، و تأثير ذلك على التعاون والتنسيق والتشبيك ما يشجع على العمل من اجل تأسيس منتدى اجتماعي عراقي عام يضم اكبر عدد ممكن من المنظمات التي تعمل من اجل ان يكون للمجتمع المدني دور في مستقبل العراق الجديد.

في كل هذه النشاطات وهذا الحضور المهم كان هناك بعض الغياب غير المبرر، فالإعلام هو الغائب الأول عن تلك الفعاليات الكبيرة والمهمة التي انطلقت بشجاعة رغم تراجع الوضع الأمني ومنها على سبيل المثال الفعالية التي اقيمت في منتزه الزوراء ببغداد يوم 24/4، وتلك التي جرت في ساحة الحبوبي في الناصرية يوم 27/4، فضلا عن العشرات من الفعاليات الأخرى التي لم تحضَ بتغطية واجبة من وسائل الإعلام. والغائب الثاني هم السياسيون العراقيون الذين لم نسمع عن اسم أي منهم قد شارك في هذه الحملة او عمل على تشجيعها، كما غابت عنها أيضا وزارة التربية وهي جهة الاختصاص، بينما كان هناك نشاطا معينا لوزارة التربية في إقليم كوردستان.

غاب المسؤولون الكبار عن هذه الحملة لكن الأمنية هي ان لا تغيب عنهم أهدافها، فالتعليم حق للجميع كفله الدستور، والصرف على التعليم يعد استثمارا، فالدراسات في هذا المجال تؤكد ان كلفة الإنفاق على التعليم هي اقل بكثير من عدمه، هذا اذا تم حساب دور الإنسان وعطائه في التنمية المستدامة.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واحد من أقدم الدساتير في العالم | الأخبار


.. نيبال.. عندما يدفع الفقر فرداً واحداً على الأقل من كل أسرة ل




.. مقتل شخص وإصابة 3 طلاب في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة بالنب


.. إسرائيل توعز إلى الطاقم المفاوض بمواصلة المباحثات حول إعادة




.. مفاوضات التهدئة.. تحرك جديد | #الظهيرة