الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا عمال العالم اتحدوا

جورج حزبون

2009 / 5 / 2
ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟


يا عمال العالم اتحدوا جورج حزبون
يطيب للكثيرين الاحتفال بالأول من أيار ولكن بإشكال متباينة، فالبعض يعتبره مناسبة احتفالية كعيد شم النسيم، وآخرين يكتبون حوله نقدا أو مدحا،وآخرين (كما ورد في احد المقالات المنشورة في الحوار المتمدن )يربطونه بالموقف السوفيتي من الناحية الفكرية والسياسية، وحرصا على عدم ضياع مضمون هذا اليوم العظيم أردت أن أوضح عددا من الأمور حتى لا تضيع القيمة أمام الاختلاف....
إن الأول من أيار وهو يوم أقرته الأممية تعبيرا عن تضامن عمالي بعد صراع دامي للطبقة العاملة سواء في شيكاغو أو غيرها، إلا انه أريد به أن يؤكد بالملموس مقولة (يا عمال العالم اتحدوا....) فتم اعتماده كيوم يتضامن فيه عمال العالم ويقفون موحدين أمام آلة البطش والاضطهاد، فكان يوما كفاحيا وليس احتفاليا وان شهد مهرجانات تحتفل بالنصر في أماكن حققت نصرا إلا انه ظل في اغلب بلدان العالم يوما يؤذن للنضال والوحدة لمواجهة الظلم.
ولم يكن سهلا اعتبار الأول من أيار عطلة مدفوعة الأجر مثلا في فلسطين، وفقط بعد وصول ممثلين عن نقابات العمال بانتخابات البلديات عام 1976 توفرت إمكانية لان تعطل المرافق البلدية بيوم مدفوع الأجر امتد ليتسع بالتطور إلى مختلف المرافق حتى جاءت السلطة الوطنية الفلسطينية وصدر مرسوم بهذا المعنى، إلا انه لا زال العديد من المصانع لا تدفعه عطلة رسمية ، وكذلك كثير من بلدان العالم، وبهذا المعنى فان مضمون أيار الكفاحي لا زال قائما، ووحدة الطبقة العاملة مطلبا يزداد إلحاحا، لتتقدم هذه الطبقة لأخذ دورها التاريخي في أحداث التغير الذي أصبح مطلوبا تاريخيا وإنسانيا، لوقف تعسف الرأسمالية ووقف سوق العمل بفعل أزماتها المتتالية ماليا وسياسيا....
إن ظهور واختفاء الاتحاد السوفيتي لا يعني للطبقة العاملة فشلا بقدر ما يؤكد فشل ذلك النظام الذي اعتمد شعاراتها ومارس بيروقراطية دفعت مع الصراع الممتد بالحرب الباردة وسياق التسلح إلى إغراق النظام وضياع الدولة وليس الطبقة، بل بالعكس فان الشكل الذي تم اعتماده في الاتحاد السوفيتي والدائرين في فلكه هو الذي فشل حيث لم يتوافق حيث لم يتوافق مع المنهج والمضمون.
ولقد حققت الطبقة العاملة انتصارات هامة بعد غياب الاتحاد السوفيتي خاصة في أمريكا اللاتينية، إلا انه من المحق القول أن هناك تأثير لهذا الغياب خاصة فيما يتعلق بالحركة النقابية، والتي انتقل إليها نهج الحرب الباردة وأصبح في العالم اتحادين إحداها مقره براغ والأخر بروكسل والتحقت قيادات نقابية حسب توافق مصالحها الذاتية مع هذه المحافل والتي هي مجرد هيئات إدارية وهياكل لمؤسسات دولية لا تملك أية صيغة عمالية خلاف الشعارات التي تتلفع بها، ولقد عرفت النقابات الصفراء قبل البيان الشيوعي، وظلت أنماطها موجودة ولا علاقة لها بالعمال، بل أن بعضها ارتبط بالأنظمة الحاكمة ( كما هي الحال عربيا) وأصبحت هيئات تمول الحكومات وتسبح هي بحمدها.
إن هذا الحال جعل فهم الأول من أيار احتفاليا وليس كفاحيا، لينسم مع طبيعة تلك المؤسسات النقابية التي تعيش في مكاتب وفنادق وثيرة، ومرافقين وأتباع، وهنا يتضح أن الغاية من كل هذا( الهلم) كان لإبعاد مفهوم وحدة هذه الطبقة العاملة وسحب قيمها النضالية بواسطة نقابات صفراء وقيادات لها مرتزقة.
ولكن لأيار نكهة ستبقى، وعلى العمال إخراج نقابات مناضلة وإنهاء هذه المهزلة، والابتعاد عن اعتبار يوم(أيار) عيد كما (عيد الأم) ، بل مناسبة ينعقد فيها المؤتمر العالمي للطبقة العاملة بصورة ديمقراطية وبلا مراسم، ولتأكيد مواصلة الدرب، والعهد والقسم، حتى رفع راية أيار الحمراء فوق هامات كل أصحاب الشعارات والمذاهب والمشبوهين فكرا وإرادة، وإعادة توحيد العالم عبر توحيد الطبقة الزاحفة نحو الحرية واقتحام أسوار الظلم والاستبداد.
وعاشت الطبقة العاملة وعاش الأول من أيار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا