الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امة اقرا لا تقرا

علي جديد

2009 / 5 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


"أمة إقرأ" لا تقرأ

"لساني فقط ياسيدي"، كان هذا ردا للممثل ستيفن فراي على سؤال في مطار هيثرو، عما اذا كان يحمل اية الة حادة. قد يكون هذا جوابا ذكيا و هزليا من الممثل، الا انه في المجال الحضاري العربي قد اصبحت لغات الشعوب العجمية كالاكراد و الامازيغ والنوبيون و الدارفوريون ينظر اليها على انها اسلحة محرمة وطنيا يجب استبدالها ب "ام اللغات"، اللغة العربية التي رفعها العرب الى مرتبة التقديس لفرض هيمنتهم الثقافية على تلك الشعوب المستضعفة و اغتصاب كرامتها تطبيقا حرفيا لدعوة شاعرهم " واتخذنا العروبة دينا وتركنا ما ليس يلزم".
فالمفارقة المضحكة- المبكية ان العرب يفععلون ذلك باسم الاسلام و القومية العربية التي يؤمنون بها الى حد العبادة، مستعملين لقيم الديموقراطية الى حد الابتدال، مفرغين اياها من محتواها الانساني و الحضاري ومتسلحين بالاعتقاد بصفاء الدم العربي و تفوق الجنس العربي على كل من ياكل الطعام و يمشى في الاسواق، ومستعملين جميع اساليب التعريب الشامل حتى ادركت تلك الشعوب و الاقليات انه لن ترضى عنك العرب حتى تندمج في ثقافتهم و تستبدل لغتك بلغتهم وتناصر قضاياهم عادلة كانت ام ظالمة و تتظاهر ضد العنف حينما يمارس ضدهم و تغض الطرف حينما يستعملونه ضد غيرهم و تكون اكرم من حاتمهم للمساهمة في بناء ما سببت العنتريات العربية في تخريبه في غزة و جنوب لبنان ولا تطالب بتسمية دريتك باسماء اجدادك الامازيغ، ولا بدسترة لغتك ولا بانشاء حزب سياسي امازيغي جوار الاحزاب العروبية و الاسلاموية و حتى اذا تم انشاءه في غفلة عنهم فسيتم حله اجلا ام عاجلا و اصبر لاهاناتهم خفية وعلانية ولا تقف مع اخوانك الامازيغ الطوارق و القبائليين في السراء والضراء واخفظ للعرب جناح الذ ل وان ضربوك في خذك الايمن فادر لهم خذك الايسر وان قمت بمثقال درة اف فلن تجد لك وليا ولا نصيرا.
يجب ان يكون الانسان على حظ كبير من السداجة حتى لا يتبين له ان العرب لم يتخلصوا بعد من العقلية الجاهلية الماقبل الاسلامية. فعندما جاء الاسلام واجهه اسلافهم بعقلية " اشد كفرا ونفاقا" لانه جاء بمبدا المساوات بين العبد وسيده وخير مثال على قوة الصدمة على عرب الجاهلية قولة امية ابن خلف الشهيرة: "بلال هذا العبد الحبشي الذي اشتريته بمالي يساويني؟" وكأن التاريخ يعيد نفسه فعندما هبت رياح الديموقراطية من الغرب محملة بامطار الحرية والمساواة بين الناس بغض النظر عن العرق والجنس و اللغة واللون والدين جن جنون حفدة ابو جهل لايلافهم الاستعلاء واستعباد البشر. الشئ الذي يفسر عدم تقبلهم مطالبة الامازيغ بالمساواة مع العرب في الحقوق و الواجبات وانتخاب جلال الطالباني ( الكردي) رئيسا للعراق (العربي) و نوري المالكي (الشيعي) رئيسا لوزرائه وانتخاب باراك اوباما (هذا العبد الكيني) رئسا للدولة التي تخر لها الجبابرة صاغرين، عبر انتخابات نزيهة نزاهة دستوري الدولتين اللتين تؤمنان بشعار " الوحدة في التنوع " وتفهمان معنى " لا فضل لعربي على عجمي الا بالكفاءة ". لحسن حظ اوباما انه في دولة طوت صفحة العنصرية و العبودية مند عقود ولا تؤمن لا بالنسب الشريف ولا بالنسب الوضيع . ولو شاءت الاقدار ان يكون مواطنا في احدى الدول العربية لما حلم حتي بالظهور على احدى قنواتها التلفزية ولو كمقدم للاخبار. ولحسن حظ لغته كذلك ان ابناء "العم سام" لم يعتبروها لغة "شريفة" والا لبقيت كالعربية التي لم يكن التقديس الا وبالا عليها حتى اصبحت كما وصفها ميخائيل نعيمة ، تلك " اللغة الحوشية الميتة المحنطة في بطون المعاجم" بعيدة عن فضاء التكنولوجيا الرحب والعلاقات الحميمية بين الناس في المنازل و الاسواق.
وان تعدوا بقايا مظاهر العقلية العربية الجاهلية لا تحصوها. فعجز العرب امام الطفرة التكنولوجية و الاخلاقية للغرب و اسرائيل افقدهم صوابهم ولا يجدون امامهم سوى سلاح السب و الشتم. ففضائياتهم لا تخلو من سوء الادب مثل مسيلمة "الكذاب" و تهيا "الكاهنة" و ميسرة البربري "الحقير" و الاغنية "البربرية" و الامازيغ "العملاء" و الهجمة "الصليبية" و الايات "الشيطانية" لسلمان رشدي "اللعين" و البربر "القردة الخاسئين" و فلان "الزنديق" و فرتلان "الملحد" و الممثلة "العاهرة" و المغني "الفاجر" و بوش "الكلب" و اليهود "ابناء الخنازير" و يرددها العرب اناء الليل و اطراف النهار. قد يكون هذا النوع من السباب مستساغا في العصر الجاهلي عندما كان الهجاء سلاحا في المعارك اما وقد جاء الاعلان العالمي لحقوق الانسان فلا ، ولم يكن مقبولا حتى قبله بكثير فقد قال تقي الدين ابن تيمية (نقلا عن كتاب "الامازيغية في خطاب الاسلام السياسي" للاستاد احمد عصيد ) : " الشتم و التهويل لا يعجز عنه احد و الانسان لو انه يناظر المشركين و اهل الكتاب لكان عليه ان يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه و الباطل الذي معهم ".
تلك النعوث اذن منافية للحضارة و التعاليم الاسلامية ولا تشرف احدا لانها نتاج عقلية غير صالحة للاستعمال في القرن الواحد والعشرين ودليل ساطع على الانحطاط الاخلاقي الذي انحدرت اليه " امة اقرا" بسبب العقلية العربية الملتزمة بالتعصب و القومية المقيتة. فالعالم اجمع لاحظ مدى اللباقة و الديبلوماسية التي يجيب بها الاسرائيليون على الاسئلة الاستفزازية لبعض الصحفيين العرب الذين يدفعهم جهلهم للحدود بين العمل الصحفي و المقاومة الى معاملة المستجوب بقلة الاحترام الواجب للضيف، مما يدفعنا الى الاعتقاد بان " ابناء الخنازير " قد قرؤوا كتاب ابن تيمية قبل امة " اقرا" بكثير والتي كان هذا الكتاب وغيره بين ايديهم مند قرون فحق عليهم قوله تعالى : " كمثل الحمار يحمل اسفارا ".











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا اتمنى لك
جميل السلحوت ( 2009 / 5 / 3 - 16:36 )
اذا كنت من الأقليات القومية في العالم العربي فمن حقك أن تطالب بحقوقك القومية ، ومن حقك على كل مواطن عربي أن يدعم مطلبك ومطلب غيرك ،لكن ليس من حقك ان تهاجم القومية العربية واللغة العربية والاسلام او اي ديانة اخرى.واذا كنت معجبا بـ -الديمقراطية- الاسرائيلية وبالاحتلالات الامريكية فانني لا اتمنى لك او لغيرك أن تعيش تحت حكم الاسرائيليين على الأقل لأنك سترى نجوم الظهر.لانهم لا يرون غيرهم من البشر فهم يعتقدون انهم شعب الله المختار،

اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل