الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل التفجيرات الاخيرة

عمران العبيدي

2009 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


كثرت التكهنات في المغزى من تصاعد الخط البياني في عدد التفجيرات التي حدثت على مدار شهر نيسان، وتعددت التحليلات في فحوى الرسائل التي ممكن قراءتها ،واختلفت الجهات التي يمكن ان تنسب اليها عملية التنفيذ ، فالبعض حاول التخفيف من اهميتها وعدّها عملية احتضار للجهات الارهابية واعتبرها آخرون محاولة تأكيد لوجود اصبح في عداد المنتهي ، فيما يرى جنس اخر من المحللين انها خرق امني بسيط نتيجة غفلة القوى الامنية وتراخيها ، فيما نسب البعض هذه التفجيرات الى عمليات اطلاق السراح العشوائية والتي شملت بعض الارهابيين .
التفجيرات الاخيرة مؤشر واضح على ان الحديث عن موت الارهاب هو حديث مبكر وان لهذه المجاميع قدرة على الاستمرار وان كانت بفاعلية اقل ، وان عملية استسلامها واقرارها بالهزيمة لن يكون باليسير ، فما حال الشعور بانها مازالت تملك بعض المفاتيح ،، وهي توقت عملياتها في مساحة زمنية لها اكثر من دلالة لتؤكد امكانية المبادرة لديها او انها مازالت تبتكر الطرق وتتعدد لديها مصادر التمويل البشري (الانتحاري) ، فتصريحات الجانب الامريكي التي تقول ان الانتحاريين في الفترة الاخيرة قادمون من تونس تحتاج الى اكثر من وقفة .
يبدو ان للمرحلة القادمة استحقاقاتها السياسية التي لايمكن اغفالها عن اجواء التفجيرات والتي يمكن ان تؤدي الى تصاعد وتيرة العنف ، فالاسابيع القليلة القادمة ستشهد بداية الانسحاب الامريكي من المدن الى داخل المعسكرات والقواعد العسكرية وهذا الاستحقاق يمكن ان يفتح شهية جهات متعددة من مصلحتها اضطراب هذا الملف وعرقلته ،فبعض الجهات يمكنها ان تبعث اكثر من رسالة في هذا الاتجاه منها عجزالحكومة في توفيرالامن مما يستوجب عدم الانسحاب المذكور وهنا ( تضرب عصفورين بحجر واحد) اولهما التشكيك بمصداقية الوعد الامريكي وثانيهما ، ان هذا التواجد سيشكل التبرير الجاهز في الاستمرار بالتفجيرات واعمال العنف ، فيما يشكل الاقتراب من الانتخابات العامة عاملا مهما يمكن ان يؤدي الى تصاعد وتيرة العنف ضمن اجندات متعددة ومختلفة.
وبين هذا وذاك تتساقط ارواح جديدة يوميا ، وعوامل الخوف من عودة دوامة العنف تتربص مخيلة الناس الذين ذاقوا هدوءا اعاد اليهم جزءا كبيرا من الأمل في العيش اياما تخلو من اصوات التفجيرات ودويها ،فيما تأخذ التبريرات الصادرة من الجهات الامنية مساحتها والتي هي في نهاية المطاف تبريرات غير مقبولة ، فجميعها لايشكل شيئا بالنسبة للمتضررين ، فألقاء التهمة على الجهات البعثية او القاعدية او هذه الجهة أو تلك والأكثار من التحليلات ، والحديث عن الحصول على معلومات عن عمليات ارهابية قادمة ليس مهما بالنسبة لهم وهي لن تقلل من شبح المخاوف التي تحدثنا عنها من عودة العنف ،وفي كل الاحوال فأن ذلك لن يقلل ايضا من امكانية تكرراها في ظل الطريقة الروتينية المتبعة من الجهات المختصة والمتمثلة بتشديد الاجراءات الامنية لعدة ايام لتترخى فيما بعد ، بل الاهم هي المعالجات التي تستند على قراءة ميدانية فاعلة للأسباب الحقيقية وراء تزايد وتيرة العنف .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا