الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبعة ايام في ايران (3)

غسان سالم

2009 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


إيران تُناقض ذاتها
ما زالت هناك لحظات عشق تفلت من قبضة (النظام)، والعدالة الأرضية غير متحققة، بسبب الجوع والرغبة بالانعتاق من قيود الأيدلوجيات التي تريد ان تضع الجميع في قوالبها.
الجسد الإيراني ممزق رغما عن الصلابة التي يحاول ان يظهر بها أمام العالم.
وأقول: ما دمنا نسمع احدهم يغني بصوت عال رباعيات (الخيام) على جسر (خاجو) في أصفهان فهذا يدل على (أنهم) لم يستطيعوا ان يطفئوا رغبة أولاده بالخلاص..




ضريح الخميني
ترددت بعض الشيء قبل أن أقرر الدخول لضريح (الخميني)، كان معي زملاء مترددين أيضا، لكنها فرصه لا تعوض أبدا لمشاهدة ضريح من غير وجه الهضبة الإيرانية، فقررت المغامرة والدخول..
في المدخل حراس يفتشون كل شيء، معهم جهاز شبيه بالمستخدم في المطارات، يفحص الكاميرات والحقائب وغيرها من الأشياء.
لم يكتمل بناء المرقد الذي كتب في مدخله (صحن يادطار إمام).. بدأت اقترب من شباك الضريح بخطوات خائفة! فلم أكن أتصور بأنه سيأتي يوم وأكون فيه في طهران فكيف بي ادخل ضريح (الخميني) الذي تحول إلى مزار يؤمه المصلين والمريدين، ضريح شخصية محيرة، تحمل في ذاكرتي متناقضات عدة.
وضعت يدي على الشباك.. بدأت اتامل القبر الموضوع عليه صورة صاحبه، وبجانبه يوجد قبر آخر اقل شئنا، يعود لابنه احمد.
تجاوزت خوفي ورهبة المكان.. وبدأت أتجول، والتقطت الصور التذكارية التي اعلم إنها ستزعج الكثير من القبور الموجودة على هضبة (الساسي)!.

بعيدا هناك في (المترو)
كانا يتهامسان.. وحيدان في (مترو) الإنفاق، المنطلق من مرقد (الخميني) نحو قلب طهران، كدودة عملاقة تمزق جسد العاصمة التي تعيش غربتها الدائمة..
فتاة لم تتجاوز العشرين، فتى يكبرها بقليل، أرخت حجابها وأطلقت لنظراتها الناعسة العنان، تراقبه بشغف بينما اتكأ بأحد أعمدة القطار اللاهث..
عاشقان بعيدان عن أعين شرطة (تشخيص النظام)!
فعل الحديد والكهرباء، الصاعدون، النازلون، تلاشوا أمام لحظة العشق الفارسية، كأنهما تائهان كتيه (الخيام) بالنجوم التي سرقته من عالم الفانين.
كنت جالسا على احد المقاعد الجانبية، وقفا بجهة اليسار مني، في الجهة الأخرى صعد شاب يرتدي بزة احد صنوف العسكر، في يده كيس، اخرج منه قطعة خبز وبدا يلتهمها بينما جلس على ارض القطار، الغريب عن وجه دولة (ولاية الفقيه)، جلس غير مبال بأحد.. همه الوحيد أن ينهي قطعة الخبز تلك، ربما كانت أماله بالحياة متنوعة، لكنه (طهراني) جائع غير مهتم بالوجوه والأجساد المزدحمة في أمعاء تلك (الدودة) القادمة من مزار الخميني، السائرة نحو غربة العاصمة.

أصفهان نصف العالم
يطلق الإيرانيون على أصفهان (نصفي جيهان) أي نصف العالم، ويعتبرون الذي يزور هذه المدينة كأنما زار نصف العالم، لم لا وهي مدينة تمثل العصر الإمبراطوري لبلاد فارس قديما وحديثا، وهي حاضرة الدولة الصفوية وكانت مركزا للإشعاع الفكري والحضاري لسنين عدة. تفتخر المدينة بقصرها المسمى (عليقابو) الذي يعد تحفة معمارية وفوقه باحة تسمى (جل بي) أي أربعون عمود، حيث تستند مظلة الباحة على عشرين عمود، وقد بنيت المظلة من عشرين عمود، لذلك تسمى بهذا الاسم، أمام القصر ساحة تحيطها الجوامع والقناطر، وقد تحولت أجزاء منها إلى بازار كبير يباع فيه التحفيات، والساحة يستجم فيها سكان المدينة والسياح الأجانب، كونها تحتوي على حدائق ونافورات تلطف الجو في أيام الصيف الحارة.
وفي المدينة جسرين تاريخيين يعودان للعصر ألصفوي، الأول (سي سة بول) ويعني ثلاثة وثلاثون قوسا وكان العامة يعبرون عليه النهر، والثاني جسر (خاجو) وهو اسم قديم لأصفهان، و الجسر خص للشاه والمقربين وأركان دولته.

المعبد الزردشتي
يوجد في أصفهان بقايا معبد زردشتي يعود لحقبة الساسانيين وربما أقدم، يقع المعبد على قمة جبل يرتفع (1000) متر ويصعب الوصول إليه لانحداره الشديد، ومع ذلك قررنا أنا وبعض الزملاء صعوده على الرغم من تراكم الثلوج.
لحظة وصولي إلى القمة بحثت عن غرفة النار، واعتقد باني وجدتها وهي عبارة عن بناء دائري فيه فتحات جانبية تطل على الوادي، بناء قديم متهدم لكنك تجد فيه عظمة غريبة تشدك نحو التأمل في تلك الديانة التي لم تنته~~ِ بعد ومازالت النار توقد في بيوت معتنقيها.. وستستمر.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة