الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أما آن الاوان لكي تراجع نفسك؟

عصام البغدادي

2004 / 4 / 16
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


اعرف جيدا انك حين تركت وطنك العراق منذ سنوات عديدة صرت تفتخر بجنسيتك الاجنبية حيث تجلس هناك متقاعدا لا نفع منك ولا فائدة سوى ان تدبج هذا السيل من المقالات التى تمجد اعداء العراق.

فأنا لا أستغرب ذلك ابدا حيث تشارك الاعداء مواقفهم دوما وتهتف لهم دوما وتباركهم دوما ، لان كفتهم في داخل ضميرك قد اصبحت هي الاتقل من كفة الوطن، وحينما انسلخت من وطنك وتعطرت بعطر الراسمالية نسيت خبزة التنور ونسيت تمرات نخيل البصرة وشط العرب وقصائد السياب الجميلة لابناء جلدته من الفقراء والمساكين ، فلقد شردك الوطن كما شرد العديد من ابنائه لكنك اختلفت كثيرا وصرت متوشحا بوشاح الاعداء حاملا صولجانهم مهددا متوعدا دوما.

انا لا اريد هنا تسميتك لاني استنكر على نفسى ان اخاطب المنسلخين من الوطن كليا من امثالك باسمائهم ولا اريد محاسبتك ولا معاتبتك ولا نعتك بالخيانة او موت الضمير فما اعتدت ان اشتم احدا كانت ارض الرافدين مسقط رأسه حتى وان اعقها. كما انك ناضج بما فيه الكفاية في اختيارك الطريق الذى تسير فيه لكن الذى استغربه فيك انك تصرخ بصوت اعلى مما يتكلم به اسيادك الانجليز الذين احتضنوك ومنحوك الحنان والدفْ هم الذين حلبوا العراق ودمروه خلال 40 عاما احتلوه فيها ولم يتركوا الا عوامل الفرقة والخراب والتخلف.

لقد كنت تصول وتجول وتكتب بلا واعز من الضمير ولك في كل موقع بصمة اصبع فيها شبه من بصمة السى اي ايه المختومة ربما على قفاك ، ومع اني استنكر مثلك عملية التمثيل بجثث اربعة من الاميركيين لانها بالتاكيد ستكون مبررا لقوة الاحتلال التى اغتصبت الوطن ان تجهز على ابناء الشعب بعدوانية وهمجية ، وربما الذين قاموا بها سعوا لذلك عن قصد او عن غير قصد ، وربما تكون فصائل مندسة لايعرف مصدرها في وقت يسود الظلام كل أرض الوطن. لكن جريدة ال Herald Tribune نشرت تقريرا يذكر بان هؤلاء القتلة الأربعة الذين استدرجوا في الفلوجة من قبل جماعة ادعت بأنها تتعاون مع قوات الدفاع المدني العراقية الجديدة كانوا عناصر من شركة Blackwater USA التي تعمل لصالح بوش في جنوب كارولاينا وهذه الشركة مهمتها تدريب رجال متخصصين في القتل http://www.willemoltmans.com/pg_details.asp?idarticle=504
هذا ما دفع أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد جيفري ساخس للقول في جريدة الفولكس كرانت" الآن ثبت لنا بأن الحكومة الأمريكية وحلفائها القلائل مجرد أناس منحطين وكذبة" !
لكنك رحت تنوح عليهم وتعتبر شعبك كله عبارة عن برابرة قتلة ناسيا كم هو عدد القتلى من شعبك بفعل حصار اسيادك المهذبين والمتحضرين الذين منحوا نظام صدام فترة بقاء في الحكم ثلاثة عشر عاما اضافية تم قتل الكثير من ابناء شعبنا ولا تزال عملية القتل جارية أضافة الى قتلى الحربين الاميركيتتين . كانوا يدعون انهم يعاقبون صدام فعاقبوا شعب العراق كله تماما كما فعل صدام حين يعاقب اسرة كاملة بسبب احد اعضاءها وهاهي الدولة المتحضرة قتلت مايزيد عن 600 مواطن بجريرة مقتل اربعة احترقت اجسادهم بفعل الهجوم ولم يحرقوا فهناك فارق كبير جدا.
وهاهي تستعد لاقتحام مدينة مقدسة اخرى وتشريد عوائلها .

وها انت يامحترم يا ابن الجنوب العراقي الوديع حامل الجنسية البريطانية ، تحرض على قتل الابرياء فلن تنكر سطورك التى تحرض فيها(والتى لاتزال معلقة على صفحات الانترنيت)، تحمل المسؤولية حتى على الجماهير المتواجدة في مكان وزمان الحادث التى شاركت في التعبير عن فرحتها وتحث على ان تنال العقاب الرادع من قبل الامريكان، وهذا هو الذى حصل بالضبط كما هدد وزير الدفاع الاميركي وكما ردد كلماته فيما بعد سيده القرد الصغير .

اذن انت تريد من قوات التحالف ان تحاسب وتحاكم حتى الانسان المستطرق والصبى المتطلع للمنظر وكل الذين تواجدوا في تلك الساعة امام عدسات مراسلي القنوات التلفزيونية انت تحرض على ابناء شعبك حتى على الابرياء الذين لا ذنب لهم فيما حصل !! هنيئا لك فقد نفذت قوى الاحتلال ماكنت تتمناه وتدعو اليه واعتقد انك الان تنام قرير العين مرتاحا لانهم عملوا بما دعوتهم اليه .
ايضا ذلك ليس مستغربا منك فقد شربت من السلوك البريطاني التحريضى الحاقد على الشعوب نتيجة اندحاره في كل حقبته الاستعمارية والحالية .

كلمة اخيرة اقولها لك للتذكير اننا شعب لا تخفي عليه خافية ابدا واعتقد انه أن الاوان لك ان تراجع نفسك وتنطق بالحق والا فالصمت اجدى لك وانفع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #بايدن يدافع عن #إسرائيل.. ما يحدث في #غزة ليس إبادة جماعية


.. بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ومرافقي




.. هل هناك أي نوع من أنواع الامتحان أمام الجمهورية الإيرانية بع


.. البيت الأبيض.. اتفاق ثنائي -شبه نهائي- بين أميركا والسعودية




.. شوارع تبريز تغص بمشيعي الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه