الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جداً

حيدر الحيدر

2009 / 5 / 4
الادب والفن


....................
* حكاية جدتي :
المقعد الامامي للحافلة الصغيرة لم يكن يسع لاثنين ... لكنني حشرت نفسي حشراً
فوق اضلاعه الى جنب من سبقني لذلك المقعد المتهرئ ، لتنطلق الحافلة بسرعةٍ جنونية
دون ان تمنحني فرصة ً لأتنفس الصعداء وأُرتب جلستي .
في حين إنتشرت شحنة ضوضاء مكبوتة من المقاعد الخلفية .
ما كان باستطاعتي الإلتفات الى الخلف لكنَ المرآة الداخلية التي أمامي إزدحمت بحشدٍ خليطٍ من الناس .
أدرت نظري يساراً .. فدهشت لما أبصرت ... !
كانت تقود الحافلة جدتي التي ماتت قبل أربعين من السنوات التي مضت وإنقضت .
وأكثر ما في هذه المفاجئة من إثارة ٍ .
أن جدتي كانت فاقدة لبصرها قبل موتها بعشرين سنة .
ـــــــــــــــــــــــــــ 30 / 6 / 2005

* مملكة النحل :
كانت خلايا مملكة النحل تعمل بنظام ونشاط دؤوب .
ولكن حين إمتدت مخالب الدب اليها وتلطخت اصابعه بعسلها اللذيذ .
لإضطربت المملكة وبات الرعب يقود نشاطها .
ـــــــــــــــــــــــــــ
* ضحك كالبكاء :
بعد دورة كاملة حول الكرة الارضية . عاد رائد الفضاء( يوري غاغارين )الى الأرض ونظر الى
عقارب ساعته ... فوجد ان رحلته تلك استغرقت عشرين دقيقة ، فإبتسم متفائلاً بالمستقبل .
حدث ذلك في عام ستين من القرن الماضي .
يومها كان ( عبدالعباس ) طفلاً صغيرأً يتهئ للإنتقال مع أفراد اسرته من صرائف الشاكرية
الى بيت ( جديد) في مدينة الثورة . وكان في غمرة ٍ من الفرح متفائلاً بالمستقبل أيضاً .
سنوات بعد انتهاء الالفية الثانية .نزل ( عبد العباس ) من باص ٍ للاجرة بالقرب من محل عمله في الشورجة ، قادماً من بيته ( القديم )
نظر(عبد العباس) الى عقارب ساعته فوجد ان رحلته قد استغرقت ثلاث ساعات او اكثر بقليل .
لمْ يبتسم ( عبد العباس ) كما فعل (غاغارين )...
لكنه ضحك طويلاً .... ومازال عبد العباس يضحك ... !
ــــــــــــــــــــــــ 1 / 4 / 2006
* نظرت اليه فأبتسم :
كاد الظلام يطبق على المكان لولا بصيص الشعاع الذي كان يتسرب من القمر المتسلل من خلال الغيوم بين الفينة والاخرى ،
مطلاً بكآبةٍ على مقبرةٍ تبدو عليها علامات الغموض .

* * *
حُفرٌ متبعثرة على مسافاتٍ غير متباعدةٍ هنا وهناك ،
وهي اشبه بفوهات براكين او ما يخلفه القصف الثقيل من تقعرات في الارض ،
حواليها توابيت مصنوعة من خشبٍ بالٍ ........
كانت هناك ثمة كثبان واراضٍ متلونة في تموجاتها الهجينة بين انخفاض وارتفاع وانبساط ،
اما التوابيت فقد القت بجثامينها الى جوانب تلك الحفر المظلمة ، وقد احاط بها نفر من رجالٍ ملثمين بيشاميغ مرقطةٍ بلونٍ اسود ، وقد جلسوا القرفصاء حواليها وبالقرب منها .
كان الليل يمتد في سكون تخدشه بعض الفمغمات التي
تصدر من بواطن الحفر وافواه الملثمين ...... !
وجدت نفسي اعبر ذلك المكان دون ان اعلم ما الذي جاء بي الى هنا ،
سرت بين تلك الحفر واولئك الرجال بصمت وخوف وترقب ،
وزاد ضوء القمر المنكسر من زرع الشكوك في نفسي بموعد حلول الفجر ومعرفة الامر.
اختلست النظر في وجوه الرجال ، فلمحت بينهم صديقي القديم ( صبيح بطاي ) الذي كان دائم التجهم ،
ولا يبتسم الا في صبيحة العيد وبصعوبة بالغة .
رفع صديقي اللثام عن وجهه قليلاً ....
نظرت اليه فأبتسم ،
قلت : لعل الصباح لن يبطئ
ــــــــــــــــــــــــــــ شباط / 2003
* أنا والبغلة الشقراء :
في جو ٍ مغبرٍ يمتزج فيه الاحمر بالاصفر يُنذر بعاصفةٍ ترابيةٍ قادمةٍ من طرفٍ مجهول
لا ينتمي الى الجهات الاربع او الخمس او الست من الكون .
كنتُ أسحب جرير بغلةٍ شقراء تحمل فوق ظهرها تابوتاً مثبتاً بحبالٍ متينة .
تطاوعني الدابة وانا أدبُ معها من واد ٍ لهضبةٍ لتلٍ لسفحٍ منبسط من جبل متوسط العلو .
عند القمة رميتُ بجريرها وأخذتُ معولاً ومجرفةً كانا مشدودين على جانبي ذلك التابوت .
باشرتُ بنحت الصخور وهممتُ أحفر وأحفر .
لا أعلم كم عمق الحفرة التي بذلت في توسيعها ،
إلا إنني أدركت بحاسةٍ غير طبيعية بأني انهيت شغلي .
فأنزلت التابوت من على ظهر البغلة ، وفتحت غطاءه لأعثر على لا شئ .
حينها رفعت ُ قدميَّ توالياً وغطستُ بجسدي مستلقباً داخله ،
حيث إرتفع التابوت رويداً رويداً يتمايل وغنج ٍ كبساطٍ سحري حتى إرتقيتُ الغيوم وتبلّت شفتايّ بقطرات ندىً
باردة ، ولمْ ادر ِ ما حدث او سيحدث بعد ذلك .
كل ما أعلمه ان هذا المشهد يتكرر في عالم منامي ويحلق عالياً في فضاءات احلامي مذ كنت طفلاً صغيراً ..
ترى بمَ يريد ان ينبئني هذا المشهد العنيد ؟
ـــــــــــــــــــــــــ 7 / 3 / 2004
حيدر الحيدر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعتذارعن خطأ مطبعي
حيدر الحيدر ( 2009 / 5 / 3 - 20:20 )
أعتذر للقراء الكرام عن الخطأ المطبعي الذي ورد في السطر الثالث من قصة ( مملكة النحل )والصحيح هو : إضطربت المملكة
بدلاً من لإضطربت فيرجى ملاحظة ذلك وقبول اعتذاري
حيدر الحيدر

اخر الافلام

.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية


.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي




.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز