الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقفة مع وطبان ابراهيم الحسن

حسن الناصر

2009 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



اثارانتباهي مقطع فيديو منشور على اليوتيوب يظهر فيه وطبان ابراهيم الحسن وطارق عزيز يتراشقان ويتباصقان وهما في قفص الاتهام في المحكمة الجنائية العليا ومن ثم تعليق لسبعاوي شقيق وطبان على هذه الحادثة امام رئيس المحكمة بقوله من ان هناك خلاف شخصي بين الرجلين , ولانعلم ماهية هذا الخلاف أعلى ملكية احد مطاعم عرصات الهندية ام بسبب صراع النفوذ بين احمد ابن الاول مع زياد ابن الثاني على الفتات الذي يغض البصر عنه عدي صدام حسين من نساء او صفقات تجارية يتعاور عليها كلاب الصف الثاني من السلطة , والذي يثير الدهشة استفحال العدائية والتسعر في نفسية وطبان وهو محور قضية يتحتم عليها مصير رقبته .

ولو تجاوزنا طارق عزيز الذي لايكن له الشعب العراقي بغضاً مثل الاخرين بل يعده البعض احياناً المثقف الوحيد في طاقم سلطة البعث مع سعدون حمادي , ونعرج على سايكلوجية وطبان التي تجعل منه غولاً بشرياً تتراقص على وجهه ملامح الأجرام والقسوة المفرطة تلك القسوة التي يصفها الكاتب كنعان مكية في كتابه (القسوة والصمت) كمرض يصيب الذات البشرية الموتورة , وقد انعكست بالفعل بصورة جلية على سلوكيات الفرد العراقي الذي سيبقى ردحاً من الزمن ينزف قيحاً جراء تسلط هذه الأسرة الظالمة على مقدراته لثلاثة عقود ونصف .

ولد وطبان الاخ الثالث غير الشقيق [1]لصدام حسين عام 1953 ودخل سلك الشرطة ومن ثم رقي الى رتبة مفوض ونقل الى الأمن في بداية السبعينات وقيل ان ناظم كزار مدير الامن العام في تلك الفترة قد اودعه التوقيف لأسباب انضباطية ولم يطلقه الا بعد ان تشفعت له امه صبحة طلفاح , وبعد اشتداد ساعد السلطة التكريتية رقي المذكور الى رتبة ملازم ومن ثم عين محافظاً لتكريت عام 1976 التي تغير اسمها حينئذ الى صلاح الدين , وظهر على المسرح العراقي بقوة بعد تعيينه في بداية التسعينات بمنصب وكيل وزارة الداخلية تحت امرة الغريم الأكبر لأسرته (البوخطاب) علي حسن المجيد الذي غادر بعدئذ وزارة الداخلية وزيراً للدفاع وحل محله وطبان في فترة نثر بها صدام الحقائب الوزارية على اقاربه من آل المجيد وآل بو خطاب وآل بو مسلط وباقي فروع شجرة البيجات .

تميز هذا الرجل بشراهة تجاه المومسات حتى الأراذل منهن وبصورة مفضوحة في حين نجد الشخصيات السياسية في العالم المتحضر الذي يبيح الحريات يتكتمون على أي علاقة خارج نطاق الزوجية حفاظاً على مركزهم السياسي من أي شائبة قد يترصدها الاعلام .

وسبق وان راجت فضائح هذا الوزير المبجل بين آهالي البصرة حينما حل عليها كمحافظ من مستوى ادنى ـ حسب مفهوم تلك الحقبة ـ حينها أحال احد فنادق البصرة الفخمة الذي اتخذه مقراً لاقامته منتجعاً لليالي الصخب الحمراء وتحول اغلب العاملين في الفندق الى سماسرة رغماً عنهم .

وقد اهدى المذكور الكثير من قطع الاراضي السكنية لعاهرات او غجريات اطربنه في ليلة سمر ومنهن فتات ليل قيل غنت له وهي شبه عارية في مكتب الوزارة انشودة (انا جندي عربي) , وشأنه شأن بقية عناصرهذه الأسرة المافيوية اتصف وطبان بالسادية المفرطة في القتل والتنكيل منذ باكورة عهده بالسلطة , كما راج في عهد توزره عقوبات قاسية ومذلة تجاه منتسبي وزارة الداخلية وبرتب متقدمة احياناً , ويتذكر اهالي الرمادي قصة احد ابنائهم من ضباط المرور الذي كان يعمل في مدينة الحبانية السياحية و شاء قدره الأسود ان يمر موكب وطبان بصحبة ثلة من فتيات الليل والقوادين بالقرب منه وعند امعان النظر بالموكب من قبل الضابط المذكور ثارت حفيظة وطبان لأعتقاده بان الضابط ينظر الى الفتيات اللواتي بصحبته حيث اصدر امراً فورياً لحمايته بحلاقة شعر رأس الضابط وجلده علناً في نفس محل عمله وامام العاهرات اللواتي استغرقن في الضحك من تأوهات وتوسلات هذا المسكين .

وروى لي احد ضباط الشرطة في تلك الفترة ان وطبان امر بأيداع بعض رجال عشيرة البيجات التوقيف في معتقل كلية الشرطة وفي المساء اتصل قصي صدام حسين مدير جهاز الامن الخاص مصدراً امراً الى ضابط خفر الكلية الذي كان برتبة نقيب بأدخال بعض الأطعمة والتجهيزات لهؤلاء الموقوفين وقد نفذ ضابط الخفر الأمر الصادر اليه عبر بدالة القصر الجمهوري لكن هذا الموضوع استفز وطبان الذي حضر في ساعة متأخرة من الليل وهو ثمل وفتح النار على ضابط الخفر من مسدسه الشخصي , أصابت احدى الاطلاقات الحبل الشوكي في عموده الفقري ليصبح على اثرها مشلولاً شللاً كلياً وهناك العشرات بل المئات من القصص الدامية التي يرويها ضباط الداخلية من دورات تأديبية وكسر ايادي وارجل منتسبيها لاسباب الكثير منها تافه , عدا ماناله الناس من صلف وجور خاصة في استخبارات الداخلية التي كانت بودقة لصهر العشرات من العراقيين عبر المحكمة الخاصة .

وكم تثير السخرية بعض منتديات الانترنيت التي تصف وطبان ابراهيم الحسن بالأمير ولانعلم من اين ورث الأمارة أمن ابيه حارس المدرسة ام من امه التي كانت وكل الاسرة معها ترعى الماشية وتخدم في منازل شيوخ عشيرة العبيد في الحويجة .

ان رؤيا وطبان وآل وطبان بهذه الصورة المذلة لهي عضة لكل مسؤول في هذا العهد او في الذي يليه ان يرعى حرمات وحقوق الناس ورحم الله من قال :

إن المنـاصب لا تـدوم لواحد إن كـنت تنـكر ذا فـأين الأول
فاغرس من الفعل الجميل فضائلاً فإذا رحلت فإنها لا ترحل



[email protected]









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وطبان
علي احمد ( 2009 / 5 / 3 - 12:14 )
اتمنى ان يقرا هذا المقال بعض الاشخاص الذين مازالوا يتمنون رجوع النظام السابق بحجة ان الامن كان يسود العراق حينها كي ينظروا الى احد اقطاب رموزه الارعن وطبان وهو يتصدر منصبا مهما المفرض انه يحاسب الخارجين عن القانون والاداب العامة

اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة